خطاب المرحلة (41)... رسالة إلـى أعضاء مجلس الحكم المؤقت في العراق قبل التوقيع على قانون إدارة المرحلة الانتقالية

| |عدد القراءات : 1377
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

رسالة إلـى أعضاء مجلس الحكم المؤقت في العراق قبل التوقيع على قانون إدارة المرحلة الانتقالية

بسم الله الرحمن الرحيم

           إن أبصار الشعب العراقي المضطهد المظلوم  ترنوا إليكم وأنتم تتدارسون وضع قانون لإدارة العراق في المرحلة الانتقالية، وتطالبكم بعدم خيانة أهدافها التي ضحت بالملايين من خيرة أبنائها في سبيل تحقيقها، وإنها أمانة كبيرة في أعناقكم ستسجل في صفحات التاريخ كما حفظ  لها صفحات الماضين بيضاء  كانت أو سوداء والله لا يضيع أجر المحسنين.

          فاعملوا لما يُرضي الله تبارك وتعالى ويقر عيون هذا الشعب الكريم الذي غض الطرف عن كثير مما يستحق الاعتراض([1]) منتظراً  منكم أن لا تبخسوه حقه في الاحتفاظ بهويته الإسلامية والعراقية، وإنه لا يغفر لكم أن تفرطوا في أن يكون دستوره منسجماً مع تعاليم الإسلام الذي هو دين حوالي 96% من الشعب، ومحافظاً على وحدة العراق مهد الحضارات ومصدر الخير للبشرية في الماضي والمستقبل فهذه خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها.

          وإن الله تعالى هو الذي يجب أن يطاع وليست قوات الاحتلال التي يجب عليها أن تزداد معرفة بهوية هذا الشعب وطموحاته التي عبر عنها ولا زال يعلنها وهو لا يتسامح في تجاهلها، ومن لا يعرفه  فستنبئه شعائر عاشوراء بأن الدم رخيص من أجل أن تسود العدالة والحرية الحقيقية ويرتفع الظلم والحيف والاستبداد والاستئثار والأنانية والفساد والانحراف.

          وحسناً فعلتم إذ أجلتم الاتفاق على القانون إلى ما بعد مراسم عاشوراء لتعطوا الفرصة للغافلين حتى يفهموا هذا الشعب فيندفعوا أكثر نحو إسعاده وإعادة الفرحة إلى أبنائه.

          إن أيام عاشوراء كفيلة بأن تعطيكم بركات شهادة الإمام الحسين (عليه السلام)  وأبنائه وثباته على المبادئ التي قال عنها (ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بين أثنين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت ونفوس أبية وقلوب حمية) وهو موقف يتكرر أمام كل إنسان مؤمن وأنتم  تتعرضون له الآن فليكن  جوابكم لأي ذل قول الإمام الحسين (عليه السلام). هيهات منا الذلة.

          وأقلّ ما تسجلونه إذا أصرّ المستكبرون على الاستخفاف بهذا الشعب وتجاهل مطالبه أن تنسحبوا من هذا المجلس، وتحافظوا على  سمعتكم وكرامتكم، ولتعظموا في عين الله تعالى وعين إخوانكم وأبنائكم وليس أقل من تأجيل القضايا المصيرية كتفاصيل الفدرالية إلى مجلس منتخب من قبل الشعب.

          نكتب كلماتنا هذه ونحن بين الأمل بأن تحققوا آمال الأمة، وبين القلق أن يتمادى المستكبرون فتحصل نتائج لا تحمد عقاباها.

[إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ] (محمد:7)

 

 

محمد اليعقوبي

9 محرم 1425

1/3/2004 



([1]) ستأتي الإشارة إلى بعض الفقرات التي رفضها سماحته في الخطاب (45) صفحة 302.