خطاب المرحلة (294)... ثُمَّ لَتُسألُنّ يَومَئِذٍ عَن النَعِيمِ

| |عدد القراءات : 1329
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

 

بسم الله الرحمن الرحيم

[ثُمَّ لَتُسألُنّ يَومَئِذٍ عَن النَعِيمِ]([1])

          قال الله تبارك وتعالى في أكثر من موضع من كتابه الكريم [وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا] (إبراهيم:34) (النحل:18)، ولو أجهد الإنسان نفسه لإحصاء هذه النعم فإنه يعجز فعلاً، بل إن كل نعمة يذكرها –كصحة وسلامة البدن- هي في الحقيقة مجموعة من النعم لا تُعدّ ولا تحصى، فكل نفس من الهواء يستنشقه هو نعمة، وكل قطرة دم تسري في عروقه هي نعمة وكل نبضة من قلبه هي نعمة وهكذا، وإذا أراد الإنسان أن يعرف أهمية هذه النعم التفصيلية فليلتفت إلى ما يحصل لو حُرم منها.

          وهكذا كل نعمة كرغيف الخبز الذي يأكله كل إنسان يومياً ويعتبره أمراً عادياً، فليتأمل كيف وصل إليه وكم نعمة اشتركت في إعداده، من الأرض التي جعلت صالحة للزراعة والماء الذي يسقيها، والحب الذي ينبت في تلك الأرض، والزارع الذي يصلح الأرض ويداري الزرع إلى أن يحصده ويخرج الحب من سنبله، ثم التاجر الذي ينقله، إلى الطحان والعجان والخباز والبائع، وأودع الله تعالى في هؤلاء غرائز تدفعهم إلى القيام بهذه الأعمال وتحمل المشاق والصعوبات كحب البقاء.

          ولكن الإنسان يغفل عن هذه النعم، وحتى لو التفت إليها فإنه لا يشكرها ولا يؤدي حقها، قال تعالى في ذيل الآية في موضعها الأول من سورة إبراهيم [إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ] (إبراهيم:34) فهو يظلم ربّه إذ لا يوفيه حقه، ويظلم نفسه لأنه يوقعها في الخسران العظيم، وهو كفار لأنه جاحد و متنكر لهذه النعم، لكن الله الرحمن الرحيم خالق هذا الإنسان والعالم بمكوناته غفر له هذا التقصير، قال تعالى في ذيل الآية في موضعها الثاني من سورة النحل [إنّ اللهَ لغفورٌ رحيم].

          ومن رحمته أن جعل الاعتراف بالقصور والتقصير عن إحصاء النعم فضلاً عن شكرها هو حق الشكر له تبارك وتعالى، كما روي في أخبار الرسول الكريم موسى بن عمران (ع) أن الله تعالى أوحى إليه أن يا موسى اشكرني حق شكري، قال (ع) وأنّى لي أن أشكرك حقّ شكرك، فأوحى الله إليه: إن هذا الاعتراف بالعجز هو حق شكري.

          وفي الكافي (كان الإمام علي بن الحسين (ع) إذا قرأ هذه الآية [وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا] يقول: سبحان الذي لم يجعل في أحد من معرفة نعمة إلا المعرفة بالتقصير عن معرفتها، كما لم يجعل في أحد من معرفة إدراكه أكثر من العلم أنه لا يدركه، فشكر جل وعز معرفة العارفين بالتقصير عن معرفة شكره فجعل معرفتهم بالتقصير شكراً، كما عَلِم عِلْم العالمين أنهم لا يدركونه فجعله علماً).

          وفي مناجاة الشاكرين للإمام السجاد (ع) (فآلاؤك جمّة ضعف لساني عن إحصائها، ونعمائك كثيرة قصُر فهمي عن إدراكها، فضلاً عن استقصائها، فكيف لي بتحصيل الشكر وشكري إياك يفتقر إلى شكر، فكلّما قلتُ لك الحمد وجب عليّ لذلك أن أقول لك الحمد).

          هذا كله في النعم المادية –إذا أمكن تسميتها- وهي ملتفت إليها في الجملة، لكن ما لا نلتفت إليه إلا نادراً النعم المعنوية وعلى رأسها الإيمان بالله تعالى وبرسوله (ص) وما جاء به، الذي هو وسيلة النجاة والفلاح في الحياة الباقية، وهو من أعظم النعم على الإنسان، بل به يصبح الإنسان إنساناً، أما غير المؤمنين فهم كالأنعام بل هم أضل سبيلاً.

          ثم نعمة ولاية أمير المؤمنين (ع) والأئمة من بنيه (صلوات الله عليهم أجمعين)، في الكافي وتفسير القمي (قال أمير المؤمنين (ع) في قوله [أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْراً وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ، جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ] (إبراهيم:28-29).

          قال (ع): ما بال أقوام غيّروا سنة رسول الله (ص) وعدلوا عن وصيّه ولا يتخوّفون أن ينزل بهم العذاب: ثم تلا الآية ثم قال: نحن النعمة التي أنعم الله على عباده وبنا يفوز من فاز يوم القيامة)([2]) وورد في هؤلاء المبدلين لنعمة الله تعالى من طرق الفريقين عن علي بن أبي طالب (ع) وعمر بن الخطاب (هما الأفجران من قريش بنو أمية وبنو المغيرة، فقطع الله دابرهم يوم بدر وأما بنو أمية فمتعوا إلى حين) وعن الإمام الصادق (ع) (عنى بها قريش قاطبة الذين عادوا رسول الله ونصبوا له الحرب وجحدوا وصيه)([3])

          وهذا التفسير شاهد على أن النعمة المقصودة هي الإيمان بالله تعالى وبرسوله الكريم (ص)، وقد جاءت الآية محل البحث في ختام هذا السياق من الآيات المباركة.

          وفي ضوء هذا فقد كان الأئمة (ع) يصححون هذا الفهم لدى الناس وينبهونهم من غفلتهم، فقد ورد في تفسير قوله تعالى [ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ] (التكاثر:8) عن أمير المؤمنين (ع) (إن النعيم الذي يُسأل عنه: رسول الله (ص) ومن حلّ محله من أصفياء الله، فإن الله أنعم بهم على من أتبعهم من أوليائهم).

          وفي تفسير العياشي عن الصادق (ع) (أنه سأله أبو حنيفة عن هذه الآية، فقال له: ما النعيم عندك يا نعمان؟ قال: القوت من الطعام والماء البارد، فقال: لئن أوقفك الله يوم القيامة بين يديه حتى يسألك عن كل أكلة أكلتها أو شربة شربتها ليطولّن وقوفك بين يديه، قال: فما النعيم جعلت فداك؟ فقال: نحن أهل البيت النعيم الذي أنعم الله بنا على العباد، وبنا ائتلفوا بعد أن كانوا مختلفين([4])، وبنا ألّف الله بين قلوبهم وجعلهم إخواناً بعد أن كانوا أعداءً. وبنا هداهم الله للإسلام، وهو النعمة التي لا تنقطع، والله سائلهم عن حق النعيم الذي أنعم به عليهم، وهو النبي (ص) وعترته (ع)).

          وفي رواية: (انه (ع) قال له: بلغني انك تفسّر النعيم في هذه الآية بالطعام، والطيب، والماء البارد في اليوم الصائف؟ قال: نعم، قال: لو دعاك رجل وأطعمك طعاماً طيباً وسقاك ماءً بارداً ثم امتنّ عليك به إلى ما كنت تنسبه؟ قال: إلى البخل، قال (ع): أفيبخل الله تعالى؟ قال فما هو؟ قال(ع): حبنا أهل البيت (ع))([5]).

          وروايات أخر بهذه المضامين([6]).

          ومن هذه النعم المعنوية حُسن الخلق وبها امتدح الله تعالى نبيه الكريم [وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ] (القلم:4) والناس لا تلتفت إلى هذه النعم ولا تعيرها اهتماماً ولذا فإنهم لا يحسدون صاحبها عليها، وقد ورد في التواضع ما مضمونه انه نعمة لا يحسد عليها صاحبها، فهل يلتفت المجتمع إلى تهنئة من يكتسب خلقاً كريماً أو يؤدي طاعة عظيمة كصلاة الليل أو بر الوالدين أو قضاء حوائج الناس أو المواظبة على صلاة الجماعة في المساجد كما يهنئون من يرزق مالاً أو ولداً، وهل يعزّون أحداً على فوات شيء من ذلك كنومه عن صلاة الصبح أو عقوق الوالدين أو الإفطار في شهر رمضان كما يعزون على فقدان عزيز أو حصول خسارة.

          ومن هذه النعم الزوجة الصالحة، ففي الحديث الشريف عن النبي (ص) قال (ما استفاد امرؤ مسلم فائدة بعد الإسلام أفضل من زوجة مسلمة تسرّهُ إذا نظر إليها، وتطيعه إذا أمرها، وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله).([7])

          هذه النعم المعنوية (الإيمان بالله وبرسوله وولاية أهل البيت (ع) وحسن الأخلاق) هي الأوضح في عدم قبولها الإحصاء والاستقصاء لأنها تمتد إلى الحياة الباقية الخالدة، ولان بركاتها وأثارها واسعة، ولأنها مستمرة بالعطاء لا تنقطع كما عبّر الإمام (ع) في حديثه مع أبي حنيفة وهذه النعم هي التي طلب الله تعالى من عباده أن يتحدثوا بها وينشروها ويدعوا الناس إليها لتغمرهم سعادتها، قال تعالى [وأمّا بنعمةِ ربّك فحدّث].

          عن الحسين بن علي (c) قال: (أمره أن يحدِّث بما أنعم الله عليه من دينه)([8]).

          ولا نتوقع أن المطلوب أن يتحدّث الإنسان بما عنده من أموال وعقارات وأولاد ونحوها، نعم ورد في تطبيق الآية على هذا المستوى أن يُظهر الإنسان نعمة الله عليه، لأن التظاهر بعكسها كذب في الفعل وإخفاء لنعمة الله عليه، ففي الكافي عن الصادق (ع) قال (إذا أنعم الله على عبده بنعمة فظهرت عليه سمي حبيب الله محدّثاً بنعمة الله، وإذا أنعم الله على عبده بنعمة فلم تظهر عليه، سمي بغيض الله مكذّباً بنعمة الله).([9])

          ومن تلك النعم المعنوية التي أكرمنا الله تعالى بها شهر رمضان الذي أطلّ علينا. بفضل الله تبارك وتعالى، فاستقبلوه بمعرفة فضله، وعظيم نعمة الله تعالى به، وأنّى لنا أن نعرفه حق معرفته لولا رسول الله (ص) وأهل بيته الكرام، فاعرفوا حقه وقدره من خطبة النبي (ص) في آخر جمعة من شعبان([10]) وتأملوا فيها جيداً.

          واعرفوه أيضاً من دعاء الإمام السجاد (ع) في استقباله، ودعائه في وداع شهر رمضان الذي نصحتُ مراراً بقراءته قبل دخول الشهر لنزداد بصيرة بعظمة هذا الشهر الشريف ونستعد له، والدعاءان موجودان في الصحيفة السجادية.

          ومما ورد في ثانيهما في بيان عظيم نعمة الله تعالى بهذا الشهر الشريف قوله (ع) (ما أفشى فينا نعمتك، وأسبغ علينا منّتك، وأخصّنا ببرّك، هديتنا لدينك الذي اصطفيت، وملتّك التي ارتضيت، وسبيلك الذي سهّلت، وبصّرتنا الزلفة لديك، والوصول إلى كرامتك) ثم قال (ع) (اللهم وأنت جعلت من صفايا تلك الوظائف وخصائص تلك الفروض شهر رمضان الذي اختصصته من سائر الشهور، وتخيّرته من جميع الأزمنة والدهور، وآثرته على كل أوقات السنة، بما أنزلت فيه من القرآن والنور. وضاعفت فيه من الإيمان، وفرضت فيه من الصيام، ورغّبت فيه من القيام) إلى أن قال (ع) (وقد أقام فينا هذا الشهر مُقام حمد، وصحبنا صحبة مبرور، وأربحنا أفضل أرباح العالمين)، وقد شرح النبي (ص) هذه الأرباح في خطبته التي اشرنا إليها، وهي حقاً أفضل أرباح العالمين.

          والتزاماً بالآية الشريفة (وأما بنعمة ربك فحدّث) ينبغي لنا أن نستقبل هذا الشهر الشريف وهذه النعمة المباركة بمعرفته والاستعداد له بالتوبة والاستغفار والعزم على مضاعفة الهمة في الطاعات والورع عما حرّم الله تعالى، وصيام الأيام الأخيرة من شعبان ولو للقضاء عما في الذمة، وأن نضع لنا برامج نقضي بها أيامه ولياليه الشريفة تتضمن أداء صلوات مستحبة وأدعية وتلاوة القرآن لأنه شهر رمضان ربيع القرآن،وتتضمن حضور المساجد لأداء صلاة الجماعة والاستماع إلى محاضرات الوعظ والإرشاد مباشرة أو التي تنقلها الفضائيات بفضل الله تبارك وتعالى.

          وان نتحدث بفضل هذا الشهر وعظمته، وندعو الناس إلى أداء حق الله تعالى فيه أكثر مما في غيره من لزوم الطاعات واجتناب المعاصي، وان نقيم الفعاليات التي تحفّز المجتمع على طاعة الله تبارك وتعالى وذم معصيته بنشر اللوحات الجدارية والبوسترات التي تتضمن الأحاديث الشريفة.

          ونذكركم بما قلناه سابقاً من وضع مكبرات الصوت على السيارات وتجوب شوارع المدن مرحبّة بالشهر الشريف ومبيّنة لعظمته وثواب الطاعة فيه وعقوبة المخالفين، إقامة المسيرات والمهرجانات الاحتفالية بقدوم هذا الشهر المبارك وتلبية الدعوة لضيافة الرحمن والتزوّد من الموائد الإلهية، أقول كلامي هذا:

1- لنلتفت إلى النعم الحقيقية التي تبقى ونعمل على تحصيلها.

2- ولنزهد في ما سواها من النعم الزائلة التي يفني الغافل عمره في جمعها والعناية بها ومتابعتها فيكون خادماً لها بدل أن تكون هي خادمة له، فصاحبها لا يحسد عليها حقيقة.

3- وأن نبذل الوسع في التحدث بهذه النعم الحقيقية وندعو الناس إليها ونرغّبهم فيها.

4- ولنتجنّب هذا التزاحم والتغالب والصراع على تلك الأمور الوهمية التي يُخدع بها الغافلون.

          قال تعالى في المقارنة بين النوعين من النعم [زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ، قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ] (آل عمران:14-15)

إن اختيار اسم (النعيم) لهذه الفضائية التي أنطلق بثها تزامناً مع حلول شهر رمضان المبارك، يحملّها مسؤولية التحدث بهذه النعم العظيمة.

          أسأل الله تعالى أن يجعل هذه القناة منبراً لبيان النعم الحقيقية ودعوة الناس إليها وخلق الحوافز لديهم للتمسك بها مع عدم إهمال الحديث عن النعم المادية كسعة المال وصحة البدن والأمن والعافية والولد والاستقرار وكيفية استثمارها في طاعة الله تبارك وتعالى.

          وأن تكون هذه القناة نافذةً يُطلّ منها العلماء والمفكرون والعاملون المخلصون على الدنيا لتسمع منهم وتهتدي بهم ويحققوا أمل الأئمة الأطهار (ع) عندما حثوا شيعتهم على إيصال صوتهم للبشرية جمعاء وقالوا (ع) (فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا) فلتتحدث القناة بهذه النعم الإلهية وتدعو الناس إليها، فإن اختيار الاسم للقنّاة جاء منسجماً مع هذه المسؤولية [وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ] (المطففين:26).



([1]) كلمة سجّلها سماحة الشيخ اليعقوبي (دام ظله) إلى قناة النعيم الفضائية لمباركة انطلاقتها تزامناً مع حلول شهر رمضان المبارك يوم الجمعة 27/شعبان/1432 المصادف 29/7/2011.

(2) تفسير الصافي4/240 عن الكافي، باب أن النعمة التي ذكرها الله عز وجل في كتابه الأئمة (ع).

(3) هذا تطبيق منه (ع) لقوله تعالى [وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً] (آل عمران:103).

 (4) أقول: ذكر الإمام (ع) هذا لتصحيح فهم أبي حنيفة وإلا فإن الإنسان يُسأل عن ماله مم اكتسبه وفيم أنفقه، وعن أولاده كيف ربّاهم ومم أنفق عليهم وهكذا، نعم لا يُسأل عن ضرورات حياته وهذا وجه للجمع بين الروايات، ويشهد له صحيح الحلبي عن أبي عبد الله (ع) قال: (ثلاثة أشياء لا يحاسب عليهن المؤمن: طعام يأكله، وثوب يلبسه، وزوجة صالحة تعاونه ويحصن بها فرجه) (وسائل الشيعة، أبواب مقدمات النكاح، باب9، ح1).

([5]) نقلها تفسير الصافي: 7/547-548 عن تفسير القمي والعياشي وعيون أخبار الرضا (ع) والكافي والمحاسن.

([6]) وسائل الشيعة، كتاب النكاح، أبواب مقدماته وآدابه، باب9، ح10.

([7]) تفسير الصافي: 70/504 عن المحاسن للبرقي.

([8]) المصدر نفسه عن الكافي: باب التجمّل وإظهار النعمة.

([9]) راجعها في مفاتيح الجنان في فضلِ شهر رَمضان وأعمالِه.