قصيدة يومُ الطفوف

| |عدد القراءات : 1199
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

يومُ الطفوف[1]

دعْ الدمعَ يَنظِمُ نثرَ الكلامِ

 

وينثرُ شعراً بَديعَ النظامِ

وقطِّعْ فؤادكَ في بحرهِ

 

وزِنْهُ بُحبِّ الشهيدِ الامامِ

فَعولُ بقلبكَ يومُ الطفوفِ

 

كفعلِ الضُرِامِ بتلكَ الخيامِ

وطفلٍ غَذاه نبيُّ الهُدى

 

وزكّاهُ عن زَلََّةٍ أو أثامِ

يُثيرُ لأدمُعهِ دمعةٌ

 

ويبكي له بالدموعِ السُجامِ

ويحملهُ فوقَ أكتافهِ

 

صغيراً ويَبدأهُ بالسلامِ

ولمْ يَنجُ حتى أحبّاؤه

 

إذا ما شكى من سماعِ الملامِ

ويسكبُ في فمهِ عِلمَهُ

 

بريقٍ به الوحيُ أزكى مُدامِ

فينمو لأحمدَ ريحانَةٌ

 

سقتها السماءُ بروحِ التسامي

إلى أن غدا باسقاً غُصنهُ

 

يعانقُ زهرَ النجومِ بهامِ

رماهُ الزمانُ بفقدِ الرسولِ

 

بأوَّلِ ما نالهُ من سهام

وثَنّى بفقدِ الأبِ المرتضى

 

وفقدِ أخيهِ الزكيِّ الهُمامِ

ومنْ قبلُ هَزَّ الردى جُرحَهُ

 

فأفقدَهُ الأُمُّ والجرحُ دامِ

كذلكَ أضحى ومَنْ حَولَهُ

 

فلولُ الدُّجى جُنِّدت للزحامِ

فريداً يرى الدينَ في محنةٍ

 

ونخوةَ أتباعهِ بالرُغامِ

وجُنَّ جنونُ الفسادِ الذي

 

يَبثُّ العمى بعدَ حينِ التعامي

وأصبحَ ذكِرُ نبيِّ الهُدى

 

كأنَّ عليهِ مضى الفُ عامِ

وفي القصرِ عادَ أبو مِرَّةٍ

 

بصورةِ أشياخ بدرٍ يُرامِ

فثَمَّ الخمورُ وثَمَّ الفُجورُ

 

وليلُ الشرورِ وفَعلُ الحرامِ

وذي الجاهليةُ قد أقبلتْ

 

بقائدها الوالهِ المُستَهامِ

فَغَنّى لها كُلَّ أنغامِها

 

وزادَ عليها بغيرِ إحتشامِ

تظنُّ بموتِ نبيِّ الهُدى
فكانَ حُسينُ الفدا أحمداً

 

بأنَ الوغى قد خَلتْ من محامي
وكانَ علياً بسوحِ الصِدامِ

ولوَّنَ وجهَ الدُجى بالدِّما

 

فَصَوّحََ لونَ الدِما بالظلامِ

فثارَ وأصحابهُ حَولَهُ

 

نجومٌ تحفُّ ببدرٍ تمامِ

لديهِ من المُصطفى هِمَّةٌ

 

غَذاهُ بها قبلِ عَهدِ الفِطامِ

وَهيبةُ حيدرةٍ عِندَهُ

 

يُغنّيهِ عنها نَشيدُ الحُسامِ

فَزُفَّ الى الموتِ في فِتيَةٍ

 

أُباةٍ تُقاةٍ ثُقاةٍ كِرامِ

وهُم عندَ ربِّهم يُرزقونَ

 

بجناتِ عَدَنٍ وأزكى المقامِ

يَطوفونَ حولَ ابنَ بنتِ الرسولِ

 

طوافَ الحَجيجِ ببيتِ حرامِ

يُفَدُّونهُ بمُهاجِ القلوبِ

 

وفاءً له من جُفاةٍ لئامِ

ولمْ يجدوا مثلَ أرواحهِم

 

سياجاً لروح النبيِّ التُّهامي

ولمْ يشهدوا الخطبَ من بعدهم

 

وقلبُ النبيّ لدى الخطبِ دامِ

فريحانةُ المُصطفى قُطِّعتْ
يناديهمُ السِبطُ يا أُخوتاهُ

 

وماتت هُنالكَ والغُصنُ ضامِ
أما من نَصير لِدَفعِ الطُغامِ؟!

فما كان إلاّ جوابُ السيوفِ

 

تُقَطِّعَهُ إرباً بانتقامِ!

فيا عظَّمَ اللهُ أجرَ الرسولِ

 

وأجرَ البتولِ وحامي الذِمامِ

حديثُ الطفوفِ حديثً العيونِ

 

يُترجمُ خطبَ الأُباةِ العِظامِ

حديثٌ القلوبِ التي لم تزلْ

 

تُعانيهِ في حسرةٍ أو سُقامِ

حديثُ الرضيعِ صريعِ الضما

 

سقاهُ العِدا من دّمِ بالسهامِ

حديثُ الخيامِ ونارُ الخيام

 

كَوَتْ كُلَّ قلبٍ بنارِ الخيام

حديثٌ لرأسِ الحسينِ الذي

 

يُطافُ به في بلادِ الأنامِ

حديثُ الحرائرِ  تُسبى الى

 

قُصورِ لعينٍ بأرضِ الشامِ

حديثُ الرسالةِ في محنةٍ

 

تُصارعُ ليلاً خَفورَ الذِمامِ

حديثُ الدموعِ ومن دونِهِ

 

بَناتُ القوافي ونَثرُ الكلامِ

فيا قلبُ إمّا ذكرتُ الحسين

 

فَنُح بالبكاءِ كنوحِ الحَمامِ

وليسَ كثيراً إذا ما قَضَيت

 

فقد قوَّضَ الدهرُ صَرحَ الكرامٍ

ويا زائراً كربلاء الحُسينِ

 

ألا بَلِّغ السِّبط أزكى السلامِ

ورَتِّلْ هُناكَ نشيدَ الفِدا

 

ولا تخشَ في الحُبِّ لومَ اللئامِ

ويا آيةَ اللهِ هَبني إصطباراً

 

فيومُ الحسينِ أَقضَّ منامي

وأَجَّجَ في القلبِ أحزانَهُ

 

بما نالهُ من عظيمِ السِهامِ

فَقُمْ يا أبَن يَعقوبَ قُمْ نَبكِهِ

 

فَجدُّكَ أبكى عُيونَ الأنامِ

وقد كان جَدُّك ينعى الحسينَ

 

بقولٍ بليغٍ وخيرِ الكلامِ

عرفناكَ تَعشِقُ سِبطَ النبيِّ

 

وشِبلَ عليٍّ بأقصى الهِيامِ

عرفناكَ تَهزءُ بالمُبطلينَ

 

وتعلو كما الشُّهْبُ فوقَ الغَمامِ

عرفناكَ بدراً بدُنيا الهُدى

 

مُنيراً تشُقُّ سُدوفَ الظلامِ

عرفناكَ تأسى ليومِ البتولِ
 

 

وما نالها من طُغامٍ لِئامِ!

قدمتُ أُعزيكَ يا شيخنا

 

وفيكَ نُعزّي نبيَّ الأنامِ

هو اللهُ يَرعاكَ في عينهِ

 

أيا منْ بشَخصِكَ حِفظُ الذِّمامِ

ودُمْ مَعْلماً في طريقِ الفِداءِ

 

ومِثلُكَ للدينِ أمضى حُسامِ

 

 



[1] - كانت مقطوعة لا تتجاوز  عشرين بيتاً القاها الشاعر الاديب السيد عبد الامير جمال الدين في مكتب سماحة المرجع اليعقوبي (دام ظله) بحضور عدد من الوفود والزوار بينهم جمع كبير من اطباء الاختصاص واساتذة كلية الطب والصيدلة من عدة مُدن يوم 14/محرم الحرام/1436 الموافق 8/11/2014، ثم زاد عليها بما جادت قريحته فجزاه الله خير جزاء المحسنين.