خطاب المرحلة (113)... ثمرات تلاحم الجماهير المؤمنة والمرجعية الرشيدة

| |عدد القراءات : 1318
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

ثمرات تلاحم الجماهير المؤمنة والمرجعية الرشيدة (1)


 منذ أن دعت المرجعية الرشيدة إلى صلاة الجمعة الموحدة لمحافظات الجنوب في البصرة يوم 2 صفر(الموافق3/3) وتلي فيها بيان (ماذا بعد تفجير سامراء) وافتتحته بأنه: لقد حان الوقت لكي  تمسك الأمة زمام المبادرة. فقد حصلت تغيّرات سياسية مهمة وأجهضت مشاريع خطيرة وأثمر هذا التلاحم والتناغم بين الأمة وحركة المرجعية عن عدة نتائج.  

فقد تحركت العملية السياسية وأعلن عن عقد أول جلسة للبرلمان بعد أن كانت متوقفة بانتظار ما تسفر عنه المفاوضات، ونبهناهم إلى هذه المخالفة الدستورية.

وأجهض مشروع تأسيس كتلة برلمانية أكبر من الائتلاف العراقي الموحد ليكون لهم حق ترشيح رئيس الوزراء، وحذرناهم من هذا التآمر والانقلاب فلم يعد أحد يتحدث عن المشروع بعد ذلك التجمع المبارك رغم أنه كان معروضاً بقوة.

ونزلوا عند رغبة الجماهير بعدم إعطاء صلاحيات القرار للمجلس السياسي للأمن الوطني لأنه هيأة غير دستورية فاكتفوا بجعل قراراته مقترحات وتوصيات وكانوا يريدون له أن يكون كمجلس قيادة الثورة المشئوم يملك سلطة القرار في البلد، ويصادرون الاستحقاقات الانتخابية للشريحة الأكبر في العراق.

ثم جاء البيان الهام الذي تُلي في صلوات الجمعة  الموحدة في بغداد والمحافظات ليوم 1 ربيع الأول (الموافق 31/3)  والتغيرات التي حصلت في قيادات حزب الفضيلة الإسلامي([2]) انطلاقاً من قوله تعالى على لسان موسى الكليم [قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلا نَفْسِي وَأَخِي] (المائدة:25) وأخي هم أنتم المنضبطون بتوجيهات المرجعية الرشيدة وان كان الآخرون جزاهم الله خيرا يشعرون بالتزام أخلاقي تجاه مواقف المرجعية الرشيدة.

وقد أردنا من خلال البيان والتغيرات أن نوصل رسائل مهمة قلنا في البيان على جميع الأطراف أن تفهمها وتعيها بدقة وقد آتت ثمارها جميعاً.

وأول الجهات الولايات المتحدة التي حذرناها من اللعب بنار الطائفية والحرب الأهلية من خلال تصريحات سفيرها وبعض المواقف العملية غير الحكيمة، وقد استوعبت الإدارة الأمريكية الرسالة ووبخت سفيرها على تصريحاته ومنعته من الإدلاء بمثلها ولا شك إنكم لاحظتم صمته طيلة الأسابيع الثلاثة الماضية رغم سخونة حركة العملية السياسية وأنذرتْه بالعزل إذا عاد إلى مثلها.

وثاني الرسائل إلى المرجعيات الأخرى حتى تكون أكثر حزما ً مع السياسيين وتتخذ قرارات شجاعة إذا لم يعملوا بجدّ على إنقاذ الأمة وإصلاح حالها ومعالجة مشاكلها واكتفوا بحساب مصالحهم الشخصية والفئوية، وقد تحركت المرجعية فوراً ودعت القادة السياسيين إلى التخلي عن بعض مواقعهم من أجل حلحلة الأمور وتحريك العملية السياسية إلى الإمام ومارست تدخلاً مشكوراً لتحقيق هذه النتيجة.

وثالث الرسائل إلى مكونات الائتلاف الذين أحاطوا إخوانكم من أبناء الفضيلة بكثير من الشك وسوء الظن بل إن بعضهم أصدر البيانات للتسقيط وتشويه السمعة، فأثبتنا أن أبناء الفضيلة منضبطون بالمرجعية وهي التي تحاول تصحيح المسيرة إذا حصل شيء مما يخافون منه.

ورابع الرسائل دعوة إلى المتصدين كي يؤثروا مصلحة الأمة على كل مكاسب شخصية وفئوية مهما كانت كبيرة على الأرض وقد رأيتم بعدها كيف توالت الانسحابات وحُلَّت مشكلة تسمية الرئاسات الثلاث التي امتدت ثلاثة أشهر في جلسة برلمانية واحدة استمرت ثلاث ساعات.

وخامس الرسائل إلى الكتل السياسية المقابلة للائتلاف التي تلعب على حبال تعدد المرشحين لتمارس المزيد من الابتزاز وبهذا القرار دخل اليأس عليها وأسقط ما في أيديها وأذعنت لقرار الائتلاف، كما شعر الائتلاف بالقوة والعزة التي استمدها من عزة وقوة القرار وتوقفت التداعيات المهينة من تشكيل المجلس السياسي للأمن الوطني، إلى تسليم الملف الأمني إلى نائب رئيس الوزراء وإفراغ منصب رئيس الوزراء من كل محتوى رغم أنه بحسب الدستور أهم منصب في الدولة.

هذا بعض ما تحقق بفضل الله تبارك وتعالى ومن حق الأمة أن تفخر بإنجازاتها حيث تسعى إلى تجسيد الحديث الشريف: (ما تقدست أمة لا يأخذ ضعيفها حقه غير متعتع). والحمد لله وحده فهو مبدئ النعم ومعيدها.

 

محمد اليعقوبي

29ربيع الأول1427

المصادف 28/4/2006



([1]) ورد بعض هذا الحديث مع وفد مدينة العمارة يوم 28ربيع الأول 1427 المصادف 27/4/2006ومع الدكتور عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية يوم 29 ربيع الأول 1427.

([2])  أذن سماحة الشيخ (دام ظله) للدكتور نديم الجابري الأمين العام لحزب الفضيلة الإسلامي بالترشيح لمنصب رئاسة الوزراء داخل كتلة الائتلاف العراقي الموحد كمشروع وطني يخفّف الكثير من الاحتقانات والاختناقات بعد الصراع الشديد الذي حصل بين مرشحي الدعوة والمجلس الأعلى، وفور ترشيح الدكتور الجابري اتحدت كتل الائتلاف لتسقيط وتشويه صورته وإلصاق التهم الكاذبة بحزب الفضيلة الإسلامي ثم أطلقوا التهديدات بالتصفية والاستئصال؛ لأنهم يعتقدون أن الأمر يجب أن لا يخرج من دائرتهم.

 ولما كشف القوم عن خباياهم وعلم سماحة الشيخ أنهم يرفضون بشكل قاطع ترشيح الدكتور الجابري أمره سماحة الشيخ بسحب ترشيحه، إلا أنه ونتيجة قناعته التامة بجدوى المشروع في حل جملة من مشاكل البلاد ووسط تأييد عدة كتل نيابية خارج الائتلاف خطط لانسحاب حزب الفضيلة الإسلامي من كتلة الائتلاف وانضمام الكتل الأخرى إليه وهو ما يحقق له أغلبية في البرلمان تمكنه من تشكيل حكومة، إلا أن سماحة الشيخ كان يرى أن الظروف لا تسمح بهكذا مشروع فيه إضعاف للائتلاف الشيعي فلم يجد بُدّاً من إقالة الأمين العام للحزب حرصاً على وحدة وقوة الائتلاف الشيعي الذي لم يُقدِّر هذا الموقف واستمر في حربه الظالمة التي طالت المرجعية وأبناءها، ورأى سماحته فيما بعد الصلاح في انسحاب حزب الفضيلة الإسلامي من الحكومة المزمع تشكيلها.