خطاب المرحلة (59)...رسالة للمؤتمر الوطني العراقي

| |عدد القراءات : 1107
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

رسالة للمؤتمر الوطني العراقي(1)

 بسم الله الرحمن الرحيم

 السيد فؤاد معصوم رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني العراقي.

السادة والسيدات أعضاء المؤتمر الوطني العراقي.

إن انعقاد مؤتمركم في ظل الظروف العصيبة التي يمر بها العراق الجريح وهو يضم تشكيلة متنوعة تمثل شرائح واسعة من المجتمع العراقي يمثل دليلاً معبراً عن الإرادة الصادقة لهذا الشعب ورغبته الأكيدة في حياة سياسية حرة كريمة يعبّر فيها بكل حرية عن مطالبه وحقوقه.

ونحن برغم تحفظنا على آليات اختيار الأعضاء في هذا المؤتمر إلا أننا نجد فيه خطوة مهمة في تأسيس الديمقراطية في العراق التي يشتاق إليها أهله. فلا بد من العمل الدؤوب لإقامة هذه الحياة في العراق والمحافظة على إجراء الانتخابات في موعدها المقرر.

إن شعوب كل الدول تنظر إلى حكوماتها على أنها الراعي والأب العطوف والأم الحنونة لأفراد الأمة لذا فهم يتوقعون منها كل خير ويأمنون منها كل شر وينتظرون منها الصدر الواسع والحلم الطويل لحل المشاكل، وليس المعالجة المباشرة بالاستئصال ولكم في قول الله تبارك وتعالى أسوة حسنة [وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ] (فاطر: 45)؛ لذا نحن نأمل من الحكومة أن تتحلى بالصبر والحكمة وسعة الصدر بأقصى صورة وبمقدار ما تكون الحكومة كذلك فإنها تحظى بثقة واحترام الشعب وإطاعته لها.

ولما كان مؤتمركم ممثلاً لفئات واسعة من الشعب فإنه ينتظر منكم الخير الكثير ومنه:

1- التوسط لدى الجهات المسؤولة للإفراج عن المعتقلين الذين لم تثبت عليهم جرائم وجنايات خصوصاً علماء الدين لأنهم رموز اجتماعية مقدسة والاستمرار في اعتقالهم يمثل حاجزاً نفسياً يعيق التقارب وعودة الثقة المتبادلة.

2- الاهتمام الجدي بتحسين الأوضاع المعيشية وإيجاد فرص عمل للعاطلين، وإعادة المفصولين السياسيين بسرعة.

3- إعادة إعمار البلاد والبدء بمشاريع واسعة تخفف من آلام الشعب وتمسح على جروحه.

4- إعطاء الصلاحيات التشريعية المتعارفة للجمعية الوطنية المنتخبة من قبلكم وعدم الاقتصار على دور تشريفي أو قريب من ذلك.

[وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ]

 

محمد اليعقوبي / النجف الأشرف

17/8/2004



(1) بدأ المؤتمر الوطني العراقي الذي ضم أكثر من (1300) شخصية جلساته يوم 28 ج2 1425 الموافق 15/8/2004 التي تستمر ثلاثة أيام ولم تكن أزمة النجف ضمن جدول أعماله لو لا ضغط ممثلي حزب الفضيلة الذي تجاوزوا العشرين وآخرين تعاطفوا معهم.