على الشباب المتدينين أن يتحدثوا بنعمة ربهم

| |عدد القراءات : 3133
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

بسمه تعالى

على الشباب المتدينين أن يتحدثوا بنعمة ربهم([1])

يفسّر البعض الآية الشريفة (وأما بنعمة ربك فحدّث) بمعانٍ لا تخلو من إشكال أخلاقي ويشكل بعضهم بأن التحديث بالنعمة يوجب الرياء والعجب خصوصاً إذا كانت النعمة طاعة أداها ونحوها، وأريد هنا أن أفسّرها بمعنى أفضل وهو أنك إذا حباك الله بنعمة فانفع الآخرين بها وانقلها إليهم بأن تتحدث لهم عن موجباتها ومقدماتها ليحظوا من ربهم بنفس النعمة لأننا مأمورون بأن نحب للناس ما نحب لأنفسنا ونكره لهم ما نكره لها.

مثلاً أنت شاب متدين ملتزم بالصلاة والصوم وبارٌ بوالديك وذو أخلاق محمودة وتزور الأئمة المعصومين (عليهم السلام) ونحوها من الكمالات، فلا تقتصر بهمّك على نفسك وأحبب أن يكون غيرك مثلك وحدّث بهذه التجربة المباركة للآخرين وعلـّمهم كيف يبدأون وكيف يصيرون.

وإذا سألتني من أين أبدأ معهم؟ فأقول لك ابدأ من أمرهم بالالتزام بالصلاة وخصوصاً أداؤها في أوقاتها الأولى، فإذا التزم بالصلاة فقد وضع رجله على الطريق الصحيح لأنه سيحب المصلين ويلتقي بهم ويتعلم منهم، وسيذهب إلى المسجد ويحضر صلاة الجماعة وفي ذلك فوائد عظيمة، وسيواظب على الجمعة ويستمع من خلالها إلى خطب الوعظ والإرشاد والتوجيه، وسيلتزم بالواجبات الأخرى وسيراعي الطهارة ويبتعد عن كل ما يشين مما لا يليق بكونه من المصلين وسيصبح إنساناً صالحاً محبوباً.

أما ترك الصلاة فإنه مفتاح الشرور والآثام فإنه إذا ترك الصلاة فإنه يترك بقية الواجبات وسوف لا يتورع عن ممارسة الفاحشة والمنكر وبذاءة اللسان، وسوف لا يراعي الطهارة والنظافة ويتحول إلى إنسان سيء عاق والعياذ بالله تعالى.

والخطوة التي تلي الالتزام بالصلاة هي التفقه في الدين بمقدار ما يحتاجه في حياته والتعرف على العقائد الإسلامية والأخلاق الفاضلة، وإذا زادت همته أكثر وحظي بالألطاف الإلهية فليَنضمّ إلى الحوزة العلمية الشريفة فإنها من أعظم النعم على الإنسان.

وقد توفّرت اليوم فرصة ميسّرة لتلّقي العلوم الدينية في المحافظات ولم تعد مقتصرة على النجف من خلال نشر فروع جامعتي الإمام الجواد (عليه السلام) والصدر الدينية، بل الأمر أيسر من ذلك حيث يقدّم موقع (رسالة النجف) على الإنترنت لكل الراغبين شرحاً صوتياً للدروس المقررة لطلبة الحوزة العلمية في المراحل الثلاث الأولى، وبذلك يقطع شوطاً مهماً من التحصيل العلمي والأخلاقي والفكري وليتأهل لتحصيل الدروس العالية في النجف الأشرف إن أحبّ.

ونحن نحث على هذا التوجه وندعو إليه برغبة كبيرة لأن عدد الدارسين في النجف لا زال أقل بكثير مما تحتاجه الساحة العراقية فضلاً عن الحاجة العالمية لأن أنظار الدنيا كلها متوجهة صوب النجف وتريد أن تأخذ منها معالم دينها ولكن الحوزة في النجف عاجزة عن ملئ الساحة العراقية فضلاً عن العالمية، فعزوف الشباب المتدين الواعي المثقف عن الالتحاق بالحوزة العلمية غير مبرّر وغير مقبول وفيه تقصير بحق قوله تعالى (فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) (التوبة/ 122) وبحق الناس المتعطشين لسماع صوت حوزة أمير المؤمنين (عليه السلام) وسائر بقاع العالم، ولو سألتم حجاج بيت الله الحرام لحدّثوكم كيف أن حجاج الدول الأخرى يتبركون بالحجاج الذين يحملون لوحة تشير إلى أنهم من النجف الأشرف.



(([1] من حديث سماحة الشيخ اليعقوبي (مد ظله) مع حشد من طلبة جامعة الصدر فرع بغداد الجديدة وطلبة الإعداديات في قضاء الرفاعي في محافظة ذي قار يوم السبت 25 محرم 1432 المصادف 1/1/2011.