خطاب المرحلة (4)... حوار عن الخطاب السياسي العراقي الشيعي

| |عدد القراءات : 1519
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

حوار عن الخطاب السياسي العراقي الشيعي([1])

 بسم الله الرحمن الرحيم

 

س1: هل تعتبرون أن الخطاب السياسي الشيعي ناضجٌ في هذه المرحلة أم لا؟ وعلى من تقع مسؤولية هذا الخطاب.. على الحوزة العلمية أم على الأحزاب الإسلامية؟

بسمه تعالى: إن الخطاب السياسي يعني الأطروحة والرؤية وبرنامج العمل الذي يقدمه أي حزب أو تنظيم لتحقيق الأهداف التي يعمل من أجل تحقيقها والخطاب السياسي الشيعي فيه مطالب عامة يشترك فيها مع جميع الطوائف والتيارات الممثلة للشعب، وأخرى خاصة بالطائفة نفسها لما فيها من خصوصيات في هذا البلد كوجود المرجعية الدينية والعتبات المقدسة والحوزة العلمية الشريفة والمظلومية وغمط الحقوق التي تعرضت لها خلال العقود السابقة.

والخطاب السياسي الشيعي لا بد أن يشمل جميع هذه المحاور وتتحمل الحوزة العلمية والأحزاب السياسية مسؤولية كلا الخطابين، وسوف أؤجل الحديث عن الخطاب الثاني الخاص أما الخطاب الأول العام فيمكن للحوزة أن تشارك فيه من خلال عدة خطوات:ـ

1ـ وضع الأهداف العامة التي يجب السعي لتحقيقها.

2ـ الانفتاح على الأحزاب والتشكيلات السياسية الإسلامية الموجودة في الساحة والاطلاع على برامج عملها لمعرفة مدى وعيها لهذه الأهداف وقدرتها على تحقيقها ونظافة آليات عملها ونزاهة وإخلاص القائمين عليها وتقييم دورها.

3ـ دعوة المؤمنين المخلصين لتشكيل النقابات والاتحادات والجمعيات المتخصصة وغيرها لاستقطاب وتجميع الطاقات الكفوءة والنزيهة وحثها على العمل السياسي والإشراف على برامج عملها وأطروحتها والحفاظ على جاهزيتها لممارسة دورها في إدارة البلد.

4ـ دعم وإسناد الأحزاب والتشكيلات المؤهلة لتحقيق الأهداف المطلوبة وتوجيه الجماهير نحوها بالآليات المتعددة كإخراج المسيرات وعقد التجمعات.

ونستطيع أن نضع جملة من الخطوط العريضة لمطالب الأمة التي يراد تحقيقها وعلى الأحزاب بلورة وصياغة هذه الأفكار في خطاب سياسي وآليات عمل تفصيلية كأي اختصاصي في مجال معين وتتفاوت الخطابات والأطروحات السياسية في النضج تبعاً لكفاءة وخبرة القائمين عليها ووعيهم وإخلاصهم لقضيتهم والمهم هي الجدية في الانجاز ومنها:ـ

1ـ نشر الفضيلة في المجتمع ومنع الفساد والانحراف والمحافظة على هويتنا الإسلامية الأصيلة.

2ـ وصول العناصر الكفوءة والنزيهة إلى مواقع المسؤولية والإدارة.

3ـ الارتقاء بمستوى العلم والمعرفة والوعي لدى أبناء الأمة لتكون بالمستوى الحضاري المعاصر.

4ـ تحقيق العدالة في الأمة واستقرار الأمن وإنعاش الوضع الاقتصادي للبلد.

5ـ الحفاظ على وحدة البلد وتركيبته الاجتماعية واستقلاله.

6ـ توفير الحقوق والحريات لجميع فئات الشعب وطوائفه وأعراقه بما لا ينافي الفقرات أعلاه.

7ـ وضع دستور للبلد يضمن النقاط أعلاه ووسائل تفعيلها ولا يتقاطع مع الشريعة.

8ـ ضمان انتخابات حرة نزيهة لاختيار برلمان وحكومة تمثل بصدق تركيبة المجتمع العراقي وتحترم أرادته بحسب التوزيع السكاني.

ولكي يتحقق ذلك لا بد من الحوار بين جميع التيارات الممثلة للشعب وانفتاح بعضها على بعض خصوصاً الإسلامية منها لتنسيق المواقف اتجاه القضايا العامة. فمسؤولية وضع الخطاب السياسي والعمل على انجازه على أرض الواقع تقع على الحوزة الشريفة والتشكيلات السياسية وعموم المؤمنين كلٌ بحسبه ولكل فرد في الأمة تأثير في مستقبلها السياسي كالمشاركة في التصويت على الدستور بعد فهمه واستيعابه أو لانتخاب ممثليه في البرلمان والحكومة.

 

س2: هل كانت الحوزة العلمية في النجف الأشرف على مستوى الحدث مما حصل مؤخرا في العراق؟. وهل لبت أو ستلبي طموحات الشارع المسلم الشيعي؟

بسمه تعالى: تواجه الحوزة العلمية مسؤوليتين مرتبطتين بالأحداث الراهنة، (الأولى) آنية مرحلية تتضمن ملء الفراغ السياسي الذي حصل في البلد بعد غياب السلطة وعدم وجود ما يعوّض عنها، و(الثانية) مستقبلية وهي المشاركة في الحياة السياسية للبلد وتشكيل الحكومة ووضع الدستور ونحوها.

وعلى صعيد المسؤولية الأولى فقد بذلت الحوزة جهداً كبيراً وأدّت خدمات جليلة من حيث حفظ الأمن والاستقرار وحماية الممتلكات العامة واستعادة الأموال المسروقة وإعادة تشغيل المرافق الحيوية وهذه الأعمال وإن لم تألفها الحوزة من قبل ولم تخض مثل هذه التجربة إلا أنها أثبتت نجاحاً يُسجّل بإكبار وعملوا بشكل دؤوب وجنّدوا أنفسهم ليل نهار لهذه الخدمات مما دفع الجماهير أن تعلن بصراحة وبقوة أن الحوزة ممثلها الحقيقي ولا يجوز تجاوزه.

وأما على صعيد الثانية فإن الحوزة تعمل وفق الآليات التي تناسبها وتستطيعها والتي مرّ إيضاحها في جواب السؤال الأول والنتائج على الله تبارك وتعالى فإنه مسبّب الأسباب.

 

س3: أسس سماحتكم مؤخراً جماعة الفضلاء، فهل تُعنى هذه الجماعة بالسياسة وهل في النية أن تشارك جماعة الفضلاء في صنع القرار السياسي العراقي في المستقبل؟

بسمه تعالى: (جماعة الفضلاء) جزء من الحوزة فيقع عليها من المسؤوليات ما يقع على الحوزة، وقد قلت عند عرض فكرة التأسيس أن الجماعة ليست بديلاً عن المرجعية وإنما هي أداة بيدها تؤدي عنها وظائفها، ولما كان المفروض انضمام الفضلاء والأساتذة من جميع جهات المرجعية إلى الجماعة وإمضاء المراجع لها فإنها ستكون حينئذ ممثلة حقيقية للحوزة وناطقة باسمها ومعبرة عن آرائها ومواقفها تجاه مختلف القضايا.

وعلى أي حال فإن الدور الذي يمكن أن تؤديه جماعة الفضلاء هو نفس الدور الذي ذكرناه للحوزة وتكتسب قوة فاعليتها من تفهم المرجعيات للغرض من إنشائها ولمبررات وجودها ودعمهم لها.



([1]) أُجرِي الحوار بعد المؤتمر التأسيسي لجماعة الفضلاء.