قيادة السيارات أحكام وآداب

 يمتاز الفكر الاسلامي بشموليته الواسعة وخاصة في الجانب التشريعي ولذلك اشتهر "ما من واقعة إلا ولها حكم شرعي" فالاسلام دين الحياة والانسانية والشامل لجميع المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية وغيرها.

فالدين واقع حياتي كبير يشغل اهتمامنا فمهما نتكلم عن واقعنا الديني فإننا نتكلم في حقيقة الأمر عن تكاملنا شيئاً فشيئاً، فالدين الاسلامي لم يترك شريحة من شرائح المجتمع إلا ووجه لها خطابات السماء لأن الاسلام عبارة عن كل مترابط الأجزاء، ومن الشرائح المهمة الموجودة في المجتمع (مجتمع السائقين).

فهذه الشريحة تشكل عدداً كبيراً من أبناء مجتمعنا وكذلك في العالم فعملية النقل سواء كانت برية أم بحرية أم جوية تحتاج الى السائقين فالسائق اليوم يعيش مختلف الظروف والوقائع الحياتية اتيانتجت الظروف وانبثقت العديد من الأسئلة والموضوعات التي تحتاج بطبيعة الحال الى رأي الشريعة المقدسة.

فإن هذه المهنة من الواجبات الكفائية التوصلية فإذن لا بد ان يكون في المجتمع مجموعة يمثلون هذه المهنة حتى لا يأثم المجتمع ككل بتركها ويعبر عنها بالواجبات النظامية أي ان الاخلال بها يؤدي الى الاخلال بالنظام الاجتماعي لما لهذه الشريحة من أهمية وتداخل في المجتمع الانساني.

وتعتبر مهنة السائقين من المهن التي يحتك فيها السائق بطبقة كثيرة من الناس يومياً فلذلك سوف يكون سلوكه الديني الجيد حافزاً ومؤثراً على الناس كأداة من أدوات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولأنه بحكم احتكاكه بهذا العدد الكبير من الناس يستطيع ان يوصل سلوكه الديني الجيد، وبالعكس من ذلك فإنه اذا انحرف دينياً كاستعمال الاغاني في سيارته او الصور المحرمة فإنه سوف يتحمل وزر هذه الامور ووزر من يشاهد ويسمع وبعبارة اخرى سوف يكون وسيلة من وسائل الشيطان لنشر الفساد.

والحري بهم أي السائقين ان يكونوا من السعاة الى الله عز وجل لا الى الشيطان وان يفكروا في ذلك اليوم العصيب الذي تشخص فيه الابصار يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم.

وقد صدر من مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) كتاب (قيادة السيارات: أحكام وآداب) منذ فترة وارتاينا اليوم التعريف بالكتاب لما يسده من حاجة مستمرة لفقه اجتماعي يخاطب به المكلف بصفته الاجتماعية وعنوانه الاجتماعي كجزء من سلسلة طويلة من اصدارات شملت معظم العناوين الاجتماعية هدفها طرح الفقه في اوسع صورة وادق تفاصيل.