خطاب المرحلة (285)...لن يستطيعوا هزيمة شبابنا بإذن الله تعالـى

| |عدد القراءات : 1406
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

بسم الله الرحمن الرحيم

لن يستطيعوا هزيمة شبابنا بإذن الله تعالـى([1])

          يتحدث الكثير من الشباب وطلبة الجامعات عن أجواء الفساد والانحراف خصوصاً في أروقة الجامعات، والخشية من التأثر بها، وأنا لا أريد أن أقلّل من حجم هذا الخطر وما يستدعيه من الحيطة والحذر والتسلّح بالتقوى والوعي والأخلاق الفاضلة، لكنني أعتقد أن المد الإسلامي المتدين قد نضج بمقدار معتد به في مقاومة واحتواء تأثير هذه الانحرافات الأخلاقية التي اكتسحت المجتمع منذ عشرات السنين وأدت إلى انحراف الأغلبية الساحقة من الشباب في ستينات وسبعينيات القرن الماضي، لكن التيار الديني استعاد التوازن والصمود واحتواء هذا الخطر رغم تزايد قوته وإمكانياته ودخول التقنيات الحديثة لترويجه.

          في العام الماضي زارني أحد الأطباء الشباب وأخبرني أنه حصل على زمالة دراسية له ولزوجته للتخصص الدقيق في الطب في استراليا وانه يتخوف مستقبلاً من التأثر بأجواء الفساد هناك، فطمأنته وقلت له أن مثله يؤثر فيهم ويغيّرهم وليس العكس، وبعد التحاقه بالدراسة هناك راسلني وقال لقد صدقت فقد أثرنا بأخلاقنا وعفافنا وسلوكنا النظيف في الآخرين فأخذوا يتحلقون حولنا خصوصاً من النساء وهم من جنسيات مختلفة ليسألوا عن ديننا وكيفية حصول هذه الخصال الكريمة عندهما، والدكتور وزوجته يشرحان لهما عن الإسلام ومدرسة أهل البيت (ع) ونوابهم من العلماء العاملين، فيصل التأثر عند بعضهم حد البكاء ويعجبون من عفاف المسلمين حيث يمتنع الرجل حتى من مصافحة غير زوجته من الأجنبيات ولا النظر إليهنّ بريبة، ولا تبدي الزوجة زينتها لغير زوجها، وتكريم المتدينين لزوجاتهم.

          إن تيارات الفساد والتشويه والتضليل الفكري والتشكيك في أصولنا ومبادئنا مستمرة ويوجد لها أبواق من داخل مجتمعنا حتى من بعض المعممين وليس فقط من العلمانيين، لكننا بفضل الله تبارك وتعالى وألطاف صاحب العصر (أرواحنا له الفداء)، و إقامة الشعائر الدينية بكثرة، واستمرارية وانتشار مجالس الوعظ والإرشاد والمدارس الدينية للقرآن الكريم والفقه والأخلاق وسيرة أهل البيت (ع)، أصبح كثير من أبنائنا في حصانة من التأثر بها، وأروي لكم حادثة في المناسبة.

          في نهاية خمسينيات القرن الماضي حيث كان ما عرف بالمد الشيوعي الأحمر قد اكتسح الساحة العراقية وغرّر بقطاعات واسعة من الشباب والمثقفين والكوادر التعليمية، كان جدي اليعقوبي الكبير (w) يرتقي المنبر في مدينة الشطرة فقام بعض أذناب الشيوعيين الذين غاظهم احتشاد هذا العدد الكبير تحت المنبر الحسيني بإرسال كلب وسط المجلس لإرباكه وتشتيته وكان جدي هادئاً على المنبر، فلما عاد الحشد إلى وضعه استحضر القصة التالية قائلاً: في عهد بعض الولاة العثمانيين السابقين كان الجيش يحمل المدفعية على ظهور الجمال في تحركاته، وكانت فيها ناقة خدمت طويلاً ثم عجزت فأحالوها على التقاعد وقرّر الوالي العثماني تكريمها بأن تترك بحريتها تفعل ما تشاء في أزقة وشوارع المدينة ولا يجوز لأحد التعرض لها ومنعها مما تريد، فكانت تقف عند هذا البائع فتأكل خضاره وعند ذلك فتلتهم طعامه، حتى وقفت عند صاحب محل وأخذت تلتهم ما عنده بشراهة ولم يستطع منعها خوفاً من الوالي فأخذ صفيحة معدنية وراح يضرب عليها ويحدث صوتاً عالياً لإبعادها، فمرّ عليه شخص وسأله عن فعله فأجابه بأنه يحاول إبعادها عن طعامه بهذه الأصوات، فقال له: إن تعبك هذا بلا فائدة لأن هذه الناقة قد اعتادت ضرب المدافع من على ظهرها سنين طويلة وأنت تريد إخافتها بالضرب على الصفيحة!

وهنا قال جدي (w) محل الشاهد وهو أنه على هؤلاء الأعداء أن ييأسوا من إخافتنا ومحاولات إبعادنا عن دين الله تعالى ورسوله (ص) وولاية أهل البيت (ع) فقد حاول كثيرون من قبلهم بكل بطش وقسوة في التاريخ الماضي كالأمويين والعباسيين والتاريخ الحديث كالاحتلال الإنكليزي وغيره فواجهناها بشجاعة وبسالة وقدّمنا التضحيات.

فيا أيها الأحبة إنكم بمواظبتكم على أداء شعائركم الدينية وصلواتكم المفروضة خصوصاً صلاة الجماعة والجمعة والتردد على المساجد وحضور المجالس الحسينية والتواصل مع العلماء والفضلاء ومطالعة الكتب النافعة سوف لا تؤثر فيكم هذه الأساليب المهزومة بإذن الله تعالى.



([1]) من حديث سماحة الشيخ اليعقوبي مع مجموعة من طلبة الجامعة التكنلوجية يوم السبت 29/ع1 المصادف 5/3/2011 ومع مدير وطلبة المدرسة القرآنية للفتيان في الحلة يوم السبت 19/ج1/1432 المصادف 23/4/2011 وجمع من أعضاء موكب العسكريين (b) في البصرة الذي قدموا مشياً إلى زيارة أمير المؤمنين (g) في ذكرى استشهاد الزهراء (h) فوصلوا يوم الأربعاء 30/ج1/1432 المصادف 4/5/2011. ومع موكب عشيرة البدور.