انا العراق

| |عدد القراءات : 1155
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

انا العراق[1]

 

الحـقُّ نهجـي والســــلامُ أسـاسـي

 

والعدلُ سيفي والتُّقى مِتْراسي

والمجدُ ثـوبـي والمكـــارمُ لامَتِـي

 

والفخرُ إرْثِـي والفـداءُ مِرَاسـي

أنـا روضة الأطهارِ مهبطُ وحْيِهِم

 

ومحـاطُ بالأوثــانِ والأرجـاسِ

أنــا آيــة التـطهيـرِ روحُ قـداســةٍ

 

أنـَّـى أقــــاسُ بحـفـنـةٍ أنجــاسِ

أنـا تاجُ رأسِ العُرْبِ ضادُ لسانِهِم

 

ويُشَـرِّفُ الأفــواهُ لَـثـْمُ مداسـي

علَّـمْتُ أُمِّيـْيـِنَ حـــرفَ هجــائِهـِم

 

كسروا الدواةَ ومزَّقوا قرطاسي

وبكوفتـي أو بصرتـي قـد عُلِّـمُـوا

 

وتعلَّمُوا الإعـرابَ من كُـرَّاسي

وأموتُ كمْداً حين يحزنُ أخـوتــي

 

وأراهُـمُ فرحين حين أُقـــــاسـي

كـم صنتُ أعراضــاً لــكم وهتكتُمُ

 

شتـَّـانَ بـيـن قيــاسِكُم وقيــاسي

طبعي الأمـــانة والخيـــانة طبعُكُم

 

أيُـسَـــامُ درٌّ فــــاخِـرٌ بنُحـــاسِ

وسختْ نفـوسٌ حيـن شحَّتْ أنفـسٌ

 

فـالفحمُ لا يــرقـى لنبلِ المـــاسِ

ولِبـــَاسُ ذلٍّ مــــا يَطِيْبُ لِبـَــاسُكُم

 

ولِبـــَاسُ عزٍّ مَــا ادْلَهَمَّ لِبــَاسي

لـم تكسِبُوا مـن زيـفِ دينِكُمُ سـوى

 

عَقْل ٍ ظَـلامِــيٍّ وقلبٍ قــــاسـي

قهــرٍ وتهجيـــرٍ وهـدمِ صَــوامِـــعٍ

 

بـل هَتْكِ أعراضٍ وقتلِ أُنـَــاسِ

مـــا هـزَّني مَكْرٌ كمَكْرِ خِيــَــانـَــةٍ

 

و وِشَــايَةٍ مــن كــاذِبٍ دَسَّــاسِ

في الظَّهْرِ يَطْعَنُنِي ويَصْرُخُ لاهِفَاً

 

ويَحُـزُّ نَحْـرِي بَعْدَ ذاك يُوَاسـي

أصْحُو على الأشلاءِ وَسْطَ شَوَارِعِي

 

وعلى عَـوِيْلِ الثَّـاكِلاتِ أُمَـاسي

هـــــذا بـعبــــــاسٍ وتـلـك بـزينبٍ

 

وهــذا بعبـدِ اللهِ صِرْتُ أُوَاسـي

فـالبغيُ بغيٌ داعِشِـيَّ الإســــــمِ أم

 

بَعْثـِـيَّ أم أَمـَـــوِيَّ أم عَبـَّـاسـِـي

مـــن كُـــلِّ زانيـةٍ أتَيـتـُم بــابْنِهـــا

 

يحدُو ابنَ حيضٍ جاءَ وابنَ نَفَاسِ

فَرَكَسْتُمُ فـي وَحْلِ عـــارِ فِـعَــالِكُمْ

 

وأنـــا بِشُطْــآنِ الكـــرامــةِ راسـي

فــردٌ ومُثخنُ بـالجـِــرَاحِ مُضَـرَّجٌ

 

مُلـقـىً ويُـرْعِبُكُم لظــى أنـفــاسـي

لـي قـلبُ أشــرقتْ الحيــاةُ بنُـورِهِ

 

سيُنِيْرُ دَرْبـِـي إنْ سُـلِبْتُ حَـوَاسـي

لمَّـا رأيتُ المــــالَ أفـسدَ جِيْرَتـِـي

 

أعلنتُ مـن فـرطِ الغِنَى إفـــلاسي

لـم يصنعِ النِّفطُ اللـعينُ حضارتـي

 

بل كــان بـــابَ مصائبٍ ومـآســي

أنــا غـايتي كُبْرَى بحجمِ رسـالتي

 

خيـــرٌ لـكــلِّ الخلـقِ والأجْنـَـــاسِ

إنْ نــاحَ نــاعٍ لـلحسيــن بمــأتمي

 

فـاضَتْ دُمُـوعُ الحُـزنِ فـي قداسي

وتـأنُّ من ألــمِ المُصَــابِ مـَـآذِنِـي

 

إنْ هــزَّ كــيدُ مكـفِّــرٍ أجْــــرَاســي

لم يـسـرقِ الغُرَبـَـاء قــوتَ أحبتـي

 

بـل مـن أتـوا لمنـاصبٍ وكـراسي

وأبــاحَ لـلإرهـــابِ سَفْكَ دِمَـــائِهِم

 

خُـذلانُ مسـؤولٍ وغَـدْرُ سِيـَاســـي

فشــريعة الــرحمنِ مُـْذ أنْ عُطِّلَتْ

 

مـن مُـدَّعٍ للــدِّيــــــنِ والإحســـاسِ

كعقـوبــةِ الإعــدامِ وهـي شريعــةٌ

 

إذ راغَ عن إقــرارِهــــا حُــرَّاسـي

جرَّتْ عليَّ النــائِبـَـــــاتِ وجرَّأتْ

 

من كــان يحذرُ سَطْوَتِي وحَمَـاسي

واستفحلتْ أنثى وصــالَ بسـاحتي

 

من كــان يَسْلُحُ من أزيزِ عُطَــاسي

أنــا قــــامـةٌ شمَّــــاءُ لا تتطــاولـوا

 

هيهـاتَ أن تَصِلوا لعُشْــرِ مَقَــاسي

إنـــي العــراقُ إذا ذُكِرْتُ فسُجَّــداً

 

قَعُـوا يــا بني الوَسْـوَاسِ والخناسِ

سَيَخِيْبُ مـن رامَ اسْتِبَـاحةَ حُرْمَتِي

 

وسَيَضْرِبُ الأخْمَــــــاسَ للأسْدَاسِ

وأضَلُّ رَغْمَ الدَّهْـرِ فَجْـرَ حضارةٍ

 

وتَضَـلُّ أرْضِــي كـعْبَـةَ الأقـْـدَاسِ

أرنُـو لِـمَـقْـدَمِ مُـنْـقِــــذٍ ومُـخَـلِّص ٍ

 

فــي حُكْمِ دَوْلَتِــهِ الأنَـــامُ سَـوَاسي

ويَـــزُوْلُ مُلْكُكُمُ وتَخْلُــدُ سِيْرَتـِــي

 

فـالـرَّمْلُ غَــوْرٌ والجِبَــالُ رَوَاسي

 

 



[1] قصيدة للأديب علي خصاف نظمها بعد هجوم خوارج العصر من ارهابيي داعش مدعومين من دول عديدة وقد القاها في مكتب سماحة المرجع اليعقوبي يوم 10/ذح/1435 المصادف 5/10/2014