نعيب زماننا والعيب فينا رزية يوم الثلاثاء نموذجاً

| |عدد القراءات : 1251
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

بسمه تعالى

     نعيب زماننا والعيب فينا 

رزية يوم الثلاثاء نموذجاً([1])

ابدأ حديثي بحكاية لا تخلو من درس وموعظة ملخصها أنّ رجلاً انزعج من وضع زوجته؛ حيث ضاق ذرعاً من عدم إنصاتها له وتجاهلها حديثه.

قرر استشارة أحد الأطباء في وضع زوجته، فنصحه بأن يعمل تجربة للتأكُّد من مستوى صمم زوجته مقترحاً عليه بأن يبتعد عن زوجته 30 متر ثم يكلمها بصوت عادي، وفي حال عدم تجاوبها يقلل المسافة إلى 20 متر، وفي حال عدم تجاوبها يقترب أكثر ولتكن المسافة 10متر فقط.

وبالفعل.. عاد الزوج إلى المنزل وكانت زوجته منشغلة بإعداد طعام العشاء في المطبخ.. وقدر المسافة بينهما بـ30متر وتحدث إليها بصوت عادي بحسب نصيحة الطبيب: ماذا أعددت يا حبيبتي لنا على العشاء؟ ولكنها لم ترد! اقترب منها إلى مسافة 20متر وكرّر نفس الجملة، ولكنها أيضاً لم ترد! اقترب أكثر إلى 10متر، ولكنها ظلت على تجاهلها، ولم يملك إلا أن اقترب أكثر حتى كاد أن يلتصق بها، عندها ردّت الزوجة بغضب: أقول لك للمرة الرابعة إن عشاءنا اليوم شوربة خضار!!!

أقول: إلى هنا انتهت الحكاية ونتيجتها اكتشاف الزوج أن التقصير عنده وأنّ الزوجة كانت تؤدي واجبها لكنّه كان يحمّلها المسؤولية بغير حق.

فالدرس الذي نستفيده إننا حينما نتعرض لمشكلة أو خلاف بين زوجين أو اخوة أو جيران وغير ذلك علينا أن نراجع أنفسنا طويلاً قبل أن نلقي اللوم على الآخرين فلعل السبب فينا ونحنُ لا نعلم، ولو تعاملنا مع مشاكلنا بهذه الطريقة لاستطعنا تجاوز الكثير منها، لأنّنا سنكتشف أننا مسؤولون عنها فنحن لسنا معصومين وحينئذ نعالج السبب، كما أن الطرف الآخر حينما يراك تتهّم نفسك بكل تواضع ونكران ذات ولا تتعرض له فإنّه سيقابلك بنفس الشعور ويتنازل عمّا يشعر به من التشنّج والانفعال والعصبية.

وهذا مما يفسّر وصايا المعصومين (عليهم السلام) بأن ننسى إساءة الآخرين إلينا ونذكر إساءتنا للآخرين بمعنى أنّه حتى لو أساءَ الآخر إليك فتغافل عنها وتناساها وفتّش عن عيوبك أنت وتقصيراتك، وهذا السلوك وإن كان صعباً ويحتاج إلى شجاعة إلاّ أنّه مقدور ويتّبعه ثواب عظيم ومنزلة رفيعة عند الله تعالى وعند عباده الصالحين.

والذي يؤسف له أنّ السلوك الجاري في المجتمع عكس هذا الأدب النبوي الشريف، إذ ما إن تحصل مشكلة حتّى يبدأ كل طرف بالبحث والتنقيب عن كل عيب أو نقيصة يلصقها بالآخر ليبرّئ نفسه ويبرّر موقفه، فتتعاظم المشكلة وتتحوّل إلى صراع وتنقطع سبل الوئام، وهذا ما نشاهده كثيراً في المشاكل الزوجية إذ تبدأ بخلاف بسيط فيركبهما العناد ثمّ تتطوّر إلى ما هو أسوأ حتى تصل إلى الطلاق والنزاع بين أهلَي الزوجين وهكذا، والأرقام التي تعلنها المحاكم عن حالات الطلاق الواقعة مرعبة فعلاً ولو تحرّيت عن الأسباب لوجدت أن بداياتها ليست ذات أهميّة لكنّهما لم يحسنا معالجة الخلاف وهو في بدايته أي عبور النهر مادام ضيّقاً كما يُقال في المثل.

وهنا أبيات في الحكمة مرويّة عن أبي الأسود الدؤلي أحفظها منذ صغري:

يا أيها الرجل المعلم غيره .... هلا لنفسك كان ذا التعليم

تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى .... كيما يصحَّ به و أنت سقيم

و أراك تصلح بالرشاد عقولنا .... نصحا و أنت من الرشاد عديم

ابدأ بنفسك فانهها عن غيّها .... فإذا انتهت عنه فأنت حكيم

لا تنه عن خلق و تأتي مثله .... عار عليك إذا فعلت عظيم

 

ومن هذا الدرس ننتقل إلى آخر أوسع منه يتعلّق بوظيفتنا في الدعوة إلى الله تبارك وتعالى وإصلاح الأمة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي هي أهداف الإمام الحسين (عليه السلام) من خروجه العظيم، إذ أننا نشخّص في المجتمع الكثير من الانحرافات والمنكرات التي تقشعّر منها الأبدان أحياناً، ونلقي باللوم على الناس بأنّهم لا تنفع معهم النصح والموعظة والإرشاد وتارة نلوم الزمان ونتأفّف من الدهر والظروف التي لا تُساعد على عملية الإصلاح.

ولو راجعنا أنفسنا –كحوزة علمية ومبلغين وخطباء- لوجدنا أنّ التقصير عندنا واللوم علينا، الناس يستجيبون بدرجة كبيرة للموعظة الحسنة والتوجيه المخلص لذا تأثّروا بالعلماء الربّانيين العاملين كالسيد الخميني والشهيدين الصدرين (قدس الله أرواحهم جميعاً) الذين أيقظوا الأمّة وحرّكوها فاستجابت، وقد نقل لي بعض الأخوة المبلّغين في السجون أن عدداً كبيراً منهم عاد إلى رشده والتزم بالصلاة والفرائض الأخرى وانخرطوا في دورات لتعلّم الفقه والقرآن وساهموا في فعاليات مثمرة، هذا في السجون التي تؤوي بين نزلائها القتلة والمجرمين والمنحرفين، فالعمل مع غيرهم أيسر.

أما الظروف والزمان والأيام فلا ذنب لها ولا تقصير حتى نلومها ونعاتبها، فإنّ الأفلاك وجميع المخلوقات مطيعة لله تبارك وتعالى سائرة بدقة على القوانين التي وضعها الله تعالى لها ولم تتخلف لحظة عن السير عليها (وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ) (الإسراء/44) (كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ) (النور/41) والإنسان وحده الذي يتمرّد ويعصي ويجادل ويستكبر عن طاعة ربّه.

توجد أبيات مشهورة لا يعرف الكثير أنّها لشيبة الحمد عبد المطلب الذي تفرّعت منه النبوة والإمامة، فقد روى الريّان بن الصلت قال: أنشد لي الرضا (عليه السلام) لعبد المطّلب:

يعيب الناس كلهم زماناً ... وما لزماننا عيب سوانا

نعيب زماننا والعيب فينا ... ولو نطق الزمان بنا هجانا

وإن الذئب يترك لحم ذئب ... ويأكل بعضنا بعضا عيانا

لبسنا للخداع مسوك طيب ... فويل للغريب إذا أتانا([2])

 

وتوجد هنا كلمات للمعصومين (عليهم السلام) تنهى عن عتاب الزمان ولومه، فقد روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قوله (من تشاغل بالزمان شغله) وعنه (عليه السلام) قال (من عتب على الزمان طالت معتبته)([3]) وهذه النتيجة أكيدة لأن التشاغل بالعتب على الزمان ولومه عمل عبثي لا طائل وراءه ولا يصل إلى نتيجة.

وعن الإمام الصادق عن أبيه (عليهما السلام) قال: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (لا تسبّوا الأيام ولا الليالي فتأثموا وترجع عليكم)([4]) ، وروى الصقر بن أبي دلف حواراً له مع الإمام علي الهادي (عليه السلام) جاء فيه: (قلتُ يا سيّدي حديث يروى عن النبي (صلى الله عليه وآله) لا أعرف معناه، قال ما هو؟ فقلتُ: قوله: لا تعادوا الأيام فتعاديكم؟ قال (عليه السلام): نعم).([5]) إلى آخر الحديث.

فإلقاء اللوم هنا وهناك على هذه الجهة أو تلك إنّما هو هروب من واقع التقصير والتقاعس الذي تتّصف به الحوزات العلمية –الرجالية والنسائية- إلاّ من وفّقهم الله تعالى ولطف بهم فاصطفاهم لإعلاء كلمته ونشر تعاليم أهل البيت (عليهم السلام) النقيّة.

وأحدث مثال على ذلك ما حصل في اجتماع الحكومة يوم الثلاثاء الماضي (29 محرم 1435 المصادف 3/12/2013) حين ناقشوا القانونين اللّذين قدّمهما وزير العدل لتنظيم الأحوال الشخصية وفق الأحكام الشرعية وإنشاء المحكمة الشرعية العليا التي تُدير العمل بهذا القانون لتخليص الناس المتشرّعين من المخالفات للشريعة التي يتورّطون بها بسبب إكراه المحاكم الرسمية على العمل بالقانون الوضعي الحالي، علماً بأنّ هذه المحاكم الشرعية التي نطالب بها كانت موجودة في العراق إلى أن ألغاها عبد الكريم قاسم وأصدر القانون الوضعي الحالي عام 1959، والشيعة يتمتّعون بهذا الحق في عدد من دول المنطقة كالسعودية والبحرين ولبنان وأفغانستان مع أنّهم أقليّة في تلك البلدان ومضطهدون في بعضها فمن الطبيعي مطالبتهم بهذا الحق في العراق وهم أغلبية والسلطة بأيديهم ومع وجود النفوذ الكبير للمرجعية الدينية.

وكانت الأجواء مساعدة داخل الحكومة على تمريرهما بعد أن حصل الوزير على وعود بالموافقة أو عدم الممانعة من الوزراء غير الشيعة لتفهّمهم عقيدة الشيعة وتعاملها مع القوانين الوضعية وما تسبّبه لهم من حرج، حتّى أن وزيراً مسيحياً صوّت لصالحهما.

لكن الذي حصل أن وزيرة الدولة لشؤون المرأة نقلت إلى الوزراء رسالة من معتمد المرجعية التي يصفونها بالعليا في كربلاء المقدّسة والذي يوصل عادة آراء المرجعية ومواقفها، ومفاد الرسالة عدم رغبة المرجعية في تمرير القانونين، مما دفع البعض إلى تغيير موقفه كما قاطع عدد آخر الجلسة لأن الانتخابات مقبلة على الأبواب وهم بحاجة إلى مغازلة مكتب المرجعية فصوّتوا على تأجيل النظر في القانونَين إلى ما بعد الانتخابات وموافقة المرجعية العليا بحسب وصفهم، وهو إلغاء عملي للقانونين لأنّه لا يعلم إلاّ الله تعالى متى ستشكل الحكومة المقبلة بعد الانتخابات؟ وكيف سيكون وضعها؟ وهل تكون مؤهّلة للنظر في مثل هذه القوانين.

وتعليقها على موافقة المرجعية العليا هو تمييع للطلب بل إلغاء له لأنّ مكتبها وجّه بعدم تمرير القانونَين علماً أنّ الوزير أوصلهما إلى مكتبها منذ أكثر من عام ولم يصل الرد والتعليق فماذا نتوقّع منها غير ذلك؟ وهي ليست قضية سياسية حتى يتذرّع مكتبه بعدم استقبال السياسيين.

وهكذا أجهض هذا المطلب الشرعي الذي فيه رضا الله تبارك وتعالى ورسوله (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السلام) وفيه نصرة للحسين (عليه السلام) وتحقيق لأهدافه في الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لكنّهم أبوا إلاّ خذلان الحسين (عليه السلام) والتمادي في توريط الناس بالمخالفات الشرعية في زواجهم وطلاقهم وأنسابهم ومواريثهم.

لقد أضاعوا بذلك على الأمة فرصة كبيرة لإصلاح جانب مهم من حياة الناس وهي الأحوال الشخصية، وأهدروا جهدا قام بها قانونيون وفضلاء حوزويون لمدة سنتين تقريبا في إعداد القانونين وصياغتهما حتى أجازهما مجلس شورى الدولة .

أليس من الخداع و التدليس تظاهر البعض بشكليات الشعائر الحسينية وهم يخذلون أهداف الإمام الحسين (عليه السلام) ويعرقلون عملية الإصلاح و التمهيد لدولة الإمام المهدي (عليه السلام)؟ لا لشيء إلا أنهم يعيشون عقداً نفسية وهزيمة باطنية وخوفا على المصالح و الامتيازات، ويجاملون الفسّاق والأراذل على حساب شريعة الله تعالى ونهج أهل البيت (عليهم السلام) قال تعالى: (وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ) (الأحزاب/37).

(وما أشبه الليلة بالبارحة) حينما آلى أمير المؤمنين (عليه السلام) على نفسه أن لا يلبس رداءه ولا يخرج من بيته حتى يجمع القرآن ويبيّن محكمه من متشابهه وناسخه من منسوخه ومجمله من مبينّه ومكيّه من مدنيّه وعامّه من خاصّه، حتى أنجز العمل بعد ستة أشهر وقدّمه إلى الصحابة في المسجد، فماذا كان جوابهم؟ قالوا : لا حاجة لنا فيك ولا في قرآنك لأنهم لا يريدون لشريعة الله أن تقوم وتنهض كما ينبغي لأن ذلك يكشف عوراتهم ونقصهم وعدم أهليتهم وبروز من هو أهل للقيام بهذه الوظيفة الشريفة .

هذا ما حصل يوم الثلاثاء بغطاء نُسب إلى المرجعية، وكانت وزيرة المرأة كبش الفداء، وقد وصفتُ في بعض أحاديثي ما جرى بأنها (رزية يوم الثلاثاء) فتضاف إلى رزية يوم الخميس ونظائرهما مما مرَّ به أهل البيت (عليهم السلام) وشيعتهم، لأنّهم شرعنوا بهذا الموقف القوانين الوضعية الّتي صنعها البشر خلافاً لشريعة الله تعالى (وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) (المائدة/44) (وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (المائدة/45) (وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (المائدة/47).

لقد حاولوا ان يستروا عوراتهم بكلمات ومبررات تافهة مبنيّة على المكر والخداع وعدم الشعور بالمسؤولية، فكانت (عذرا أقبح من فعل) وهكذا يستمرون في عنادهم ولجاجهم بدل العمل على تدارك الأمر وإصلاح ما فسد.

إن وظيفة القادة خصوصا من يكون في موقع القيادة الدينية أن يصنع فرص الصلاح و الإصلاح ويزيد من أبواب الطاعة للأمة، وان عجزوا فلا اقل من استثمار الفرص التي تتهيأ.

أتكون المرجعية التي هي امتداد للإمامة ونيابة عنها وتملك في تاريخها وأسلافها هذا الرصيد الضخم من القادة الكاملين كرسول الله (صل الله عليه واله) وأمير المؤمنين (عليه السلام) والأئمة الطاهرين (عليهم السلام) وعندها مواقف لعظماء تنهل منها الإنسانية جميعا كنهضة الإمام الحسين (عليه السلام)، عاجزة عن توفير ابسط الحقوق لأتباعها.

رأيتم كيف حزن العالم ونكسّ الإعلام لوفاة نيلسون مانديلا الثائر الفذ([6]) قبل يومين ومحرّر شعبه الأسود في جنوب إفريقيا من سلطة الأقليّة البيضاء وهو مزارع بسيط لا يمتلك الرصيد الذي ذكرناه للمرجعية فهلاَّ تعلمت الدروس منه ومن أمثاله؟

والحديث ذو شجون (وفي العين قذى وفي الحلق شجى) ولعل الله تعالى يحدث بعد ذلك أمرا.

يجب علينا أن لا نشعر بالإحباط و اليأس وان نستمر ببذل الجهود لإحقاق الحق وفضح الباطل وقد وعد الله تعالى عباده العاملين المخلصين بالفتح و التمكين

(وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ) (الحج/ 40)

(وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ) (يوسف/ 21)

(إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد/ 7)

والله ولي التوفيق

 

 

 


([1]) من حديث سماحة المرجع اليعقوبي (دام ظله) مع جمع من المبلّغات وطالبات معهد الزهراء (عليها السلام) للعلوم الدينية في قضاء المدينة/ البصرة يوم السبت 3 صفر 1435 المصادف 7/12/2013.

([2]) عيون أخبار الرضا (عليه السلم) 2 / 177/ 5.

([3]) ميزان الحكمة: 4/27.

([4]) سفينة البحار: 8/772 عن علل الشرائع.

([5]) المصدر: 8/776 عن الخصال.

([6]) اقتطعنا كلام سماحة المرجع (دام ظله) هنا وجُعِل في بيان مستقل بمناسبة رحيل مانديلا.