كيف نرفع التقصير في عملنا

| |عدد القراءات : 1836
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

 كيف نرفع التقصير في عملنا

السبت 11/ جمادى الاولى: حضر سماحة الشيخ الاجتماع المشترك لمكتب الفضلاء وحزب الفضيلة ورابطة بنات المصطفى في النجف الاشرف وألقى كلمة في الحاضرين فلخّص ما ورد فيها حيث قال قال سماحته:

 

كثيرا ما نتحدث عن كوننا مقصرين في اداء دورنا في العمل الاسلامي المبارك وإنجاح المشروع الاسلامي في المواجهة الحضارية التي أعلنها الغرب على الاسلام والاعتراف بالتقصير وإن كان في نفسه فضيلة إلاّ انه لا ينبغي الوقوف عند هذا الحد بل علينا التفكير في كيفية رفع هذا التقصير وخلق المحفزات والبواعث لبذل المزيد من الجهد لانجاح المشروع ويحضرني هنا تحدد من العوامل اذكرها كإثارات اولية لتكون منطلقات فكرية وعملية في هذا الطريق وعليكم التأمل والتفكير لاستنباط المزيد وهذه العوامل استطيع أن اصنفها إلى قسمين: عوامل ذاتية راجعة إلى الشخص العامل وأخرى موضوعية ترجع إلى طبيعة العمل والآليات المتبعة والظروف المحيطة به وعلى صعيد القسم الاول اذكر عاملين:

 

(الاول): وعي المشروع فان العامل حينما يجد نفسه جزءاً من مشروع واسع وخالد يمتد تأثيره إلى المستقبل البعيد وينتمي فيه إلى سلسلة كريمة يقف على رأسها الانبياء والرسل والصالحون والعلماء والمراجع والرساليون فإنه سيندفع إلى العمل فرحا مسرورا شاكرا لله على نعمته اذ جعله جزءاً من هذا المشروع العظيم وهذا ما عاشه اصحاب الحسين (ع) حينما كان أحدهم يقدم على الموت فرحا مسرورا وهو واحد امام سبعين الفا شحذوا اسلحتهم لتقطيع اوصاله حيث تنقل الروايات إن الإمام الحسين (ع) مسح على عيونهم وأراهم مقاعدهم في الجنة ويمكن فهم هذه الرواية على معناها الظاهري وهو أنهم رأوا منازلهم في جنة الآخرة ويمكن أن تفهم على معنى آخر لأن الجنة والنار عالمان يعيشهما الإنسان في هذه الحياة الدنيا حيث أن الجنة هي آثار أعماله الصالحة والنار عكس ذلك ويستدل عليه بقوله تعالى: (وإن جهنم لمحيطة بالكافرين) أي الآن وليس في المستقبل وبالرواية الواردة عن رسول الله (ص) أنه كان بين أصحابه يوما فأصابه ذعر شديد وفزع ولم يعرف أصحابه السبب فقال (ص) لهم ان هذا الفزع أصابني نتيجة هدة عظيمة حصلت بسبب ارتطام حجر مضى عليه سبعون سنة وهو يهوي في نار جنهم حتى وصل إلى قعرها الآن ويقصد به رجلا قضى عمره البالغ سبعين سنة وهو يتسافل في المعاصي والموبقات ويحيط نفسه بنار آثامه ويهوي بها حتى وصل عند الموت إلى قمة الانحطاط والتعاسة . ومحل الشاهد ان اصحاب الحسين (ع) كشف لهم عن المستقبل ورأوا بركات وقفتهم تلك التي مهما احتوت على آلام وتضحيات فانها لا تدوم إلاّ سويعات وتعقب خلود الرسالة وتنعم الاجيال كلها على مدى آلاف السنين ببركة الاسلام وولاية اهل البيت (ع) وربما رأوا ما ستؤول إليه تلك البقعة الطاهرة في كربلاء وتوافد الملايين من شتى بقاع الأرض سيراعلى الاقدام فمقاعدهم في الجنة هي دورهم وتأثيرهم في صنع هذا المستقبل الزاهر مما أثار فيهم الهمة والحماس والإقدام والشجاعة التي لا نظير لها.

 

وأنتم ايها الاخوة والاخوات اختاركم الله تعالى لتكونوا طليعة الامة الممهدين لدولة الحق المباركة ولتكونوا رأس الحرية في هذه المواجهة الحضارية التي نستطيع ان نصفها بما قاله النبي (ص) يوم الخندق حيث برز أمير المؤمنين (ع) لعمرو بن عبد ود العامري بأنه (اليوم برز الإيمان كله إلى الشرك كله) فعلينا أن نجسد الايمان كله برعاية وألطاف وتسديدات صاحب الأمر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) فحينما تلتفتون إلى توفيق الله تعالى لكم إذ اختار لكم هذا المقام الرفيع فسوف تندفعون إلى بذل كل وسعكم لتكونوا أهلا لهذا الاختيار الحسن.

 

(الثاني) تذكر الهدف فان الهدف كلما كان سامياً وكبيراً هانت في طريق الوصول إليه الصعوبات وتعلو الهمة وتتضاعف وتستعد لتحمل اعلى المسؤوليات وأنتم معاشر العاملين الرساليين تبتغون رضا الله تبارك وتعالى (ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم) وفي تجارة لن تبور وتطمعون ان تنالوا المقام الكريم في مقعد صدق عند مليك مقتدر حيث لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وتجاورون الأحبة سادة الخلق وكرامهم محمداً وآله الطيبين الطاهرين وحسن أولئك رفيقاً وحينئذٍ نستقل ونستصغر كل ما نقوم به مهما كان كبيراً مادام الثمن هذه الكرامات وما قيمة ما تبذل امام هذه المنن وهل من المعقول ان عملنا هذا يورثنا كل تلك الكرامة إنها تجارة رابحة تنفق درهما ليعود عليك بسبعمائة درهم والله يضاعف لمن يشاء ولا تجد مثل ذلك إلاّ في كرم الله العزيز الكريم.

 

وأما على صعيد القسم الثاني فهي ضرورة لقاء كل أجنحة المشروع في اجتماع اسبوعي يجمع مكتب جماعة الفضلاء وأمانة حزب الفضيلة ورابطة بنات المصطفى وجامعة الصدر وجامعة الزهراء وسائر المراكز والروابط والمؤسسات التابعة للمشروع ليقدم صاحب كل ملف تقريراً عن عمله فيطلع عليه الآخرون ويوصل بعضهم إلى بعض مقترحاته ومشاكله وشكاواه فيتكامل عمل هذه الاجنحة ويتناسق وتصب الجهود كلها في بوتقة واحدة هو المشروع الاسلامي الحضاري المبارك حتى يرث الأرض من عليها عباد الله الصالحون ونتجنب بذلك التقاطع في العمل والضعف في الأداء والتقصير والقصور.