الاذن للمؤمنين في الخليج بتوزيع حقوقهم الشرعية

| |عدد القراءات : 2406
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

بسمه تعالى

الاذن للمؤمنين في الخليج بتوزيع حقوقهم الشرعية

بلغنا ان بعض حكومات دول الخليج تحاسب مواطنيها على إيصال الحقوق الشرعية الى مراجع تقليدهم خارج تلك الممالك في النجف الاشرف او قم المقدسة أو غيرهما، ونحن إذ نرفض هذا التدخل في الأمور الشخصية للناس خصوصاً فيما يتعلق بعقائدهم الدينية وأداء تكاليفهم الشرعية لأنه من أشنع التجاوزات على حقوق الانسان وحرياته الشخصية.

فأننا نلفت نظر أحبتنا المؤمنين (زادهم الله شرفاً) في تلك الدول والممالك الى أن الاصلح لهم شرعاً والاقرب الى رضا الله تبارك وتعالى والاوفق بسيرة الأئمة المعصومين (عليهم السلام) أن ينفقوا حقوقهم الشرعية في بلدانهم لتزويج الشباب المؤمنين وتهيئة السكن لهم ومساعدة المحتاجين في أمورهم المعاشية ومعالجة مرضاهم ونشر علوم ومعارف أهل البيت (عليهم السلام) بمساعدة علماء الدين الأفاضل والثقات لتعيين موارد الصرف وقد علمت من بعضهم ان مثل هذه الحالات كثيرة خصوصاً في مملكتي البحرين والسعودية، وبحسب مستوى الوعي والبصيرة الذي وصلت اليه مجتمعاتنا المؤمنة فان دافعي الحقوق الشرعية مؤتمنون على إنفاقها في الموارد التي أوصى بها الأئمة (عليهم السلام) وهي رعاية ايتام آل محمد (صلوات الله عليهم أجمعين) المنقطعين عن إمامهم مادياً ومعنوياً وتقويتهم وإعانتهم وعدم التأثر بأعداء الله تعالى واعداء أهل البيت (عليهم السلام) الذين يبذلون بسخاء وينشطون في سعيهم لإنجاح مشاريعهم الخبيثة (وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (التوبة:32).

إن هذه الرخصة بتوزيع الحقوق الشرعية لا تختص بمن يرجع اليَّ بالتقليد -  وقد أبلغت وكلائي وثقاتي في تلك البلدان منذ مدة بها ووجهتهم بعدم إيصالها اليَّ في النجف الاشرف - وإنما هي رخصة شاملة لكل المؤمنين، لان جميع المجتهدين العدول وكلاء للإمام المهدي (عليه السلام) ولهم صلاحية إصدار الاذن بالتصرف ولا يختص الاذن بمرجع التقليد بحسب مفاد الأدلة الموجودة، ومن الظريف ما يستأنس منه ذلك الرواية الصحيحة ذات السند الأعلائي التي رواها الصالح الثبت الشيخ عباس القمي (قدس سره) في مفاتيح الجنان عن شيخه الميرزا حسين النوري في كتاب (جنة المأوى والنجم الثاقب) عن الحاج علي البغدادي الذي وصفه بالسعيد الصالح والصفي المتقي عمّن تشير القرائن المطمئنة الى انه الامام المهدي (عليه السلام) أو على الاقل من ينطق عنه من خاصته وقال: (إنه لو لم يكن في هذا الكتاب سوى هذه القصة المتقنة الصحيحة الحاوية على فوائد جمّة الحادثة في عصرنا لكفاه شرفاً ونفساً) وعرض فيها الحاج البغدادي انه أوصل شيئاً من الحقوق الشرعية الى عدد من المجتهدين العظام، فتبسم (عليه السلام) في وجهه وقال (نعم قد أبلغت شطراً من حقنا الى وكلائنا في النجف الاشرف، فقلت: هل قُبل ما أدّيته ؟ قال : نعم)([1]).

أأمل من اخواني المؤمنين أن يتصرفوا بحكمة وبصيرة ووعي كما قال تعالى (وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ) (الحاقة:12) ويحتاطوا في صرف أموالهم تحت والله المستعان وهو نعم المولى ونعم النصير.

 

                                                                                         محمد اليعقوبي – النجف الاشرف

                                                                                    12/صفر/1438 الموافق 13/11/2016

 

 



[1] ) مفاتيح الجنان: 798 الفصل الثامن في زيارة الامامين الكاظمين (عليهم السلام).