العلم يدعو إلى التديّن
العلم يدعو إلى التديّن([1])
عُقد بالتزامن مع الكسوف الجزئي للشمس مؤتمر علمي في بغداد عن هذه الظاهرة، ولم يتسنَ لي متابعته إلا أنه لفت انتباهي كلمة عابرة سمعتها من أحد المتخصصين قال فيها: إن ظاهرة الكسوف ترافقها دخول فايروسات وبكتريا إلى الارض تسبب أمراضاً وأوبئة وأحدها ما يسبب انفلونزا الطيور بسبب تداخل غلاف الجو الارضي وغلاف خارج الارض في زمن الكسوف.
وهنا انقدح في ذهني وجه لتشريع صلاة الايات إذ أن الانسان يقف عاجزاً أمام مثل هذه الاحداث الكونية ولا يسعه فعل شيء لمنع اضرارها ، ولا وسيلة له إلا التوجه بالدعاء إلى خالق الكون القادر على كل شيء الرب الرؤوف الرحيم ليحيمه من هذا الخطر.
وهكذا يثبت أكثر فأكثر بمرور الأيام وظهور المزيد من الاكتشافات العلمية أن العلم يدعوا إلى الدين ويعزّزه في العقول، خلافاً لما يدعيه بعض المضللين من أن التشريعات الدينية وضعت لأجيال سابقة كان يسودها الجهل والتخلف والخوف مما يحصل حولهم من حوادث كونية لكي يسكنوا و(يخدّروا)، وبالغوا في جهلهم حتى قالوا عن الدين أنه أفيون الشعوب، ومنها صلاة الايات التي قالوا عنها أنها شرّعت لأن الناس كانوا يخافون من الكسوفين ونسجت حولهما الاساطير فكانت هناك حاجة يومئذٍ لطمأنتهم، أما اليوم وقد عُرفت فلسفة هذه الظاهرة وكيفية حصولها وامكن حساب زمن وقوعها بدقة فلا خوف ولا حاجة للصلاة ونحوها من الكلمات.
ولكن تقدّم العلم يكون دائماً في مصلحة الدين ويكشف أسراره ومعجزاته في مختلف حقول العلم والمعرفة ونشهد اليوم بفضل الله تبارك وتعالى إقبالاً على الدين من الاساتذة وحملة الشهادات العلمية الراقية فالحمد لله وحده.