استفتاء عن انتشار مظاهر الفساد

| |عدد القراءات : 2124
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

استفتاء عن انتشار مظاهر الفساد

بسم الله الرحمن الرحيم

 

سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لوحظ في الآونة الأخيرة الانتشار الواسع لبعض الظواهر المنحرفة التي لا تليق بمكانة مجتمعنا المسلم وأعرافه وتقاليده ومنها ظاهرة التخنث بين الشباب وظاهرة فتح محال بيع الخمور وفي المدن والأحياء الشعبية وفتح الملاهي والنوادي وبيع الأقراص الإباحية علناً وبدون رادع بل كل ذلك بتشجيع من الدولة حيث تقوم الأجهزة الأمنية بتوفير الحماية ونصب سيطرات أمام تلك المحال فما هو تكليفنا في ذلك.

بسمه تعالى:

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الفرائض العظيمة في الإسلام، و بها يقوم كيان الأمة وهي الصفة التي فضّل الله تعالى بها الأمة الإسلامية على غيرها،  قال تعالى  {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ }آل عمران110.

وقد ذكر الأئمة عليهم السلام جملة من الآثار المباركة التي تتحقق إذا قامت بها ففي الحديث عن الإمام الباقر عليه السلام سماها (أسمى الفرائض وأشرفها) وقال عليه السلام   ) إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل الأنبياء ، ومنهاج الصلحاء، فريضة عظيمة بها تقام الفرائض وتأمن المذاهب وتحلّ المكاسب وترد المظالم وتعمر الأرض ويُنتصف من الأعداء ويستقيم الأمر )(1) .

 وتوعد الله تبارك وتعالى الأمة إذا تخاذلت وتركت هذه الفريضة ،فعن الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام (ويلٌ لقوم لا يدينون الله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) وذكر الأئمة سلام الله عليهم بعض النتائج السيئة والآثار الكارثية التي ترتبت على تركها ومنها قول الرضا عليه السلام (لتأمرونَّ بالمعروف ولتنهنَّ عن المنكر أو ليستعملنَ عليكم شراركم فيدعوا خياركم فلا يستجاب لهم) .

فالأمة إذا أرادت أن تكون حيّة فعليها أن تؤدي هذه الفريضة، وإلا فهي ميتة لا قيمة لها {  أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ }الأعراف179 والحال التي يصفها السؤال لا نجد لها وصفاً غير ما ذكرته هذه الآية المباركة.

ويختلف شكل أداء الفريضة من واحد لآخر بحسب موقعه وإمكانياته

فالعلماء والمفكرون والخطباء وأئمة الجمعة والجماعة يدعون بالحكمة والموعظة الحسنة ويذكّرون الناس بمغبة هذه الأفعال ويحذرونهم من غضب الجبّار ويوجهونهم ويرشدونهم.

وأولياء الأمور من أباء ومعلمين وأساتذة يربون الأبناء على الأخلاق الفاضلة ويبينّون لهم مخاطر الفساد والانحراف عليهم في الدنيا والآخرة وعلى كيان بلدهم وأمتهم في الحاضر والمستقبل .

وعلى السلطات الحاكمة أن تتخذ التدابير اللازمة لمنع مظاهر الفساد والانحراف من خلال سن القوانين والتشريعات التي تمنعها وتعاقب عليها التزاماً بالدستور الذي يمنع من سن أي قانون يتعارض مع مبادئ الإسلام.

 ومن خلال السلطة التنفيذية باتخاذ الإجراءات الرادعة ومنع قيام بؤر الفساد، ولا يكون صدام المقبور أكثر غيرة منهم على الدين والأخلاق الفاضلة حين أطلق حملته الإيمانية المزعومة وقد تضمنت منع الممارسة العلنية لهذه الموبقات. فهل من العدل والإنصاف للرعية أن تحظى بؤر الفساد بالحماية بينما تتسلل السيارات المفخخة في وضح النهار وتخترق السيطرات الأمنية في مدينة الصدر ببغداد وغيرها لتفتك بالأبرياء ؟ .

وعلى وسائل الإعلام أن تمارس دورها الايجابي في تحصين المجتمع من الفساد الأخلاقي الذي هو أساس كل أشكال الفساد.