كتاب الدولة في فكر السيد محمد باقر الصدر (قدس سره) / د.جاسم الزيني

| |عدد القراءات : 4049
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

 

نحن والغرب-الجزء العاشر

 كتاب الدولة في فكر السيد محمد باقر الصدر (قدس سره) / د.جاسم الزيني

 

            يأخذ الكلام عن الدولة في الرؤية الإسلامية أهميته من ناحية أنها تزود الثقافة الإسلامية بما يملأ الفراغ الذي فرضته التطورات الاجتماعية المعاصرة في شكل الدولة وأنظمة الحكم فأصبح المفكر الإسلامي ملزماً بسد هذا الفراغ ومواجهة التحدي الفكري الموجه للفكر الديني عموماً، وهذا في الحوار مع الآخر وهناك أهمية أخرى لمثل هذه البحوث ضمن الإطار الخاص الذي يذهب إلى موقف منطوي فكرياً وعملياً عن الخوض في هذه المجالات.

 

            وكان في صدارة المفكرين الإسلامين الذين تولوا مهمة استنطاق الشريعة الغراء واستخراج أجوبة لكل الحاجات الاجتماعية والأنظمة المستحدثة: السيد الشهيد الصدر الأول (قدس سره الشريف) الذي تناول في كتبه الكثير من الأفكار المتعلقة بشكل الدولة وأنظمة الحكم والاقتصاد وجوانب أخرى مهمة بشكل أصيل يتجذر للرؤية الإسلامية في كل خطوة وبما يضع به الخطوط العريضة لكل تفصيل فكري وتنظير سياسي فيما بعد، وقد كان السيد الشهيد (قدس سره) يدفع ويعمل باتجاه تحقيق حلمه في رؤية الإسلام يقود الحياة بتجربة حقيقية خالية من المساومات والمداهنات التي قد تنعكس في أذهان الكثيرين سلباً على النظرية الإسلامية في الحكم لان التغيير يستهدف الظالم أي السلطة وليس تغيير الظلم وإقامة الدولة الكريمة وقد قدم في سبيل ذلك الهدف دمه الشريف بخطىً ثابتة على المبادئ وبصيرة في جميع أمره.

 

            وقد تولى العديد من الكتاب دراسة أفكار السيد الشهيد الصدر الأول (قدس سره) وتقديم نظرياته إيماناً منهم بأهمية أطروحات ذلك المفكر العظيم الذي وتتميماً للبناء الفكري الذي اختطه (قدس سره)، والكتاب الذي نقدمه اليوم للقراء هو دراسة دكتوراه تقدم بها الباحث الدكتور جاسم الزيني للدولة في فكر السيد باقر الصدر (قدس سره) تناول في بدايتها دراسة حياة السيد الصدر (قدس سره) وحوادث مهمة مر بها بدءاً من نشأته ودراسته وحياته السياسية ونشاطاته الفكرية بحيث يعرف القارئ بعدها أن ذلك المفكر العظيم قد عاش بين أفكاره بصدق وتفانى في الإسلام بشكل استحق به أن يحمل راية الدفاع عن الإسلام بجدارة وأن يعبر نيابة عن المجتمع المسلم.

 

    ثم يتناول الكاتب التجديد العلمي والحركي عند الصدر الأول (قدس سره) وعلى الصعيدين السياسي والمرجعي.

 

            ويتناول الكاتب أيضاً الأفكار الأساسية في الفكر السياسي حول أصل نشأة الدولة وشرعيتها وضرورتها الاجتماعية ووظيفتها التشريعية والتنفيذية والوظيفة القضائية وغيرها ونظرية السيد الشهيد بشأن كل ذلك وغيره.

 

ويحاول كاتبنا عند دراسته لفكر السيد الصدر الأول (قدس سره) أن يبحث في المفكر قبل الفكر وفي المعطي قبل المعطيات تطبيقاً لمنهج الدراسات الأكاديمية الحديثة، كما أنه يحاكم النظريات المماثلة التي صدرت من قبل مفكرين إسلاميين ويقارنها مع نظريات الصدر الأول (قدس سره) ويناقش الكثير ممن قدموا أفهامهم للمفكر الشهيد وفسروا أفعاله وفق تصوراتهم، كما أنه يذكر مجموعة أفكار وحوادث مهمة في حياة الصدر الأول (قدس سره) من المهم لشبابنا المثقف الإطلاع عليها، والكتاب ترشح ليكون الجزء العاشر من سلسلة نحن الغرب بسبب منهجه المقارن بين نظريات الصدر الأول والنظريات الغربية في الدولة والسياسة وقد تكفلت دار جامعة الصدر الدينية في النجف الأشرف بطبعه ونشره وهو متوفر في معرضها.