خطاب المرحلة (115)... نصائح وتوجيهات إلـى متابعي دورة كأس العالم لكرة القدم

| |عدد القراءات : 1425
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

نصائح وتوجيهات إلـى متابعي دورة كأس العالم لكرة القدم

 بسم الله الرحمن الرحيم


 تبدأ في شهر حزيران القادم/ 2006 بطولة كأس العالم لكرة القدم وستنقل مبارياتها مباشرة إلى شعوب العالم، ومن المعروف أن هذه البطولة تجتذب ملايين الناس ومن بينهم حشد كبير من شبابنا المسلم في العراق وغيره، ونحن إذ نتفهم الحاجة لوجود هوايات محلله ومنافذ مقبولة للترفيه والتسلية يقضي معها الإنسان وقتاً للترويح عن النفس والتخفيف من أوزار الحياة ومتاعبها وان الراحة والاستجمام تساعد على استعادة النشاط والحيوية ومنها هذه الفعالية المعروفة.

إلا أننا وانطلاقاً من مسؤوليتنا في تهذيب السلوك وتصحيح أفعال الإنسان وفق الضوابط الأخلاقية والإنسانية والدينية نود إلفات نظر أبنائنا إلى جملة من النقاط:

1-             أن الهدف من وجود الإنسان في هذه الحياة الدنيا هو التكامل والسمو و نيل رضا الله تبارك وتعالى [وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ] (الذاريات:56) فلا بد أن يكون هذا الهدف محور سلوك الإنسان فيحاول تكريس حياته لتحقيق هذا الهدف أو ما يعينه عليه، لذا ورد في الحديث أن ساعات المؤمن ثلاث: واحدة لعبادة الله وطاعته، والأخرى للكسب والمعاش، والثالثة يتفرغ فيها لنفسه يحقق رغباتها واحتياجاتها المباحة، والثالثة تعينه على الأوليين ومع إخلاص النية فإن الجميع تكون لله تبارك وتعالى، وما عدا ذلك فهو لهو وعبث ولا مجال للهو والعبث في حياة المسلم، وعليه أن يفرق بدقة بين ما يحتاجه للترفيه والراحة والاستجمام واستعادة النشاط والترويح عن النفس (كالحاجة إلى النوم)، وبين ما هو أزيد من ذلك فيدخل في حيز اللهو ومضيعة العمر الذي هو رأس مال الإنسان في تجارته مع الله تبارك وتعالى فلا ينشغل بالأهداف الوهمية عن الأهداف الحقيقية.

2-   أن يسيطر الإنسان على انفعالاته ويضبطها فلا يعقل أن تكون كرة جلدية سببا لغضبه أو رضاه (اللهم إني أعوذ بك من كل لذة بغير ذكرك) فضلا عن تأديتها إلى نزاع بين الإخوة أو تنافر أو تسابب وشتم، كما حدث قبل أسابيع  تقريبا في ملعب النجف حين حصل عراك وإطلاق نار بعد انتهاء مباراة بين فريقي المدينتين المقدستين النجف وكربلاء(1). اللتين يوحدهما حب الله تعالى والولاء لأهل بيته والهموم المشتركة ودافعت الواحدة عن الأخرى عبر التأريخ خصوصا في الانتفاضة الشعبانية وقدمتا قرابين كثيرة ثم تفرقهما كرة جلدية فيا للهول ! 

3-  أن لا تؤثر متابعته لهذه الفعالية وأمثالها على التزاماته أمام الله تبارك وتعالى وأمام مجتمعه وأسرته فيحافظ على الصلاة في أوقاتها (امتحنوا شيعتنا في أوقات الصلاة)، وعلى الحضور في المساجد وصلوات الجمعة والجماعة والشعائر الدينية ما وجد إلى ذلك سبيلا ولا يقصر في حقوق أهله وإخوانه والعلاقات الاجتماعية.  

4-   الامتناع عن بذل أي مال ولو قل للاحتفال بمثل هذه الفعاليات كتزيين الشوارع والسيارات بأعلام الدول التي يحبها وإقامة الاحتفالات الصاخبة عند فوز فريق ما.

5-   اجتناب المحرمات كالمراهنة على بعض الأمور أو الاستماع إلى الموسيقى أو مشاهدة المناظر المحرمة ونحوها.

 إن العالم البعيد عن الله تعالى حينما يبتدع مثل هذه الألعاب فلأنها تخدم أهدافه ومصالحه من إلهاء الشعوب وتحقيق مصالحه وخططه وخلق أصنام جديدة يحبها الناس ويلتفون حولها وينشغلون بحمدها والثناء عليها وينفقون أوقاتهم وأموالهم عليها بدلا من أن يفكروا فيما يصلح حالهم.

ولو أن مليارات الدولارات المخصصة لإقامة هذه المباريات تنفق على مشاريع الخير و التقدم وإنقاذ البشر من جوعهم وفقرهم وجهلهم وتخلفهم ومرضهم لكانت خيراً و أبقى، ولو تحول هذا الاهتمام المركّز والضجيج والصخب والهوس الذي تناله هذه الفعاليات إلى جهد مبارك يبذل لإعمار الحياة الإنسانية ماديا ومعنويا وتوعيتها ومعالجة القضايا التي تهمّها وتقلقها وتهدد مستقبلها  لكان أجدى، ولله في خلقه شؤون.

نكتفي بهذا القدر من البيان تاركين التفاصيل إلى أكثر من كتاب ونشرة صدرت منا أو بإشرافنا عن هذا الموضوع يحسن الإطلاع عليها والاستفادة منها وهي (الرياضة المعاصرة والفكر المعادي للإسلام) و(نظره فكرية وفقهية في الألعاب الرياضية) و (الحوزة العلمية تحذر من الوقوع في فخ الرياضة) وكلها صدرت أبان الحكم الصدامي المقبور الذي تبنى مشروعا إفساديا وتخريبيا على كل الأصعدة.

 

22 ع2 1427

20/5/2006



(1) حدث ذلك يوم الجمعة 22 ع1 1427 المصادف 21/4/2006 وفاز النجفيون 3/1 واندلعت أعمال عنف وأطلق فيها الرصاص وحدثت فوضى عارمة.