المرجعية الرشيدة تثني على جهاد المواظبين على صلاة الجمعة

| |عدد القراءات : 1888
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

 المرجعية الرشيدة تثني على جهاد المواظبين على صلاة الجمعة 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

المرجعية الرشيدة تثني على جهاد المواظبين على صلاة الجمعة (1)

 

الحمدُ للهِ الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتديَ لولا أن هدانا اللهُ، لقد جاءتْ رسل ربنا بالحق. وصلى الله على رسوله والأئمة الميامينَ من آله وسلم تسليماً كثيراً.

 

السلام عليكم ايها الحفل الكريم ورحمة الله وبركاته..

 

يوم الجُمُعة يومٌ شريف عظّمه الله تبارك وتعالى وجعَله فرصةً كبيرة لنيل رضاه بما بارك فيه لِفاعلِ الحسنات، وعن أبي بصير قال: (سمعتُ أبا جعفرٍ (عليه السلام) يقول: ما طلعت الشمسُ بيومٍ أفضلَ من يوم الجمعة)(2) .

 

وعن الإمام الرضا (عليه السلام) قال: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إن يوم الجمعة سيد الأيام يضاعفُ اللهُ فيه الحسنات، ويمحو فيه السيئات، ويرفع فيه الدرجات، ويَستجيبُ فيه الدعوات، وتُـكشَفُ فيه الكُـرُبات، وتُـقضى فيه الحوائج العظام).

 

ومن أجل ان يعيش المسلم هذه الأجواء الالهية المباركة يوم الجمعة وضع الأئمة (عليهم السلام) لشيعتهم برنامجَ عملٍ يُهذِّبون به أنفسهم ويُـطهِّرون اجسادهم، ويُذْهِبُــون دَرَنَ أسبوع ماضٍ ويتزودون إمداداً لأسبوع قادم، وقد حفلت كتب الادعية والسنن والمستحبات بالكثير منها، وتاج تلك الأعمال صلاة الجمعة المباركة بدُعائها وركعتَـيها وجماعَتَها وخُطبَتَيها، وأحاطوا هذه الشعيرة المقدسة بعناية خاصة فأبانوا فضلها وثوابَ من يؤدِّيها وحذَّروا من تركها، فعن الصادق (عليه السلام): (ما مِن قدمٍ سَعَتْ إلى الجمعة الا حرَّمَ اللهُ جسَدها على النار)(3) وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (من أتى الجمعة إيماناً واحتساباً استأنف العمل)(4) أي غفر له ما مضى من ذنوبه وقيل له ابدأ العمل بصفحة بيضاء من جديد، وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (أما يومُ الجمعة فيومٌ يجمع الله فيه الأولين والآخرين فما مِن مؤمنٍ مشى فيه إلى الجمعة إلا خفَّفَ الله عليه أهوالَ يوم القيامة ثم يَأمر به إلى الجنة)(5) وعن ابي جعفر الباقر (عليه السلام): (مَن تَرَك الجمعة ثلاثاً متواليات بغير علة طبع الله على قلبه)(6) وجاء اعرابي يشكو إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عدم الاستطاعة إلى الحج فقال له (صلى الله عليه وآله وسلم) (عليك بالجمعة فإنها حج المساكين)(7).

 

هذه الفريضة الإلهية العظيمة حُـرِمَ منها أجيال من شيعةِ أهل البيت (عليهم السلام) على مدى قرون حينما اُقصِيَ أئمتُهم (عليهم السلام) عن قيادة الأمة وتقَمَّصَها من ليس أهلاً لها،وكانت صلاةُ الجمعة من وظائف الأمير التي لا يُمكن مُزاحمتُه فيها وإلا عُدَّ خروجاً وتمرداً على الدولة .

 

وقد ولّدَ طولُ الإقصاءِ شعوراً بعدم وجوبها وإمكانيةِ اختيارِ صلاةِ الظهرِ بدلاً عنها، وهذا الشعورُ يمكن قَـبولُه مع وجود المحذورِ المتقدم أما اليوم و قد أذِن الله تعالى بالفرج لهذه الأمة المظلومة و خرجت من قُمقُمها الذي حبسها الطغاة فيه طيلة أربعة عشر قرناً فلم يعُد هناك عُذرٌ شرعيّ للتقاعُس عن إحيائِها والمشاركةِ الفاعلةِ فيها والاستفادةِ من بركاتِها وشمولِ ألطافِها.

 

لكننا بصراحةٍ نقولُ أننا نرى عُزوفاً لدى مجتمعِنا المسلمِ عن حضورِها رغمَ إقامتِها وهم مُطالبون ليس بالحضورِ فقط وإنما بإقامتِها في كل تجمعٍ من الناسِ المسلمين سواء كان في مدينة او قرية او عشيرةٍ، مع المحافظةِ على شروطِها ومَهما قِيل من تبريراتٍ لهذا الإهمالِ والتقصيرِ فإنه غيرُ مقبولٍ عند الله ورسوله (ص) والمؤمنين (سلام الله عليهم) الذين تُعرضُ عليهم الأعمال.

 

ولكننا في الوقت نفسِه ومن باب (ولا تبخسوا الناس أشياءهم) نُـشيد بالمؤمنين المواظبين على حضورها خصوصاً في بغداد وغيرها من المدن حيث يتحَدَون الإرهابَ والقتلَ والسياراتِ المفخخةَ وحظرَ حركة السيارات فيبادرون إليها من الصباح الباكر قبل سَرَيانِ الحظر ويتأخرون في المساجِد الى العصر حتى يحينَ موعدُ ارتفاع الحظر ونحن نطلب من على منبر مؤتمركم الشريف هذا تقليصَ ساعاتِ الحظر لتكونَ من الساعةِ الحادية عشرة الى الساعة الثانية بعدَ الظُهر في بغدادَ لتقليلِ مُعاناة إخوانِنا المؤمنين فإن جزاءَهم منا الإحسانُ إليهم ورعايتُهم كما نُـهيب بمؤتمركم الشريف هذا أن يخصص جزءاً من مناقشاته لأسباب عزوف كثير من المؤمنين عن حضور صلاة الجمعة فان معرفةَ السببِ و تشخيصَ المشكلة هو نصفُ الحلّ.

 

 

 

 

محمد اليعقوبي

 

12/شوال المكرم 1427

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

(1) الكلمة التي القاها ممثل سماحة الشيخ اليعقوبي في المؤتمر السنوي لأئمة الجمعة والجماعة الذي عقده إمام جمعة النجف الاشرف سماحة السيد صدر الدين القبانجي يوم 13 شوال 1427هـ

 

(2) الوسائل ج3 : أبواب صلاةا لجمعة ، باب 40 ، ح2

 

(3) الوسائل : الباب 1 ، ح7

 

(4) الوسائل : الباب 1 ، ح3 .

 

(5) الوسائل : الباب 1 ، ح9 .

 

(6) الوسائل : الباب 1 ، ح11 .

 

(7) الوسائل : الباب 1، ح17 .