العاملون المخلصون في العراق كالسائرين في حقول الألغام

| |عدد القراءات : 1672
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

  بسم الله الرحمن الرحيم

 

العاملون المخلصون في العراق كالسائرين في حقول الألغام..

 

  زار السيد جون كير اليخاندرو مسؤول بعثة الصليب الأحمر في العراق المرجع الديني سماحة اية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) في مكتبه في النجف الأشرف حيث قال الضيف انه جاء للعراق للقاء المسؤولين وأصحاب القرار للاطلاع عن قرب على آراءهم تجاه ما تقدم المنظمات الإنسانية وبعثة الصليب الأحمر.

  

وقال سماحة المرجع اليعقوبي: ان الجهد الإنساني مهم ولكنه لا يكفي وحده ما لم ينظم معه جهد سياسي ليكون مؤثراً وفاعلاً فلا بد من التركيز على حل العقد وإزالة التوتر السياسي لان المشاكل الموجودة هي مظاهر وافرازات للحالة السياسية الراهنة والعلاج يجب ان يوجه تجاه العلة الرئيسية ولا يكتفى بمعالجة الإعراض وان البلد اليوم بأمس الحاجة إلى إصلاح جذري في مسار العملية السياسية.

 

 

 وأضاف سماحته ان المشكلة الرئيسية في عمل المنظمات الإنسانية في ايجاد الوسائل والقنوات السليمة لإيصال المساعدات الإنسانية لمحتاجيها فما نسمعه ونلمسه من الفساد المستشري في دوائر ومؤسسات الدولة المرتبطة بالجوانب الخدمية والصحية يزلزل الثقة بوصول المساعدات إلى مستحقيها، ونصح سماحته (دام ظله) الضيف بالتفقد المباشر (وعدم الاكتفاء بالتقارير) لمعسكرات المهجرين والمجمعات السكنية التي تعيش أقصى حالات الفقر والبؤس والحرمان من ابسط حقوق الحياة الكريمة للوقوف على مواطن الاحتياج الحقيقي والاطمئنان إلى وصولها الى مستحقيها فهذا يساهم في استعادة جزء من المصداقية في العمل.

  

ووصف سماحته (دام ظله) العمل الإنساني في العراق كالسير في حقل من الألغام بدون وجود خارطة تشير الى موضع الألغام بسبب اهتدام الصراع في الساحة العراقية وكثرة المتآمرين على العراق من داخله وخارجه وخلط الأوراق، الا من نوّر الله قلبه بالبصيرة وألهمه الحكمة.

 

 ونصح سماحته الضيف بالاعتماد في عمله على العراقيين المخلصين الحريصين على مصلحة بلدهم لأنهم ألفوا السير في حقول الألغام وواصلوا الطريق بشجاعة متناهية همهم في ذلك هو إنقاذ بلدهم وتقليل معاناة أبنائه.

 

  وقال سماحته في تعليقه على طلب الضيف بضرورة ممارسة الضغط من قبل الجهات الدينية على السياسيين والمتصدين: اننا ماضون بهذا الاتجاه ونمارس وظيفتنا في الارشاد والتسديد والتدخل لتصحيح المسار وسنستمر في اداء واجبنا من دون يأس لان الناس تاخذ حيويتها وطاقتها من المرجعية وستصاب بالعجز اذا شعرت بان المرجعية يائسة او عاجزة عن فعل شيء ولكن الجهد الفردي لا يثمر ما لم تتضافر معه بقية الجهود من جهات متعددة ليكون الضغط مؤثراً.

  

وحضر اللقاء السياسي د. حسن سلمان والسيد مؤيد كولابي مستشار رئيس البعثة والنائب كريم محسن عضو المكتب السياسي في حزب الفضيلة الاسلامي ولجنة الزراعة في مجلس النواب العراقي.