النقد الذاتي فيما يتعلق بالحكومة

| |عدد القراءات : 1340
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

النقد الذاتي فيما يتعلق بالحكومة

يشعر الكثير من ابناء الشعب بالامتعاض من أداء جملة من السياسيين سواء على صعيد الحكومة المركزية او الحكومات المحلية ويعبرون عن خيبة املهم بهؤلاء الذين انتخبوهم وتحملوا الاخطار في سبيل ايصالهم الى هذا الموقع ومعهم حق في الشعور وهو دليل وعيهم ومتابعتهم للعملية السياسية وقد نصحنا هؤلاء المتصدين في عدة بيانات وخطب ومنها الرسالة الموجهة اليهم بعنوان (المبادئ الثابتة في السياسة) ان يصارحوا الامة ويكونوا واضحين معها في بيان اسباب هذا الضعف وهذا التلكؤ والاهمال وهل هو قصور بسبب ظروف خارجة عن ارادتهم ام تقصير يسعون لتلافيه ومعالجته لتعذرهم الامة  وتتفاعل مع حركتهم وتسندهم ولتشعر بالامل بغدٍ افضل ولا يمكن تبرير اهمال هذه المشاعر والسكوت عنها ومقابلتها باللامبالاة والاعراض وكأن شيئاً لم يحصل. اما تكليف الامة تجاه هذه الحالة فيتمثل في امور:

 

(الاول) وعي هذه الحالة والالتفات اليها ومراقبتها فإن الشعب الذي يُظلم وتصادر حقوقه وهو ساذج وسادر في غفلته لا يتمكن من النهوض ولا يتقدم.

 

(الثاني) استشعار الرفض والغضب داخل النفس ازاء هذه المظالم والتقصيرات مهما كان مصدرها لأن هذا الشعور هو الحافز والدافع للتغيير والاصلاح ومن دون حصول هذه المقدمة لا تحصل تلك النتيجة ولكن يجب التحكم في هذا الغضب ليبقى في دائرة الايجابية والسيطرة على ردود الفعل وعدم خروجها عن دائرة التكليف الشرعي وأوامر القيادة الصالحة.

 

(الثالث) تعبئة الطاقات القادرة على الاصلاح والتغيير وزجها في العملية السياسية لتحل محل المقصر وغير الكفوء.

 

          فليس الحل بالانكفاء والانزواء والشعور باليأس والاحباط والسخط من المرجعية التي احسنت الظن بالمتصدين ولا يلزم منه فشل المشروع كلياً لأن الفشل هو فشل هؤلاء فقط ولا يمكن تعميمه، فهل يمكن ان نعترض على امير المؤمنين (ع) او نحكم على مشروعه بالفشل لمجرد ان واليه على بلاد فارس سرق بيت المال وهرب الى معاوية؟! . وإن العامل المتحرك يقع في الاخطاء اما المتقاعس المستسلم الى الدعة والراحة في الظل فإنه لا يعمل حتى يخطئ وليس من المروءة والانصاف أن يكتفي القاعد في الظل بتوجيه اللوم والتقريع والتوبيخ والنقد الى المتصدي لحمل المسؤولية والمتحرك وسط هذه الحالة المعقدة المحفوفة بالاخطاء والضغوط.

 

فهذا الذي نسمعه من عدد من الناس من الاعتراض على دعم المرجعية للعملية السياسية وانه ماذا جنينا منها واننا سوف لا نشارك فيها حتى لو دعتنا المرجعية الى المشاركة ليس ردا صحيحا ولا يمكن تعميم فشل بعض المتصدين الى فشل المشروع كله بل علينا ان نعين المرجعية-بعد ان تحرينا فيها شروط القيادة الصالحة-وندعم جهودها في رفد العملية السياسية بالاصلح والاكفأ ولتشترك الامة مع مرجعيتها في تحمل هذه الامانة الثقيلة. وخذوا درسا من سيرة الرسول الكريم موسى بن عمران (عليه السلام) اذ انه سمح لسحرة فرعون ان يلقوا هم اولاً ما هم ملقون لأنه لا يخشى ما عندهم وهو واثق من نفسه ونصر الله تبارك وتعالى له فلما ألقوا عصيّهم سحروا اعين الناس واسترهبوهم وجاؤا بسحر عظيم ولكن الرسول الكريم القى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون وهناك خر السحرة ساجدين لرب موسى وهارون، وانتم ايها الرساليون دعوا الآخرين يلقون بمشاريعهم وايديولوجياتهم واعطوهم الفرصة الكاملة لممارسة دورهم ولا تخشوا ولا تخافوا فوت الفرصة فإن عندكم مشروعا عظيما متكاملاً ستقتنع الامة به وتتبعه بمجرد ان تعرضوه عليها بعد ان تجرب بنفسها ضعف وخواء وسوء تلك المشاريع والتجارب وانما يتحقق لكم ذلك باتباعكم المرجعية الرشيدة التي تتصف بالشروط التي وضعها الائمة المعصومون (ع).