صورة العبادة لا تكتمل إلا بالمستحبات

| |عدد القراءات : 2181
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

بسم الله الرحمن الرحيم

 

صورة العبادة لا تكتمل إلا بالمستحبات [1]

 

توجد سنن ومستحبات تسبق الصلاة المفروضة كالأذان والاقامة والجلوس في محل الصلاة انتظاراً لدخول الوقت وفسرت المرابطة في الآية الشريفة (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا لعلكم تفلحون) بحالة الانتظار هذه وتوجد سنن ومستحبات تلحق الصلاة كالدعاء والاستغفار وتسبيح الزهراء (عليها السلام) الذي ورد فيه أنه يعدل ألف ركعة.

 

وهذه الاعمال وان كانت مستحبة يمكن تركها الا انها ضرورية لاتمام تأثير الفرائض وانتاجها للاغراض المطلوبة منها، ولو اقتصر الانسان على اداء الواجب من الصلاة لكانت خاوية.

 

 ويمكن لأي شخص أن يقارن النتائج بين صلاتين، الأولى بمستحباتها ومقدماتها وتعقيباتها، وأخرى خالية من كل ذلك ليدرك عظيم الفرق بين الحالتين.

 

وهذا التخطيط الالهي للحرص على اداء الفرائض بأفضل صورها لا يختص بالصلاة وانما هو جار في العبادات الأخرى فالى جنب واجبات كل فريضة توجد اضعافها من المستحبات والسنن فان الصوم الواجب هو رمضان فقط لكن المستحب اكثر منه خصوصا في رجب وشعبان لتطهير القلب وتهذيب النفس وتأهيلهما لتلّقي النفحات الالهية في شهر رمضان.

 

 والشعائر الحسينية مستحبة وقد يعترض كثيرون على بعض مظاهرها لكنها ضرورية لحماية اصل الدين ولم يستطع النظام الصدامي البطش بالدين واهله الا بعد ان اوقف تلك الشعائر في منتصف سبعينيات القرن الماضي بحجة انها قشور لا قيمة لها وكنّا ندافع عنها بأن القشور ضرورية لحفظ اللب واذا ترك اللب بدون قشور تحفظه فانه يتلف.

 

 والأمر كذلك في المحرمات حيث جعل الشارع المقدس ازائها اكثر منها من المكروهات وعبّر عنها بالحمى والحدود وأن من يقتحمها يوشك ان يقع في المحرمات فمنع الاختلاء بالاجنبية او المسامرة معها خشية الوقوع في الحرام ولأن ضغط الشهوة الجنسية وتأثيرها قوي فقد وصل التحصين منها الى مستوى كراهية ان يقعد الرجل في مكان جلست فيه المرأة قبل ان يبرد من حرارة جسمها خشية أن خياله بعيداً ويحرّك شهواته.

 

فمن غير المناسب لمن يسعى لنيل رضا الله تبارك وتعالى أن يدخل في الصلاة من دون مقدمات ولو الاقامة على الأقل أو يقوم من مصلاه فور التسليم والانتهاء من صلاته دون الاتيان بالتعقيبات ولو تسبيح الزهراء وسجدة الشكر.

 

 خصوصاً في مثل هذه الساعة الشريفة من يوم الجمعة التي قال فيها الله تبارك وتعالى (فاذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون) وفضل الله تعالى لا يختص بالرزق المادي وانما يشمل الرزق المعنوي واستنزال الالطاف الالهية بالدعاء والذكر

 

 

 

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

 

[1] توقف سماحة الشيخ اليعقوبي عند المعبر الحدودي في صفوان اثناء سفرته لاداء فريضة الحج المباركة واقام صلاة الجماعة التي شارك فيها عدد من الحجاج والمودعين وصادف يوم الجمعة 1 ذي الحجة 1424 هـ وتحدث الى المصلين بعد الصلاة وقد وقع بأيدينا الآن تسجيل الحديث فأحببنا ذكر هذا الملخص لحديث سماحته.