التشيع لأهل البيت (عليهم السلام): امتيازات واستحقاقات
بسمه تعالى
التشيع لأهل البيت (عليهم السلام): امتيازات واستحقاقات
وردت روايات كثيرة في فضل التشيع لأهل البيت (عليهم السلام) منها ما في كتاب عيون أخبار الرضا (عليه السلام) للشيخ الصدوق (رضوان الله تعالى عليه) بسنده عن الامام الرضا (عليه السلام) (عن ابيه موسى بن جعفر (عليهما السلام) قال: كان قوم من خواص الصادق (عليه السلام) جلوساً بحضرته في ليلة مقمرة مصحية فقالوا: يا بن رسول الله ما أحسن اديم هذه السماء وأنوار هذه النجوم والكواكب! فقال الصادق (عليه السلام): إنكم لتقولون هذا وإن المدبّرات الأربعة جبرائيل وميكائيل واسرافيل وملك الموت عليهم السلام ينظرون إلى الأرض فيرونكم واخوانكم في اقطار الأرض ونوركم إلى السماوات وإليهم أحسن من أنوار هذه الكواكب وأنهم ليقولون كما تقولون ما أحسن أنوار هؤلاء المؤمنين)[1].
فبيوت الموالين لأهل البيت (عليهم السلام) تبدو كالكواكب والاقمار المنيرة لأهل السماوات عندما ينظرون إلى الأرض، وهذه الأنوار لا تسطع لمجرد أن اهل هذه البيوت موالون ومحبّون لأهل البيت عليهم السلام بل لأنها عامرة بذكر الله تعالى وبالصلوات وتلاوة القرآن وسائر الاعمال الصالحة كما ورد في الحديث الشريف عن النبي (صلى الله عليه وآله) (نوروا بيوتكم بتلاوة القرآن فإن البيت اذا كثر فيه تلاوة القرآن كثر خيره واتسع اهله واضاء لأهل السماء كما تضيئ نجوم السماء لأهل الدنيا)[2] .
اردت بهذا التوضيح التنبيه إلى عدم صحة النظر إلى الامتيازات الممنوحة لشيعة أهل البيت (عليهم السلام) من هذا الجانب فقط من دون النظر إليها من جانب الاستحقاقات أيضاً فتلك مقابل هذه، والروايات الشريفة حافلة بهذا المعنى، خذوا مثلاً ما رواه الشيخ الصدوق بسنده عن نجم عن أبي جعفر (عليه السلام) قال لي: (يا نجم كلكم في الجنة معنا، الا انه ما أقبح بالرجل منكم أن يدخل الجنة قد هتك ستره وبدت عورته، قال: قلت له: جعلت فداك وإن ذلك لكائن؟ قال: نعم، إن لم يحفظ فرجه وبطنه)[3] .
تصوروا هذا المنظر القبيح الذي يمكن أن يظهر بيه الموالي مع صدور القرار الكريم بدخوله الجنة لكنه فضح نفسه حيث لم يحفظ فرجه وبطنه فبدت صورته الواقعية التي ترسمها أعماله في الدنيا (يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ) (الطارق:9).
وعفة الفرج لها مديات واسعة تشمل اجتناب النظرة المحرمة والعلاقة غير المشروعة والكلام الفاحش والخلوة المحرمة وسائر التصرفات المنهي عنها، وقد ورد في اول خطوة منها عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) (لكل عضو حظ من الزنا وزنا العين النظر)[4] .
وعفة البطن أيضاً لها مدى واسع فتشمل اجتناب الطعام غير الشرعي كالمحرم في نفسه مثل الخمر والخنزير أو بالعارض كاللحم غير المذكى على الطريقة الإسلامية أو المشتمل على شحوم أو جيلاتين حيواني من دولة غير مسلمة أو الذي يعدّه الكفار يباشرونه بأيديهم، ويصل إلى اجتناب الكسب المحرّم والطرق غير المشروعة للحصول على المال فانه يدخل إلى بطنه لقمة الحرام.
[1] - عيون اخبار الرضا:1/5
[2] - الكافي: 2 / 610 ح 1 ، بحار الأنوار: 92 / 200 ح 17
[3] - الخصال: 23 (أبواب الواحد ح 88)
[4] - جامع الأخبار : 408 / 1129