موقف السيدة الزهراء (عليها السلام) دليل على إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام)
بسمه تعالى
موقف السيدة الزهراء (عليها السلام) دليل على إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام)[1]
إن موقف السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الانقلاب الذي حصل بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وإظهارها لرفضها وغضبها مما حصل له دلالات عديدة، نسجّل هنا واحدة من تلك الدلالات على إمامة أميرالمؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كما يعتقده اتباع أهل البيت (عليهم السلام)، ويتكون الدليل من عدة مقدمات:
1- ورد في الحديث النبوي الشريف المشهور لدى عموم المسلمين (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة الجاهلية)[2].
2- إن فاطمة الزهراء من أهل البيت (عليهم السلام) الذين طهرهم الله تعالى من كل دنس ورجس[3] في قوله تعالى (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (الأحزاب:33).
3- ان السيدة الزهراء (عليها السلام) رفضت بيعة السقيفة وغضبت على من أقصى علياً (عليه السلام) عن الخلاّفة وخرجت إلى المسجد وخطبت امام جمع المهاجرين والانصار لتثيّبت موقفها هذا ودعتهم إلى إعادة الحق إلى أهله حتى لحقت بأبيها (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد بضعة أشهر.
والنتيجة: انه لا يستطيع أحد أن يقول ان السيدة الزهراء (عليها السلام) ماتت على الجاهلية وإنها لم تعرف الامام الحق لأنه خلاف ما نصَّ عليه القرآن الكريم، من تطهيرها من كل رجس ومنه رجس الجاهلية، فلابد من الإذعان بانها عرفت امام زمانها ومضت على يقين بإمامة علي بن ابي طالب كما أعلنت الزهراء (عليها السلام) وآمنت به وعرّفته للأمة.
ومثل هذه الأدلة الوجدانية واليقينية نستطيع توفيرها لتثبيت العقائد الحقة وردّ الشكوك والشبهات حولها وعلى المجتمع ــ خصوصاً النخب الشبابية والمثقفة ــ المطالعة والمتابعة لمعرفتها لأن العقيدة هي الأساس في حياة الانسان وهي المحرّكة له، فان كانت سليمة كان ما يصدر منه من أفعال صالحاً مستقيماً بإذن الله تعالى.
[1] - من حديث سماحة المرجع الديني الشيخ اليعقوبي (دام ظله) مع طلبة مدرسة قرآنية في العمارة يوم الأربعاء 20 / الجمادي الأولى / 1439 المصادف 7 / 2 / 2018
[2] - كمال الدين وتمام النعمة - الشيخ الصدوق - ص 409 - 410 / كتاب السنة: لعمرو بن أبي عاصم ص 489/ الجواهر المضيئة: للملا علي القاري الحنفي
[3] - مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٤٧/ السيوطي: في الدر المنثور، في ذيل تفسير آية التطهير/ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ٦ ص ٢٩٦