مَلَكوتُ الزائرين

| |عدد القراءات : 1307
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

مَلَكوتُ الزائرين[1]

ماكُلُّ منْ كَتَبَ القريضَ يَنالُـها

 

قَدْ أعْجَزَ الشعراءَ طُرّاً حالُها

كيفَ الزمانُ وَإنْ تطـاوَلَ عَهْدُهُ

 

بجميع مَدحِ العالمينَ يَطـالُها

هِيَ زينبُ الكُبرى وَإنْ سُبِيَتْ فَقَدْ

 

أسِرَ الجيوشَ كمالُها وَجلالُها

لَمْ تَنْكَشِفْ، فالعرشُ كانَ حِجابَها

 

وَحِيالَ غُرْبَتِها تَحَشَّدَ آلـُها

جبريـلُ.. ميكائيـلَ.. إسرافيلُ.. والـ


 

ـمَلأُ الملائِـكُ كُلُّهمْ سُؤّالـُهـا

هـاهي عباءَتُـها تَلُفُّ نِساءَنـا
>

 

شَرَفاً، وَيَسْتُرُ كلَّ عِرْضٍ شالُها

فَتَحَتْ بجَيْشٍ مِنْ يَتامى شامَـهُمْ

 

وَبِخُطْبَةٍ عصْماءَ كانَ قِـتالُها

وَطَأَتْ رؤوسَ أميَّةٍ .. وَعروشَهُمْ

 

بِنِعالِها..عُذراً يَجِلُّ نِـعـالُها

لِلآنَ تيجــانَ المـلوكِ تَؤُمـُّهُ

 

وَتَطوفُ حَوْلَ شموخِهِ أجيالُهـا

ما نحنُ نَحْمِلَ نَعْشَـها .. هو يحمِل الـ

 

ـدنيا لِجَـنـّاتٍ فَتـِلْكَ ظِلالُهـا

تمضي لزُوَارِ الحسينِ تَحوطُهُـمْ

 

فَيْضاً لِيُشْرِقَ في القلوبِ جَمالُها

تلكَ الوجوهَ وَقدْ تَغَـيَّرَ لوْنـُها

 

بِلَظى الشموسِ تَنَوَّرَتْ أشكالُها

فَبِـكُلِّ ذَرَّةِ تـُرْبَةٍ في مَشْيِهِـمْ

 

تبدو الحدائقُ، قدْ صفا سَيـّالُها

عَشقوا الحسينَ فما أجلُّ مَسيرَهمْ


 

إذْ بعْضَ أمتارٍ غَدَتْ أمْيالُـهـا

وَمِزاجُ ماءِ الوَردِ إذْ يُسـْقَوْنـَهُ

 

مِنْ عَيْنِ تَسْنيمٍ جَرى سَلْسالُهـا

عجباً يُقالُ لِكُلِّ سـاقٍ مِنْهُـمُ

 

سَلِمَتْ يَداكَ، وَقُدِّرَتْ أفـْضالُها

في حينَ ساقي الطَّفِّ تُقْطَعُ كَفُّهُ

 

وَلِعَيْنِهِ اسْتَـبَقَتْ هناكَ نِبالـُهـا
>

أبداً سَنَـبْقى في العَزا  وَقُلوبُنـا

 

عند الشهادةِ (ياحسينُ) مَقالـُهـا

وَإذا المجالِسُ لَمْ تَسَعْ أحزانَـنـا

 

مَعَ فاطمٍ يومِ الحِسابِ كَمالـُهـا

 



ے

([1]) قصيدة ألقاها الأستاذ الشاعر حيدر الناصري في مكتب سماحة المرجع اليعقوبي (مُد ظله) بمناسبة ذكرى استشهاد الحوراء زينب (عليها السلام) في حشد من الجموع المعزيّة، يوم السبت 11/رجب/1433 المصادف 2/6/2012.