البيت العراقي الآمن لرعاية الأيتام

| |عدد القراءات : 208
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

بسم الله الرحمن الرحيم

 

البيت العراقي الآمن لرعاية الأيتام

 

 لا يتابع الكثيرون نشرات الاخبار ولا يولونها الاهتمام الكافي، واذا تابعها بعضُ فللاطلاع والتعرف، اما الرسالي المخلص الحريص على وطنه وشعبه فيسمعها و يتابعها ليتحمل مسؤوليتها ويقوم بما يمليه عليه واجبه الشرعي والوطني والإنساني وكأنه هو دون غيره المخاطب به.

 

اذكر هذه المقدمة بعد ان شدَّ انتباهي التقرير الذي عرضته فضائية (الحرة ـ عراق) في ساعتها الإخبارية عن العراق يوم الثلاثاء 25/شوال/1428 المصادف 6/11/2007 وتحدث فيه مراسلها عن (البيت العراقي الآمن لرعاية الأيتام) في مدينة الصدر الذي تكفل برعاية حوالي (30) يتيماً من مختلف مدن العراق  فقدوا أبائهم وأمهاتهم وذويهم في عمليات الإرهاب  الأعمى ومنهم من شاهد مصرع أبويه وهو أبن بضع سنوات، وقيّض الله تبارك وتعالى لهم هذه الايدي الرحيمة التي تولّت رعايتهم تطوعاً قربة الى الله تبارك وتعالى،ولم يقف هؤلاء الشرفاء عند حدود الرعاية والتربية وتوفير الاحتياجات بمقدار المتيَّسر لهولاء الايتام بل نجحوا في تفجير طاقاتهم وابداعهم حيث ظهرت مواهبهم في مَجالات عديدة وأنا إذ أسجل شكري واحترامي وإجلالي للقائمين على هذا المشروع، ولكل من يساهم في دعمهم وإنجاح عملهم،فأنني أشيد بجهاد وجهود كل المراسلين الذين يبحثون عن هؤلاء الجنود المجهولين ويشخصون مواطن الشكر كما يسجلَّون مواطن التقصير والخلل لا للانتقاص من اصحابها بل لتصحيح المسار وإصلاح الخلل ولكن الذي راعني في وسط كل هذه المشاعر الإنسانية النبيلة هو ما قاله احد المشرفين لما سُئِل عن المعوقات في عملهم فأجاب انه حرمان هؤلاء المبدعين من الوثائق الرسمية بما فيها هوية الأحوال المدنية وقد طرقوا أبواب كل الجهات المعنية ولم ينجحوا بسبب الروتين الإداري القاتل ،خصوصاً حينما يحرم هؤلاء ـ الذين يجب على الجميع تكريمهم ـ من ابسط حقوقهم وهو الانتماء الى هذا الوطن الحبيب، وفاتهم بسبب ذلك عدد من السفرات الى عدة دول لتكريمهم بعدما اطلعوا على وضعهم لسبب بسيط انهم لا يمتلكون الاوليات المطلوبة!

 

فمن اين يأتي هؤلاء الذين فجعوا بذويهم وهم بعمر اربع سنوات او ستة ولم يبق لهم أحد ورُموا على قوارع الطريق حتى بعث الله تعالى لهم هذه الأيدي الحانية لتعوّضهم عن بعض ما فقدوه؟

 

وعلى اثر اطلاعي على التقرير كلّفت عدداً من المؤسسات الخيرية المرتبطة بنا بعمل المستحيل من اجل اجراء استرجاع هوية وكرامة هؤلاء الايتام .

 

ثم اغتنمت الاتصال الهاتفي للسيد وزير الداخلية بي في مساء اليوم التالي لتفقد صحتي واحوالي فعبّرت له عن اهتمامي بهذا الامر ولعلاقة الموضوع به وذكرت له الحديث النبوي الشريف (انا وكافل اليتيم كهاتين) ثم قرن بأصبعين من أصابعه الشريفة، ولا اشك إن إعادة الاعتبار لليتيم ومنحه استحقاقه من أعلى أنواع الكفالة، فهذه فرصة عظيمة لنيل رضا الله تبارك وتعالى.

 

وقد تفاعل السيد الوزير مشكوراً مع الطلب ووعد بان يبعث صباح اليوم التالي مفرزة من الوزارة الى هذه الدار لانجاز المطلوب ([1]). وأنني إذ اسأل الله تعالى أن يرفع المحنة والبلاء عن كل المظلومين والمحرومين حتى يسود الحق والعدل والكرامة الانسانية أرجاء الأرض فأنني اصدر هذا البيان لأخلد النبل والشهامة والرحمة التي جسدّها كل من ساهم في إقامة هذا المشروع المبارك او دعمه مادياً ومعنوياً او دلّ على الخير فأن (الدال على الخير كفاعله).

 

 محمد اليعقوبي  ـ النجف الأشرف

 

26/شوال/1428

 

7/11/2007

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

 

(1) وفى السيد الوزير بوعده في اليوم التالي وأرسل مجموعة من كبار المسؤولين لتثبيت المعلومات عن الأيتام وانجاز معاملاتهم وقامت وسائل الإعلام بتغطية الزيارة وسالت دموع الفرح من عيون الأيتام بعد أن كانوا يائسين من حصولهم على هذه الوثائق، وقد قام المشرفون على الدار باصطحاب الأيتام لزيارة سماحة الشيخ اليعقوبي يوم 4/ذ.ق/1428 المصادف 15/11/2007 وتقديم الشكر له على هذا العمل الإنساني وتحدث معهم سماحة الشيخ بكلمات دعا فيها كل المسؤولين الى اتخاذ مثل هذه المواقف النبيلة خصوصاً الوزارات المعنية بخدمة الشرائح المحرومة كوزارة العمل والصحة واثنى سماحته على جهود القائمين على هذه الدار الذين يتفانون بكل إخلاص ومن دون مقابل للاعتناء بالأيتام وشاركت عوائلهم ببعض الخدمات كطهي الطعام لهم ونحوها وقال سماحته ((لقد كنا نسمع عن مثل هذه المآثر في عصر صدر الإسلام ونعدّها من النوادر اما اليوم فانتم مصداق حي لذلك، فلابد من تكريم هذه المواقف النبيلة التي جسدتموها على ارض الواقع بدلاً من التركيز على تكريم الشخصيات التاريخية مع كل اعتزازنا بهم، فلماذا هذا الاستخفاف بما لدينا من عناصر القوة في وقتنا الحاضر))، وفي يوم السبت 6/ذ.ق أقام وزير الداخلية حفلا وزع فيه هويات الأحوال المدنية وشهادات الجنسية على الأيتام.