(الافتراء على العلماء ومحاولة تسقيطهم) مؤامرة خبيثة

| |عدد القراءات : 189
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

(الافتراء على العلماء ومحاولة تسقيطهم)

 مؤامرة خبيثة

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 سماحة المرجع الديني آية الله الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله)

 

هناك شريحة مهمة من المجتمع - من الشباب خصوصاً - يستحلون سب وشتم وتناول الاعراض للرموز الدينية في الحوزة، والحجّة الشرعية لهم في ذلك هو ان بعض المراجع قاموا بذلك .

 

 هذه انتكاسة خطيرة في حالة الامة ان يقع شبابها فريسة هذه المؤامرة التي دبّرها اعداء الاسلام ومذهب أهل البيت (عليهم السلام) فقد وجدوا ان قوة هذه المذهب بصمود كيان المرجعية وعدم خضوعه للسلطات الظالمة ونزاهته وهيبته في نفوس المؤمنين وقوة مفعول كلمته فعملوا على تشتيت شمل الامة بينها وقتل رموزها وقادتها وعلمائها الا انهم وجدوا ان ذلك ادى الى عكس ما يشتهون اذ وحّد الامة وراء قيادة مرجعيتها وعظّم مكانة المرجعية - بتزايد تضحياتها - في قلوب الناس وصنعوا منهم ابطالاً حقيقيين ورموزاً تستلهم الامة منهم روح التضحية والفداء والاصرار على التمسك بطريق الحق فالتجأ الاعداء الى خطة اخبث تنطلي على السذج والجهلة والعاطفيين وذلك بقتل العلماء والقادة معنوياً من خلال تسقيطهم وتشويه صورهم وتتبع اخطائهم والافتراء عليهم والقاء الخلاف بين اتباعهم وبذلك يفقدون تلك القدسية والهيبة التي يخشاها الاعداء من اولياء الله التي دفعت هارون العباسي الذي يملك شرق الارض وغربها الى قتل الامام الكاظم (عليه السلام) الذي لم يكن عنده حينما داهموا بيته الا سجادة لصلاته ومصحفاً ومطهرة .

 

إني اهيب بالمؤمنين خصوصاً الشباب الذين هم امل الامة ان لا ينزلقوا في هذه المؤامرة الخبيثة وان يعرفوا لعلمائهم قدرهم وان يقدروا لهم فضلهم وجهدهم وصبرهم ونزاهتهم واستقامتهم وعدم خضوعهم للطغاة وان لا يسبقوهم بقول او فعل وان لا يتخلفوا عنهم ولا يكونوا العوبة بيد الاعداء ينفذون بهم مآربهم من غير فائدة يجنونها سوى خسران الدنيا والآخرة وليتأدبوا باخلاق الاسلام وسيرة النبي (صلى الله عليه وآله) والائمة الهداة المهديين (عليهم السلام) وليفكروا في عاقبة فعلهم هذا فان اتباع كل جهة اذا ساهموا في تسقيط غيرهم فالنتيجة سقوط الجميع وبقاء الامة بلا راعٍ، وعليهم ان يراجعوا تاريخ مذهب اهل البيت (عليهم السلام) ليجدوا ان المرجعية على اختلاف توجهاتها كانت عبر التاريخ الحصن الحصين الذي حرس المذهب ودلّ الناس على ما يبرئ ذممهم امام الله وثبّت الايمان في قلوبهم وحفظ تعاليم الدين سليمة حية رغم مرور اكثر من الف سنة على غيبة الامام (عليه السلام) .

 

نعم، عليهم ان يجروا الفحص الكامل عمّن يتبعونه فاذا لمسوا منه الاجتهاد والورع والاستقامة فليتبعوه وليس لهم ان ينصبوا انفسهم قيّمين على علمائهم يعلمونهم كيف يتصرفون فليس عند الناس علم العلماء ولا حكمتهم ولا خبرتهم في الحياة ولا سعة رؤيتهم ولا كفاءة مستشاريهم ولا تثبتهم في الامور ولا رحمتهم الواسعة بالناس ولا نظرتهم الثاقبة في عواقب الامور ولا شجاعتهم.

 

لقد ورد الحديث الشريف : (إن حرمة المؤمن عند الله اشد من الكعبة) وتصبح هذه الحرمة أأكد عندما يتعلق الامر بالعلماء لأن (مداد العلماء خير من دماء الشهداء) فهل يرضى مسلم بإهانة الكعبة وانتهاك قدسيتها ؟ ان منزلة المؤمن عند الله اعلى من الكعبة.

 

وورد في حديث آخر (من روى على أخيه المؤمن رواية يبتغي بها شينه وهدم مروّته وليسقطه في اعين الناس أخرجه الله من ولايته الى ولاية الشيطان فلا يقبله الشيطان) فهل يعلم هؤلاء الخائضون في ذم العلماء وتسقيطهم والافتراء عليهم وتشويه سمعتهم انهم بذلك يخرجون من ولاية الله تبارك وتعالى ويدخلون ولاية الشيطان (فبئس القرين) والانكى من ذلك ان الشيطان اللعين لا يقبلهم في ولايته لخساستهم.

 

اعيذكم واعيذ نفسي بالله العلي العظيم من شياطين الجن والانس ان الشيطان للانسان عدو مبين فاحذروه.

 

 

 

محمد اليعقوبي  

 

 18 شعبان 1425 هـ