قصيدة رزء الخميس ونكبة الثُلاثاء

| |عدد القراءات : 1354
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

بسمه تعالى

رزء الخميس ونكبة الثُلثاء([1])

 

ضحكت جراحك فاستبدّ بكائي

 

وجرت بفيض مدامعي ودمائي

وتقطّعت أوصال جسمك عافراً

 

فتيممت بترابها أشلائي

وتصدعت أضلاع صدرك خُشَّعاً

 

فجبرت كسر الشرعة السمحاء

ففتحت صدرك للسهام بطعنة

 

فتمزقت بسهامهم أحشائي

وشهقت تلتذّ الممات بعزة

 

وزفرت ترفض ذلة الأحياء

أخضاب حناء يلوح بشيبةٍ

 

في عارضيك أم اختضاب دماء

ورفعت طرفك للسماء بنظرة

 

فاحمر وجه الكون باستحياءِ

ووقفت مكلوماً يكلم ربه

 

رباه إن يرضيك هاك عطائي

إن كان ابنٌ للخليل فداءه

 

فأنا وصحبي والعيال فدائي

فلتنحني لك هام املاك السما

 

ولتنحني لك قامة العظماء

ولتكتحل حور الجنان وتختضب

 

بتراب نعلك لا من الحنّاء

يا ذخر أجدادٍ إلى أحفادهم

 

وذخيرة الآباء للأبناء

يا خير داعٍ للإله وناصرٍ

 

يا خير مأمول وخير رجاءِ

يا خير مشفوعٍ به ومشفعٍ

 

يا شافعاً لمعاشرِ الشفعاء

يا آخر الأنوار بعد محمد

 

وعليَّ والمسموم والزهراء

كم حاربتك منابر مأجورة

 

كم آلمتك مواكب السفهاء

كم قاتلتك بجهلها ونفاقها

 

وبما ادعته شعائراً بغباء

واستصغروك وأنت طودٌ شامخٌ

 

لا عيب في المرئي بل في الرائي

واستظهروك بمظهر حاشاكه

 

يا مظهر الملكوت والعلياء

جهلٌ نفاق واكتساب منافع

 

بطرٌ رياءٌ مبلغ البلهاء

فأراك تُشتم في رحابِ مجالس

 

وينال منك بمجلس وعزاءِ

وأرك مذبوحاً بسيف جهالةٍ

 

وعمالةٍ وحثالةٍ أمراء

قد لامني بعض الكرام تخوفوا

 

بغض اللئام ولوثة الرعناء

أنا لم أخف في الله لومة لائم

 

لا كيد باغٍ لا عظيم بلاء

أنا للحسين نعاله وترابه

 

أنا للشعائر حارس وفدائي

ليس التفاخر بارتقاء منابرٍ

 

كم يلعن القرآن من قرّاءِ

إن التفاخر بافتداء شريعةٍ

 

غراء لا أنشودةٍ وبكاء

أنا قبل أن ترقوا منابر فتنةٍ

 

أرقى منابر دعوةٍ وولاءِ

أرقى مجاهدة وليس تكسباً

 

زمن الشدائد لا زمانَ رخاءِ

إن صرت تدعو للحسين فدعوتي

 

أو صرت تحدوا فالحداء حدائي

أشكو لمدرسة الخطابة خطبها

 

وخطابها وخطيبها الخطاءِ

سكتت بنطقك ألسن الفصحاءِ

 

وهذت بصمتك السن اللكناءِ

قد حرفت دور المنابر تبتغي

 

درَّ المنابر ما ارعوت لحياءِ

وتراقصت فوق الضمائر تدعي

 

حفظ الشعائر يا له من داءِ

إن الشعائر عَبرةٌ بل عِبرةٌ

 

ليست خواراً لا ولا برُغاءِ

ليست بأغنيةٍ ولا هي مرقصٌ

 

هي منسك العباد والعرفاءِ

ليست مسيراً خالياً من حكمةً

 

هي ثورة الأحرار والأمناءِ

ليست لمعتوه ولا لمخرِّفٍ

 

هي مسلك الحكماء والعقلاء

أهل المنابر والشعائر ما لكم

 

أموات أنتم أم من الأحياءِ

هلا خدمتم دينكم بمنابرٍ

 

أم أوقفت لشتيمة العلماءِ

أين انتصاركم لدين محمدٍ

 

ولفقه جعفرنا أبي الفقهاءِ

أو تفزعون لكل أمرٍ تافهٍ

 

وتهوّمون لأعظمِ الأرزاءِ

إيهٍ أبا الأحرار هل من زائرٍ

 

حرّ ليعلن موقف النبلاءِ

ما بال جعفر يرفضون قضاءهُ

 

ويحكّمون محاكم اللقطاءِ

ما عيبه كي يُستهان بفقهه

 

ويقدّسون شريعةِ الطلقاءِ

وقد اصطلى قلب الإمام بخنجرٍ

 

علماء سوءٍ ساسة لعناءِ

أهل العراق إلى متى وإلى متى

 

ينأى بكم جهلٌ عن الصلحاءِ

تذرونهم وتقبّلون أيادياً

 

لعمائم الأهواء والإغواءِ

سهمان قد غرزا بقلب محمدٍ

 

رزء الخميس ونكبة الثلثاءِ

ألأنّ كفّ الشيخ كانت خلفه

 

أم للفضيلة مقصد الإقصاءِ

إن كان دفناً للولي فدونكم

 

تأريخ أهل البيت ليس بنائي

لن تطفئوا نور الإله بوحيه

 

لن تظفروا بسراجه الوضّاءِ

أو كان سلباً للفضيلة حقّها

 

فهو التآمر منهج العملاءِ

إن كان ملك الري نصب عيونكم

 

فجميع ما دون الحُسين ورائي

جسداً قُتلت أبا الإباء بكربلاء

 

روحاً قتلت بمجلس الوزراءِ

ابن المسيح أقرّه وأجازهُ

 

وكذا تكون طبائع الشرفاءِ

 



[1] قصيدة رائعة ألقاها فضيلة الأديب الواعي علي خصاف بحضور سماحة المرجع اليعقوبي (دام ظله) وحشد من الزوار يوم الأربعين 20/صفر/1435 المصادف 24/12/2013.