المَحَجَّة البيضاء في تهذيب الأحياء/ الفيض الكاشاني
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة الكتاب الرسالي
المَحَجَّة البيضاء في تهذيب الأحياء/ الفيض الكاشاني
( المحجة البيضاء في تهذيب الاحياء) عنوان بارز في المكتبة الأخلاقية، وكتاب تربوي لا يستغني عنه الراغبون في تطهير القلب وتهيب الأخلاق، وللكتاب مزايا ومهمة عديدة منها:ـ
1ـ سهولة العبارة وبعدها عن المصطلحات الفلسفية الغامضة رغم أن مؤلفها من أعاظم الفلاسفة في عصره (ت1091هجرية) وهو أشهر تلامذة ملا صدرا الشيرازي صاحب الأسفار وأكثرهم تأثراً به. وكذلك بعد عبارتها عن التأثر بمصطلحات سائر العلوم التي كان الفيض ضليعاً فيها.
2ـ التحقيق الواسع والإحاطة بالأحاديث الشريفة التي تخص الموضوع الأخلاقي الذي يشرع به،فجميع صفحات الكتاب تقريباً مزينة بالنصوص الكريمة بشكل يجعل القارئ وكأنه بين يدي الأئمة (عليهم السلام) وكلماتهم.
3ـ المعرفة الأخلاقية المتوازنة التي يمنحها الكتاب للقارئ والتي تبعده عن الإفراط والتفريط في فهم الحكمة الأخلاقية، والعقل الأخلاقي الرصين الذي يبرزه الكتاب والذي يعتبر حجة للاتجاه العقائدي لأهل البيت (عليهم السلام) على سائر الاتجاهات الأخرى، فلا يكاد القارئ ينهي كتاب المحَجَّة حتى يدرك أن مدرسة أهل البيت (سلام الله عليهم) هي الأقرب إلى روح الشريعة وحقيقة الحكمة من سواها حين يقارن ما طرحه الفيض من فهم أخلاقي مع الكتاب الذي علّق عليه وهو إحياء علوم الدين للغزالي.
4ـ الشمولية الواسعة لكل الجوانب الأخلاقية التي يتعرض لها الإنسان في حياته مع ربط كل تلك الجوانب الأخلاقية بروح الإسلام والبعد بها عن المناهج الغريبة أو السلوكيات الشاذة.
5ـ إلى غير ذلك من المزايا المعروفة للمحجة وأهمها قدرتها على جذب القارئ إلى طريق الإنابة والسير إلى الله وتشويقه إلى الأهداف السامية دون أن يرهق القارئ بمطالب ثقيلة ويحرق رغبته
وشوقه بالأعمال الشاقة، ودون أن ينحرف بنيّته عن السبيل الواضح باتجاه رغبات ونتائج عرضية تجعل السالك يتنكب الطريق المستقيم إل أزقة النفس المظلمة التي تجعل السائرين يزدادون تيهاً وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، بل يسير به رويداً على طريق مشرع أعلامه واضحة وأنواره منيرة.
طبع الكتاب بطبعات متعددة، منها بثمانية مجلدات قدم لها السيد محسن الأميني العاملي صاحب أعيان الشيعة، ومنها أربعة مجلدات، وقد وفّرَ معرض جامعة الصدر الدينية طبعة جديدة فرّقت مطالب الكتاب على كتب متفرقة وكل منها بعنوان مستقل ليتمكن القارئ من اقتناء كل واحدٍ منها على حده، نسأل الله أن يوفق المؤمنين لقراءتها والعمل بمفرداتها ولا حول ولا قوة إلا بالله.