الزيارة الأربعينية مظهرٌ لعزة أهل البيت (عليهم السلام) وانتصارهم وفضيلتهم

| |عدد القراءات : 2328
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

بسمه تعالى
الزيارة الأربعينية مظهرٌ لعزة أهل البيت (عليهم السلام) وانتصارهم وفضيلتهم

نقل السيد القنصل العام للجمهورية الإسلامية الإيرانية في النجف الأشرف وسماحة المشرف على بعثة منظمة الحج والزيارة الإيرانية في العراق كلا على انفراد الى سماحة المرجع الديني الشيخ اليعقوبي([1]) (دام ظلّه) شكر وثناء الجمهورية الاسلامية مرجعية وحكومة وشعبا على كرم الضيافة وحسن الإدارة التي أبداها الشعب العراقي طيلة أيام توافد الزوّار ومكثهم لإحياء مراسم الزيارة الأربعينية المباركة، وقد تجاوز عدد الإيرانيين المليونين فيما بلغ عدد زوار الدول الذين يمرّون عبر إيران مثل (أفغانستان والهند والباكستان واذربيجان وغيرها) مئات الالاف وانه لو لا ما قام به العراقيون من نصب مواكب الخدمة على طول الطريق وفي المدن وفتح دورهم الخاصة لما أمكن إيواء هذه الملايين وإخراج المناسبة بهذه الصورة الباهرة ولازالت ذكريات أيام الزيارة عالقة في أذهان الزوار الإيرانيين، وأثنى السيد القنصل على دور المرجعية الدينية في توجيه الناس وترشيد عملهم ليخرج العمل بهذا الشكل المتقن.
وذكر سماحة المرجع الديني الشيخ اليعقوبي (دام ظله) في حديثه أن هذه الزيارة المليونية تحولت الى مظهر من مظاهر العزّة والنصر والكرامة والفضيلة والولاية لأهل البيت (عليهم السلام) ولأتباعهم الموالين، وكأن الله تعالى عوّض بها عمّا أراده وخطّط له من ثمرات موسم الحج، ففي رواية صحيحة عن زرارة عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: (إنما أمر الناس أن يأتوا هذه الأحجار فيطوفوا بها ثم يأتونا فيخبرونا بولايتهم ويعرضوا علينا نصرهم) وفي رواية صحيحة عن عبد الله بن سنان عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال:(قلت له أن ذريحا المحاربيّ حدّثني عنك أنك قلت في قول الله عزّ وجل (ثمّ ليقْضوا تفثهمْ): التفث لقاء الإمام (وليوفوا نذورهم) تلك المناسك، قال (عليه السلام): صدق ذريح وصدقت، إن للقران ظاهرا وباطنا، ومن يحتمل ما يحتمله ذريح)([2])
لكن الحرمين الشريفين وقعا في أيدي لا تؤمن بولاية أهل البيت (عليهم السلام) ففقد الحجّ هذه الثمرة العظيمة التي تمثل روحه ومضمونه الأكمل، وهنا تدّخلت الإرادة الإلهية لتعوّض الائمة الأطهار (صلوات الله عليهم اجمعين) وشيعتهم بهذه الزيارات المليونية المباركة لتتحقق تلك البيعة العظيمة، ولتعطينا فكرة عن البيعة والنصرة والتعبئة التي ستتحقق عند إعلان الإمام المهدي الموعود (عليه السلام) دعوته المباركة.
ويظهر من التاريخ أن هذا الربط بين زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) والحجّ كان معروفا لدى الناس من لدن عصر المعصومين (عليهم السلام) ويعرفه حتى غير الموالين لهم (عليهم السلام) ويسمون خصوص الزيارة الشعبانية بالحجّ، ففي زمان الإمام الهادي (عليه السلام) روي أن المتوكل العباسي طلب إحدى مغنياته الأثيرات، فقيل له: أنها ذهبت الى الحج، فاستغرب هذا الزمان لأن الزمان – وهو شعبان- ليس موسم الحج فسألهم عن معنى هذا فقيل له: أنها ذهبتْ لتزور الحسين (عليه السلام) في كربلاء، فاشتد غضب المتوكل وحسده وهو يرى نفحات الأمام الحسين (عليه السلام) تغزوه في عقر داره وأمر بهدم المرقد الحسيني الطاهر ومحو ما حوله لتتحوّل الى أرضٍ جرداء.
لقد جسّد الزوار في هذه المناسبة الكثير من المبادئ والأخلاق الإسلامية ومنها قوله تعالى: (أشدّاء على الكفّار رحماء بيْنهمْ) (الفتح/29) فقد حملوا الى العالم كلّه هاتين الرسالتين بما أظهروه من مودة ومحبة وتضحية وخدمة متفانية فيما بينهم بشكل لا نظير له إلا في عصر صدر الرسالة الإسلامية وفي يوم عاشوراء، والرسالة الثانية: رصّ الصفوف بشجاعة وصبر ووعي لمواجهة الأعداء والمؤامرات التي تستهدف وحدتهم وهويتهم وحريتهم وكرامتهم وأنهم معسكر المقاومة حقا لما يدبره شياطين الإنس والجنّ وأذنابهم من الحاقدين والجهلة والمتعصبين     .
وعلى صعيد آخر أبدى الضيف الزائر([3]) أسفه وقلقه من التدخل التركي في شمال العراق وما يتعرض له أتباع أهل البيت (عليهم السلام) من ظلم واضطهاد وقتل في العديد من البلدان، وآخرها ما حصل في الاسبوع الماضي من اعتداء مسلح في أذربيجان وللزعيم الشيعي في نيجيريا إبراهيم الزكزاكي فأصيب بجراح وقتل وجرح العشرات من الموالين.
وعبّر سماحة المرجع اليعقوبي (دام ظله) عن أسفه وهو يتابع هذه الأخبار المؤلمة لما آل اليه حال المسلمين وتسخير مليارات البترودولار لإشعال الفتن والحروب وقتل الأبرياء ودعم جماعات التكفير والإرهاب التي تشوه صورة الإسلام، بينما يعيش الصهاينة في أمن وأمان، وفي نيجيريا نفسها تعيث جماعة (بوكوحرام) فسادا من دون رادع حقيقي بينما تتعرض مسيرة لناس عزل مسالمين يحيون شعيرة الأربعين وذكرى وفاة الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) الى هجوم وإطلاق نار من قبل الجيش النيجيري تنفيذا لمخططات أعداء أهل البيت، ويهان الشيخ الجليل الزكزاكي ويعذّب ويجرح      .
لكننا – والكلام لسماحة المرجع- نعتبر هذا التصعيد في استهداف أتباع أهل البيت (عليهم السلام) دليلا على ازدهار هذه المدرسة واتساعها وانتشارها في بلاد العالم مما أرعب أعداءهم العاجزين الخاوين الى محاولة إيقاف المدّ بهذه الجرائم الشنيعة.
كالذي يحصل في العراق حينما عجزوا عن إعادة عقارب الزمن الى عهد الظلم والدكتاتورية والاستبداد وإقصاء الأكثرية انتقلوا الى الخطة (ب) وهي محاولة تقسيم العراق ليحكموا بعضه، وما هي إلا أوهام وأحلام اليقظة، بددّها الأبطال المجاهدون الذين لبّوا النداء وذهبوا مبادرين الى سوح الوغى مستلهمين الدروس من الإمام الحسين (عليه السلام) فطوبى لهم وشكر الله سعيهم ونصرهم وثبت أقدامهم    .
إن الأساس المتين الذي نستند اليه في هذه المواجهة هي وحدتنا وإخلاصنا والالتفات الى المصالح العليا والمبادئ الأساسية والأهداف المصيرية ونبذ الصراعات الجانبية والأنانية.

 

 



[1]  (تاريخ اللقاء 4/ع1/1437 المصادف 16/12/2015 و 14/ع1/1437 المصادف 26/12/2015

[2] ) وسائل الشيعة: 10/252 كتاب الحج، ابواب المزار وما يناسبه، باب 2 ح1،ح2

[3] ) السيد القنصل العام للجمهورية الإسلامية الإيرانية