لعب الدومنة والطاولي في المقاهي

| |عدد القراءات : 914
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

بسم الله الرحمن الرحيم

لعب الدومنة والطاولي في المقاهي

سماحة المرجع الديني سماحة الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله الوارف)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

انتشرت في الآونة الأخيرة في منطقتنا لعبة الدومينو أو ما تسمى بالشعبي (الدومنه) بحيث أصبحت شبه ظاهرة وهناك مقاهي تروّج لهذه اللعبة بداعي كسب الرزق وقد يذهب الشباب إلى تلك المقاهي للتفرّج وشرب الشاي فنحن نسأل:

1-        ما هو حكم هذه اللعبة (الدومنه) برهن أو من دون رهن؟

2-       ما حكم أخذ الأجرة من قبل صاحب المقهى؟

3-       ما حكم شرب الشاي في تلك المقهى المروجة لهكذا ألعاب؟

4-       ما هو تكليف المؤمنين في حال الحكم بالحرمة؟

5-       شيخنا نرجو نصيحتكم.

مجموعة من شباب ناحية جصان

 

بسمه تعالى

1-  ألعاب المغالبة ملحقة بالقمار حتى لو خلت من الرهان والجائزة للفائز، لقول الإمام الكاظم (عليه السلام) (النرد والشطرنج والأربعة عشر بمنزلة واحدة وكل وما قومر به فهو ميسر)[1] وهي محرّمة بالآيات القرآنية الكريمة والروايات الشريفة، قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ) (المائدة/90-91).

2-    يحرم أخذ الأجرة على الألعاب المحرمة وثمنها سحت يأكلها الآخذ في بطنه ناراً.

3-  الجلوس في مجالس أهل اللهو المحرّم –وإن لم يشاركهم اللعب- محرّم إلاّ إذا كان لردعهم عن المنكر، وقد حذّرت بعض الروايات من أن العذاب يعمّهم جميعاً، من حديث للإمام الصادق (عليه السلام) قال (من جلس على اللعب بها فقد تبوأ مقعده من النار وكان عيشه ذلك حسرة عليه في القيامة، وإياك ومجالسة اللاهي والمغرور بلعبها، فإنها من المجالس التي باء أهلها بسخط من الله، يتوقعونه في كل ساعة فيعمّك معهم).[2]

4-  واجبهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ورصد الانحرافات وتشخيصها ومعالجتها قبل استفحالها وأن لا يجاملوا ولا يداهنوا، ولكن عليهم أداء ذلك بالرفق واللين والدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، لأن التشنج وتحقير الآخر وإهانته تؤدي إلى عناده وتمرده.

5-  أنصح أولاً أصحاب المقاهي أن يتوّرعوا ولا يغريهم تحصيل شيء من المال لارتكاب المحرّمات الشرعية، فإنّ الله تعالى هو الرزّاق وسيعوّضهم، قال تعالى (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) (الطلاق/ 2-3) فليجنّبوا مقاهيهم المحرّمات، وليجهّز المقهى بما ينفع الزبائن كتشغيل جهاز التلفزيون على القنوات المفيدة والهادفة، ووضع الكتب والمجلات النافعة على المناضد ليدفع الزبائن إلى تقليبها ومطالعتها.

وأنصح اللاهين بهذه الألعاب أن لا يصرفوا عمرهم الثمين في ما هو محرّم ويكون وبالاً عليهم ويسبّب لهم العذاب الأليم، ولينشغلوا بدل اللعب المحرّم بأمور نافعة كالأعمال الاجتماعية المثمرة أو حل مشاكل الناس أو خدمتهم وقضاء حوائجهم أو صلة الأرحام أو التزاور أو حضور المجالس النافعة أو مناقشة قضايا المدينة والمجتمع، لتتحول المقاهي إلى منتديات ثقافية وأدبية واجتماعية، وأن لا يشغلهم كل ذلك عن المحافظة على الصلاة في أوقاتها في المساجد وصلوات الجماعة وسيجدون لذة ومتعة وسعادة في هذه الأجواء الصالحة أكثر مما يتوقعون حصوله في ممارسة هذه الألعاب والله ولي التوفيق.

 

 

محمد اليعقوبي

12 ج2 1435

12/4/2014

 



[1] وسائل الشيعة، كتاب التجارة، أبواب ما يكتسب به، باب104 ح1 أو باب 102 ح14، 15.

[2] (نفس المصدر) باب103 ح4.