المرجع اليعقوبي يستقبل وفداً من تجمع علماء الكرخ المستقلين

| |عدد القراءات : 4085
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

المرجع اليعقوبي يستقبل وفداً من تجمع علماء الكرخ المستقلين

الأربعاء 29 محرم الحرام 1432

الموافق 5 كانون الثاني 2011 م

بسم الله الرحمن الرحيم

قال المرجع الديني سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي (مد ظله): إن مسؤولية نشر ثقافة الوعي السلمي الاجتماعي واحترام المقدسات، هي مسؤولية تضامنية ويشترك فيها الجميع.. علماء الديني والسياسيين والمؤمنين – كل من موقعه- ، وهو أحد مصاديق إحياء النفس بقوله تعالى (مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) (المائدة/32) لأن من صور الاحياء صيانة النفس وحمايتها من القتل.

جاء ذلك لدى استقباله وفداً من تجمع علماء الكرخ المستقلين[1]، يرأسه فضيلة الشيخ كاظم عبد الكريم الشمري أمين عام التجمع، بمكتبه في النجف الأشرف.

وأضاف سماحته.. إننا نأسى كثيراً لما يطالعنا من أخبار بغداد الحبيبة في هذه الأيام.. وهذا الاسترخاص لحرمة الدم العراقي.. وكيف يُستسهل سفك الدماء بهذه الطريقة.. فبأي ذنبٍ يُقتل الأبرياء لاسيما أخواننا المسيحيون الذين كثُر استهدافهم هذه الأيام.. ولماذا يحصل هذا التردي المريع في الأخلاق وبناء النفس والقيم، حتى يصل الأمر إلى أن يُقتل الناس مقابل ثمنٍ بخسٍ من المال.. والحاجة ضرورية أكثر من أي وقتٍ مضى إلى إعادة بناء الإنسان من جديد.

ولفت سماحته إلى الدور المهم والجهود المشكورة والمباركة التي يضطلع بها علماء الدين وخطباء المساجد وأئمة الجمعة في بث روح التعايش السلمي والأخوّة في الدين والوطن وغيرها من المشتركات للحؤول دون العودة إلى دوّامة العنف الطائفي التي كادت أن تعصف والتي كانت في ـ حقيقتهاـ مظهراً لصراع سياسي سبّبه التخندق الطائفي للكتل السياسية آنذاك وقد خف الآن بحمد الله ولطفه وقد قدّمنا أكثر من مشروع لتخفيف الاحتقان الطائفي آنئذٍ ولكن لم يؤخذ بها إلا بعد أن دَفع الشعب ثمناً باهضاً مع شديد الأسف.

وأشار سماحته إلى المسؤولية التي تتحملها المرجعية الرشيدة ـ باعتبارها قمة الهرم ـ واستشعارها لآلام المجتمع وتفاعلها مع قضاياه وسعيها لتخليصه من العَنَتْ بمقدار ما ييسره الله تبارك وتعالى ليس تفضلاً منها، وإنما هو من صميم مسؤولياتها وهو ما أشار له القرآن الكريم بقوله تعالى (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) (التوبة/ 128).

فقد خاطب الله عز وجل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالرسالة، وليس باسمه الشريف أو بالنبوة.. وفي ذلك رسالة لكل من يلي أمر الأمة أو يتصدى لولاية شؤونها.

هذا وقد قدم الوفد شكره وامتنانه لمواقف سماحة المرجع (مد ظله) التي أشعرتهم بأبويّته ورعايته لكل شرائح المجتمع وأعربوا عن رغبتهم بأن يكونوا تحت ظل مرجعيته الشريفة وان يرتبطوا بمشروعه الرسالي.

وفي نهاية اللقاء دعا سماحته الله تبارك وتعالى أن يجيب دعوات وأماني الناس بعودة الإستقرار والأمن والعيش الكريم إلى  جميع ربوع العراق وأن يجنبه هذه الفتن وقال: أسأل الله تعالى أن يحقق هذه الأماني وأن يستجيب هذه الدعوات لأنها دعوات المسلمين في مساجدهم ومشاهدهم والمسيحيين في كنائسهم (في رأس السنة الميلادية)، وهذه الدعوات يحبها الله تعالى ويحب أن يسمعها من عباده.



[1] مجموعة من العلماء والخطباء وأئمة الجمعة والجماعة ينوف عددهم على الستين من معظم مناطق بغداد ولكنهم تركزوا في جانب الكرخ.