ماذا علينا أن نستفيد من تجربة سنتين من العملية السياسية

| |عدد القراءات : 1603
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

ماذا علينا أن نستفيد من تجربة  سنتين من العملية السياسية

 أود الإشارة إلى أمرين يجب الالتفات إليها للاستفادة منها في التجارب الآتية لتشكيل الحكومة وموصلة العملية السياسية.

 

الأول : الجد والاجتهاد في تأهيل المخلصين من أبناء الشعب خصوصاً الشباب الرسالي المتحمس للتغيير والاصلاح وبناء العراق الجديد وخدمة الامة وتطهيرالبلاد من العناصر الفاسدة ولابد ان يشمل التأهيل كل الجوانب المؤثرة في إنجاح عمل المسؤول فمن الجانب العلمي على من يجد في نفسه القدرة ان يبلغ أسنى الدرجات العلمية وادق الاختصاصات وفي جميع حقول العلم والمعرفة ومساحات عمل الوزارات كافة لنقطع الطريق على من يدعي عدم وجود الكفاءات في هذه الشريحة المخلصة من الشعب وعليهم أن يتعلموا فن الإدارة بممارسة ناجحة لأي خلية ابتداءاً من الأسرة إلى العلاقات الاجتماعية إلى الوظائف المختلفة وأن يستفيدوا من تجارب الآخرين وليعرضوا أنفسهم لممارسة ادارية  كالأسرة فانها  دائرة لا تخلو من التعقيد خصوصاًَ إذا شهدت تجاذبات ورغبات متناقضة كما لو كانت عنده أم وزوجة وأخوة وأخوات وأولاد فأن تنظيم العلاقة المتوازنة مع كل هؤلاء وحفظ حقوقهم بإنصاف وموضوعية والنجاح فيها يعني وجود قابلية وملكة الادارة الناجحة في المسؤليات الاوسع ولعل هذا أحد أوجة فهم الحديث الشريف (خيركم خيركم لأهله) أي خيركم وأصلحكم لاداره شؤون الأمة هو خيركم وانجحكم في ادارة عائلية ومثل هذه التجارب التأهيلية للقادة وتقييم نجاحهم فيها قبل تصديهم لولاية أمر الأمة مما نجده في سيرة حياة اغلب الانبياء  حيث مارسوا مهنة الرعي لتطّلع اممهم على حسن رعايتهم لمن يتولونهم حين يجدونه يرحم الحمل الرضيع والكسير ويحمله ويحتضنه حتى يبلغ كماله وإذا افتقد واحداً من القطيع فانه لا ينام الليل ولا يقرّ له قرار حتى يأتي به إلى الحضيرة ويطمأن عليه و يتفقدها بالطعام والشراب والراحة ويوفر لها الحماية والأمن من كل سوء فاذا كانت ولايته على الحيوانات بهذا الشكل فسيكون أكثر رفقاً ورحمة بالناس حين يتولى أمورهم. الثاني : تهذيب النفس وتحصينها من الوقوع في مزالق الدنيا المذمومة ونسيان الله تبارك وتعالى والانشغال بالتكالب على حطام زائل ولا بد أن يقطع شوط معتدأ به في هذا الطريق قبل التصدي للمسؤولية الشريف (إن لله أدب نبيه فأحسن تأديبه ثم فوض اليه أمر الخلق وسياسة العباد)

 

 فليعمل أحبائي وأخواني على العمل بكلا الاتجاهين ليستعدوا لتحمل المسؤولية في المراحل المقبلة بأذن الله تعالى

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

(*) من حديث سماحة الشيخ (دامت تأييداته) مع وفد ضم مدير وعدد من اساتذة وطلبة معهد التدريب النفطي في البصرة يوم الخميس 10 /ع2/ 1426هـ.