اللوم الكثير على الفعل إغراء به
بسم الله الرحمن الرحيم
اللوم الكثير على الفعل إغراء به[1]
في الحديث النبوي المشهور (إن من الشعر لحكمة)، وأحد من مصاديق ذلك قول الشاعر المشهور
دع عنك لومي فإن اللومَ إغراءُ وداوني بالتي كانت هي الداءُ
وبغضّ النظر عن الشطر الثاني، فإن الشطر الأول فيه حكمة مفيدة في تقويم السلوك الاجتماعي، فإن كثرة لوم الآخر عن فعلٍ ما فيه إغراء له ودفع له باتجاه القيام بذلك العمل.
فقد يكون الشخص متستراً بفعل ما –كشرب الخمر والعياذ بالله- أو قد يكون راغباً فيه لكنه لم يقم به حياءاً أو لأي مانع آخر، فإذا قام شخص آخر علم بفعل هذا الشخص أو برغبته في فعله بلومه وتقريعه والحديث عنه علناً فإنه سيدفعه إلى القيام بذلك الفعل ويتحمل اللائم المسؤولية لأنه هو الذي أغراه بالفعل بعد أن هتك ستره وأزال عنه ما كان يمنعه من الفعل.
والتطبيقات الاجتماعية لهذه الحكمة كثيرة، كزوج يُسمع زوجته باستمرار كلمات الشك بها كلما رنّ الهاتف أو خرجت زوجته لقضاء حاجة أو سمع ذكر رجل أمامه وهكذا وهي بريئة من ذلك كله، فإنه سيدفع ذات النفس الضعيفة المتردّدة إلى الانحراف بعد أن لم يبقِ زوجها لها كرامة وعفاف باتهاماته وتشكيكاته.
أو امرأة تكثر الشك بزوجها بأن له علاقة مع امرأة أخرى وهو لم يفعل ذلك حباً بزوجته ودفعاً للمشاكل، لكن زوجته لما جعلت هذه المشاكل أمراً واقعاً بشكها وهواجسها وأوهامها. لم تبقِ له شيئاً يحذر منه ويخاف من وقوعه فيندفع لفعل ما كان يفكر فيه.
فهذا درس اجتماعي علينا تعلمه والاستفادة منه في سلوكنا وتعاملنا مع الآخرين والله الموفق.
[1] تعليق لسماحة الشيخ (دام ظله) في مجلسه العام يوم الاثنين 12/ج2/1432 على اتهام جهة معينة بفعل ما وقع في حينها.