الحركات المدعية المهدوية ... اسباب نشوئها وعلاجها

| |عدد القراءات : 1766
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحركات المدعية المهدوية ... اسباب نشوئها وعلاجها[1].

 

الحركات المهدوية التي تدعي الارتباط بقضية الامام المهدي (عج) بحسب العنوان لا بحسب الحقيقة ليست جديدة وانما تمتد عبر التاريخ الى زمان الائمة المعصومين (سلام الله عليهم) فقد سمّى المنصور العباسي ولده محمداً ولقبه بالمهدي ليغرّر به الناس ويصرفهم عن الأئمة الحقيقيين ويوهمهم انه المهدي الموعود وقد صار خليفة من بعده.

 

ووجود مثل هذه الحركات ليست حالةً غريبة لأن حب الجاه والتسلط على الناس ونيل المغانم من النزعات النفسية المتأصلة ولا تنزع الا بلطف وعصمة من الله تبارك وتعالى، وهؤلاء الطامحون الى السلطة تتنوع آلياتهم للوصول اليها فبعضهم بالانقالابات العسكرية وبعضهم بانتخابات مزيفة وآخرون بفتاوى وعّاظ السلاطين وهكذا ومن لا يمتلك هذه العناصر قد يلجأ الى ادعاءات غيبية كسفارة الامام المهدي (عج) والباب اليه والعرفان ونحوها والهدف واحد.

 

فهذه اذن حالات ليست غريبة ولا جديدة ولكن الغريب والجديد ان يشهد بلدنا في سنة واحدة عدة منها وارتقى بها الحال الى المواجهات المسلحة الدامية التي خلفت مئات القتلى والجرحى.

 

واذا كان رؤوس هذه الدعوات وقادتها من الضالين المضلين الطامعين في الجاه والسلطان فان كثيراً من المخدوعين بهم ليسوا كذلك وانما انطلت عليهم تلك الدعاوى بسذاجتهم وجهلهم وضعف وعيهم. لذا فيجب التفكيك في التعامل بين رؤوس تلك الدعوات والقواعد المتبعة لهم حتى نقلل الخسائر الى اقل حدٍ كافٍ.

 

ولمعالجة هذه الحركات لابد من تشخيص اسباب نشوئها ليكون وصف العلاج بلحاظ تلك الأسباب وحتى تتحمل الجهات الدينية والسياسية والفكرية مسؤولياتها في هذه الحركة. لأن علاج بعض الحالات الضارة يكون احياناً بتجفيف منابعها وقطع اسباب الحياة عنها كما لو ان كائنات ضارة تعيش في وسطٍ مائي ولا يمكن الوصول اليها لمكافحتها فيكون العلاج بتجفيف ذلك الماء لتموت تلقائياً.

 

وقد اوضحنا جملة من الاسباب وطرق العلاج في احاديث اخرى ويتلخصّ الموقف الصحيح للمجتمع ازاء هذه الدعوات بنصف سطر وهو الرجوع الى العلماء لأنهم اهل الاختصاص والعارفون بالأمور والقادرون على التمييز بين الصادق والكاذب ولذا اوصى الأئمة المعصومون عليهم السلام باتباعهم والرجوع إليهم.

 

 

 

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

 

[1] من حديث سماحة الشيخ اليعقوبي مع رابطة نور الله الطلابية وجمع من مثقفي مدينة المسيب يوم 4 صفر 1429هـ المصادف 12/2/2008مـ.