(إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ) - السياسة النبوية المباركة في مكافحة داء التعصب

| |عدد القراءات : 198
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

بسم الله الرحمن الرحيم

 (إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ) (الفتح:26)

السياسة النبوية المباركة في مكافحة داء التعصب[1]

تقع الآية في سياق الحديث عمّا وقع من أحداث انتهت إلى توقيع صلح الحديبية بين النبي (صلى الله عليه وآله) وقريش حيث عزم النبي (صلى الله عليه وآله) ومعه أصحابه على أداء العمرة وزيارة البيت الحرام في السنة السادسة للهجرة بعد واقعة الأحزاب وحين شارفوا على مكة محرمين ملبّين من غير سلاح منعتهم قريش من دخولها ومن الهدي أن يبلغ محله أنفةً واستكباراً وعتواً إذ إن البيت الحرام آمن للجميع وليس من حق قريش منع أحد يقصده لكنهم أنفوا أن يدخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) مكة وزعموا أن في هذا إهانة لهم امام العرب فصدّوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) واصحابه عن أداء نسكهم وانتهت العملية بصلح الحديبية ورجوع النبي (صلى الله عليه وآله) على أن يؤدي العمرة في السنة الآتية.

فالآية الكريمة تصف بعض أحوال مشركي قريش في مواجهتهم مع النبي (صلى الله عليه وآله)، وتشخص داءاً اجتماعياً فتاكاً يؤدي بصاحبه إلى الصدود عن الحق والابتعاد عن التفكير العقلائي ومنطق الحكمة وهو التعصب وحمية الجاهلية، حيث يصرّ المبتلى به على موقفه ورأيه ومعتقده ولا يريد أن يصغي إلى الآخر ولا يعطي لعقله الفرصة حتى يتعرف على ما هو الحق ليتبعه، وهو داء كان ولا يزال يفتك بالأمم ويمزِّقها وينهي وجودها فلابد من الاستفادة من هذا الدرس القرآني لمعالجة هذا المرض الاجتماعي الخطير.

(إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا) فهم باختيارهم أوجدوا في قلوبهم عصبية الجاهلية وصيّروا الغضب المودع في نفوسهم وقلوبهم لنصرة الحق والدفاع عن المقدسات والمبادئ النبيلة ، غضباً جاهلياً فحرموا أنفسهم من رؤية الحق وإتباعه.

والحمية هي الغضب اذا اشتد وازداد حتى تشتعل حماوته في القلب، اما الجاهلية فهي من الجهل، والمعروف في ثقافتنا العامة ان الجهل مقابل العلم فيطلق على حالة عدم العلم، لكنه في المصطلح القرآني يراد به ما يخالف الحكمة، ووضع الشيء في غير موضعه، وفعل الشيء على خلاف ما يستحقه سواء على صعيد العلم أو العمل وبه صرحت الآية الكريمة (يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ) (آل عمران:154) فجعل الجهل ما يقابل الحق، أما جعله في ثقافتنا مقابل العلم فباعتبار أن عدم العلم هو سبب الوقوع في ما يخالف الحكمة والحق.

واستقراء الآيات الكريمة يؤكّد هذا المعنى وهو ان الجاهلية حالة وأوضاع تعيشها الأمة عندما تبتعد عن المنهج الإلهي في العقائد والتشريعات والسلوك ولا تختص بزمن معين، لاحظوا الآيات التالية التي ورد فيها لفظ الجاهلية، والمجالات العديدة التي تتناولها:

1-               (يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ) (آل عمران:154) وهي تشير إلى جاهلية الاعتقادات والتصورات حينما لا يعتقد الانسان بالخالق  أو لا يعرف صفاته سبحانه، أو يتعلق بالمؤثرات والأسباب دونه سبحانه أو يجعل له شركاء في التدبير، أو يراقب غيره في الملأ أكثر مما يراقبه تعالى في الخلوة، ونحو ذلك، فهذه كلها اعتقادات وظنون جاهلية.

2-               (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ) (المائدة:50) وهي جاهلية التشريعات ووضع القوانين وفق ما تمليه اهواء الناس ومصالحهم وما تقتضيه ظنونهم وأنظارهم القاصرة من دون مراعاة الشريعة الإلهية، وقد وضع الأئمة المعصومون (عليهم السلام) حداً فاصلاً وحازماً في ذلك، روى الشيخ الكليني بسند صحيح عن أبي بصير عن الامام الباقر (عليه السلام) قال (الحكم حكمان: حكم الله وحكم الجاهلية، وقد قال الله عزوجل (وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ) وأشهدوا على زيد بن ثابت لقد حكم في الفرائض بحكم الجاهلية)[2] .

3-               (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى) (الأحزاب:33) وهي جاهلية السلوك المنحرف عن تعاليم الشريعة والمخالف لما يريده الله تبارك وتعالى وقد فاقت جاهلية اليوم التصور في الانحلال والفساد والرجوع إلى أسوء حالات التخلف والحيوانية، وزادت على الجاهليات السابقة فكيف نحصر الجاهلية بزمان قبل الإسلام؟

4-               (إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ) (الفتح:26) وهي جاهلية الفكر والثقافة والنزعات النفسية وسائر الدوافع التي تحرك الانسان في حياته ويبني عليها سلوكه وتصرفاته ويبرمج عليها سائر شؤونه.

لذا قلنا في كتاب (شكوى القرآن) وغيره ان الوقوف على المعنى المدرسي المتداول للجاهلية والذي يراد به الفترة الزمنية التي سبقت الإسلام خاصة ليس دقيقاً ولا يطابق المصطلح القرآني، ونعتبره افراغاً لهذا المصطلح المهم من معناه الذي تترتب عليه آثار عظيمة ومسؤوليات كبيرة على مستوى إصلاح الفرد والمجتمع، وربما يكون عذرهم أنه تقسيم فني للفترات الزمنية، لكنه قد يكون فعلاً متعمداً لخلق شعور لدى الأمة الإسلامية بالاسترخاء والراحة والدعة باعتبارهم قد أدّوا ما عليهم وأصبح الناس مسلمين والمجتمع إسلامياً وما يستلزم ذلك من التخلي عن مسؤولية الدعوة إلى الله تبارك وتعالى ووعي تفاصيل ما جاء به النبي محمد (صلى الله عليه وآله) والالتزام بالشريعة على مستوى الفرد والمجتمع، وما يستلزم أيضاً من انتهاء وظيفة القرآن بإخراج الناس من الظلمات إلى النور، بينما الجاهلية بأشكالها المتعددة مستمرة ومسؤوليتنا في هداية الناس ورجوعهم الى الله تعالى متواصلة حتى يأذن الله تعالى بتطهير الأرض من الظلم والفساد والانحراف وإقامة دولة الحق والعدل.

وعلى أي حال، فان الآية محل كلامنا تتناول الشكل الرابع من مظاهر الجاهلية التي كانت تتحكم في المعسكر المقابل للنبي (صلى الله عليه وآله) فقد كانت قريش مصابة بمرض الانانية والتكبّر والعناد والتعنت والرياء والبطر وكان التعصب يقودهم ويذكي في قلوبهم تلك الأمراض فتتحول إلى نيران تغلي في صدورهم ثم يصير غضبهم حمماً من الكراهية والعنف والحقد والحسد والانتقام مما يزيد في ولوغهم في الجريمة والانحطاط والضلال، ويصرّون على عبادة أصنام يصنعونها بأيديهم من الخشب والحجارة ثم يعبدونها من دون الله تعالى العظيم خالق السماوات والأرض ؛ فأي حمية وعصبية اسوأ من هذه؟

بينما الفريق المقابل لهم وهم المؤمنون يتمتعون بالسكينة والاطمئنان والحكمة وحب الخير للجميع (فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى ــ أي جعلها ملازمة لهم ــ وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا ــ لأنهم يستحقونها وهم حملتها من دون الناس ــ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً) (الفتح:26) فقد سلّموا لأمر الله تعالى ورسوله ورجعوا عن زيارة البيت الحرام وخالفوا هواهم ورغبتهم في دخول مكة ولو عنوة.

 

ذم التعصب:

وقد وردت أحاديث كثيرة في النهي عن التعصب لغير الحق، منها ما روي في الكافي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال : (من تعصّب أو تُعصِّب له فقد خلع رِبَق[3] الايمان من عنقه)[4] فالمتعصَّب له شريك في الذم لأنه رضي بفعلهم ولم ينههم عنها بل هيّأ الأجواء لها وزيّنها لهم، وعنه (صلى الله عليه وآله) قال : (من كان في قلبه حبّةُ من خردل من عصبية بعثه الله يوم القيامة مع اعراب الجاهلية)[5] .

وقال (صلى الله عليه وآله) (ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية وليس منا من مات على عصبية)[6] .

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) في بعض خطبه (فَأَطْفِئُوا مَا كَمَنَ فِي قُلُوبِكُمْ مِنْ نِيرَانِ الْعَصَبِيَّةِ وَأَحْقَادِ الْجَاهِلِيَّةِ فَإِنَّمَا تِلْكَ الْحَمِيَّةُ تَكُونُ فِي الْمُسْلِمِ مِنْ خَطَرَاتِ الشَّيْطَانِ وَنَخَوَاتِهِ وَنَزَغَاتِهِ وَنَفَثَاتِهِ) وقال (عليه السلام) فيها (فَاللَّهَ اللَّهَ فِي كِبْرِ الْحَمِيَّةِ وَفَخْرِ الْجَاهِلِيَّةِ فَإِنَّهُ مَلَاقِحُ الشَّنَئَانِ ــ أي البغض ــ وَمَنَافِخُ الشَّيْطَانِ الَّتِي خَدَعَ بِهَا الْأُمَمَ الْمَاضِيَةَ وَالْقُرُونَ الْخَالِيَةَ حَتَّى أَعْنَقُوا فِي حَنَادِسِ جَهَالَتِهِ وَمَهَاوِي ضَلَالَتِهِ)[7] .

 

ما هو التعصب:

التعصب يعني الانحياز للانتماء الشخصي أو الفئوي والتشدد في الدفاع عنه بغضّ النظر عن كون موقفه حقاً أو لا، فالمقياس عنده نصرة جهته وليس نصرة الحق ولو ظهر له الحق بالبرهان والدليل فانه يصرّ على ما هو عليه من معتقد أو موقف.

روي ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) سئل عن العصبية فقال (أن تعين قومك على الظلم)[8] وأجاب الامام زين العابدين (عليه السلام) قال (العصبية التي يأثم عليها صاحبها أن يرى الرجل شرار قومه خيراً من خيار قومٍ آخرين، وليس من العصبية أن يحب الرجل قومه ولكن من العصبية أن يعين قومه على الظلم)[9] .

وروى في البحار عن كتاب الزهد للحسين بن سعيد بسند صحيح عن الامام الباقر (عليه السلام) قال (لما كان فتح يوم مكة قام رسول الله (صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله) في الناس خطيباً فحمد الله واثنى عليه ثم قال : ايها الناس ليبلغ الشاهد الغائب ان الله تبارك وتعالى قد اذهب عنكم بالإسلام نخوة الجاهلية والتفاخر بآبائها وعشائرها ايها الناس انكم من آدم وآدم من طين ألا وان خيركم عند الله واكرمكم عليه اليوم اتقاكم واطوعكم له ألا وان العربية ليست بأب والد ولكنها لسان ناطق فمن طعن بينكم وعلم انه يبلغه رضوان الله حسبه الا وان كل دم أو مظلمة أو احنة كانت في الجاهلية فهي تظل تحت قدمي الى يوم القيامة)[10] .

وقد تنوعت وتشعبت العناوين التي يتعصب لها الناس فالعصبية يمكن أن تكون للأنا أو للعشيرة أو للحزب أو للقومية أو المصالح المادية أو اللون أو للمدينة أو للدولة أو للفريق الرياضي أو لشخص يهواه وقد يكون التعصب لأمور تافهة، وأشدها خطورة وأكثرها قسوة التعصب المغلّف بالعناوين المقدسة التي يراد منها سوق الناس لأغراض دنيوية كالحروب الصليبية أو الفتن الطائفية التي تقع بين اتباع المذاهب داخل الدين الواحد ويذكر التاريخ الكثير من هذه الحروب والفتن الدامية، ومكمن خطورة هذا التعصب من جهة قوة تأثير الدين والمذهب على سلوك الانسان وتوجيهه، ومن جهة ان القداسة الدينية التي يغلّفون بها مأربهم الدنيوية تسدُّ على الناس منافذ التفكير العقلائي وتغيِّب منطق الحكمة خصوصاً اذا احاطوها بضجيج من التحشيد بكل الأدوات.

والتعصب من المهلكات التي تزّل فيها الأقدام وتكمن خطورته في انه يعمي صاحبه عن رؤية الحق ويفقده البصيرة فلا يقبل برأي الآخر وليس عنده الاستعداد لسماعه والتأمل فيه لأنه يعتقد أنه هو وحده صاحب الحق وانه وحده يمتلك الحقيقة وان غيره على باطل وضلال، مضافاً إلى أنه يؤجج في قلبه نيران الحقد والانتقام فيسير إلى شفاء غليله على غير هدى ويتخبط ويرتكب أفعال المجانين، روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قوله (الحِدّةُ ضرب من الجنون لأن صاحبها يندم، فإن لم يندم فجنونه مستحكم)[11] وعن الامام الباقر (عليه السلام) قال (إن هذا الغضب جمرة من الشيطان تتوقد في قلب ابن آدم، وإن أحدكم اذا غضب احمرّت عيناه وانتفخت أوداجه ودخل الشيطان فيه)[12] .

 

تاريخ التعصب وما يتعصب له:

والعصبية متجذرة في بني آدم منذ أول الخلقة وكانت سبباً لهلاك ابليس وخروجه عن طاعة الله تعالى (أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ) (الأعراف:12) (أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً) (الإسراء:61) قد أتخذها ابليس فخاً لإفساد الناس بعد أن تورط بها، قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في ذم ابليس (فَافْتَخَرَ عَلَى آدَمَ بِخَلْقِهِ وَتَعَصَّبَ عَلَيْهِ لِأَصْلِهِ فَعَدُوُّ اللَّهِ إِمَامُ الْمُتَعَصِّبِينَ وَسَلَفُ الْمُسْتَكْبِرِينَ الَّذِي وَضَعَ أَسَاسَ الْعَصَبِيَّةِ وَنَازَعَ اللَّهَ رِدَاءَ الْجَبْرِيَّةِ وَادَّرَعَ لِبَاسَ التَّعَزُّزِ وَخَلَعَ قِنَاعَ التَّذَلُّلِ..)[13] .

وابتلي بها الناس من بعد ذلك، حتى في عصر النبوة والوحي والنور ترى العصبية الجاهلية تحرك بعض الناس كالتي حصلت بين الأوس والخزرج[14]  حتى تواعدوا القتال على طريقتهم في الجاهلية لو لا ان النبي (صلى الله عليه وآله) بادر بسرعة واطفأ نار الفتنة.

وكذا الفتنة التي كادت تشتعل بسبب العصبية بين المهاجرين والأنصار وهي التي أشار إليها القرآن الكريم في قوله تعالى (يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ) (المنافقون:8) روى البخاري بسنده عن جابر بن عبدالله قال (كنا في غزاة فكسع ــ أي ضرب دبره بيده ــ رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار فقال الأنصاري يا للأنصار وقال المهاجري يا للمهاجرين فسمّعها الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) فقال: ما هذا، فقالوا يا رسول الله كسع رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار فقال الأنصاري: يا للأنصار وقال المهاجري يا للمهاجرين، فقال النبي (صلى الله عليه وآله) دعوها فإنها منتنة)[15]  فسمع بذلك عبد الله بن أبي فقال فعلوها أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل .

وفي تفسير علي بن إبراهيم ان الحادثة وقعت والنبي (صلى الله عليه وآله) خارج في غزوة المريسيع فأسرع (صلى الله لعيه وآله) في رجوعه إلى المدينة وواصل سيره ليلاً ونهاراً[16]   ليصل المدينة قبل وقوع المحذور.

وكان النبي (صلى الله عليه وآله) حازماً في مواجهة العصبية ولو بأبسط اشكالها. روى في تفسير القمي أن قوله تعالى (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا) (الحجرات:17) ((نزلت في عثكن ــ كناية عن عثمان وصرحت بذلك روايات أخرى ــ يوم الخندق وذلك أنه مر بعمار بن ياسر وهو يحفر الخندق وقد ارتفع الغبار من الحفر فوضع كمه على أنفه ومر، فأنشد عمار الرجز المروي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) :

 

لا يستوي من يعمر المساجدا
كمن يمرّ بالغبار حائداً

 

يظلّ فيها راكعاً وساجدا
يعرض عنه جاحداً معاندا

فالتفت إليه عثكن فقال: يا بن السوداء إياي تعنى، ثم اتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال له لم ندخل معك لتسب أعراضنا، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد أقلتك إسلامك فاذهب فأنزل الله {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} ))[17]  .

وروى الثمالي عن الإمامين الباقر والصادق (عليهما السلام) قال (إن أبا ذر عيّر رجلاً على عهد النبي (صلى الله عليه وآله) بأمه فقال له: يا ابن السوداء، وكانت أمه سوداء، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): تعيره بأمه يا أبا ذر؟ قال: فلم يزل أبو ذر يمرغ وجهه في التراب ورأسه حتى رضي رسول الله (صلى الله عليه وآله) عنه)[18]  .

وهكذا كان النبي (صلى الله عليه وآله) حازماً في مواجهة التعصب ومحاولات التفرقة وإلقاء الفتنة، كما كان مهتماً بنشر قيم الوحدة والتألف والمودّة وله (صلى الله عليه وآله) مشاريع عملية في تعزيز هذه القيم الإنسانية النبيلة، انتهت بالمجتمع المسلم الى أن يصفه الله تبارك وتعالى (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)[19]  (الحشر:9).

لقد حكى القرآن الكريم نماذج من التعصب كتعصب فرعون لأصله واستعلائه على بني إسرائيل (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) (القصص:4) ، وكتعصب بني إسرائيل وشعورهم بالأفضلية على سائر الناس وأنهم شعب الله المختار، وتعصب اليهود والنصارى لديانتهم (وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة:111) (وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ) (المائدة:18) (قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ) (آل عمران:75) وتعصب العرب لقوميتهم (وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ * فَقَرَأَهُ عَلَيْهِم مَّا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ) (الشعراء:198-199) أو التعصب للمال والولد (وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لِّيَقُولواْ أَهَـؤُلاء مَنَّ اللّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا) (الأنعام:53) (فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً) (الكهف:34) (أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ * فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ) (الزخرف:52-53)

وتعصب الرجال لجنسهم مما دفعهم إلى اضطهاد المرأة وحرمانها من حقوقها حتى حق الحياة فكانوا يقتلون المولودة الأنثى (وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ) (التكوير:8-9) (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ) (النحل:58).

وتعصب بعض العشائر والقبائل لنفسها والافتخار على غيرها وانها افضل من الآخرين فلا تزوِّج بناتها لغيرهم لكنهم يتزوجون من غيرهم ويسمون أنفسهم (الحُمس) وقد انتقلت هذه العادة الجاهلية إلى بعض المنتمين نسبياً إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) .

ويكشف أمير المؤمنين (عليه السلام) عن ألمه لتفشي داء التعصب في الأمة بلا رويّة ولا حكمة ولا سبب وجيه يقول (عليه السلام) في ذلك (ولقد نظرت فما وجدت أحدا من العالمين يتعصب لشيء من الأشياء إلا عن علة تحتمل تمويه الجهلاء، أو حجة تليط بعقول السفهاء، غيركم، فإنكم تتعصبون لأمر ما يعرف له سبب ولا علة، أما إبليس فتعصب على آدم لأصله، وطعن عليه في خلقته، فقال: أنا ناري وأنت طيني، وأما الأغنياء من مترفة الأمم فتعصبوا لآثار مواقع النعم، فقالوا: نحن أكثر أموالاً وأولاداً وما نحن بمعذبين)[20].

 

علاج التعصب:

إن علاج التعصب يبدأ من  رفع مستوى الوعي والفكر والثقافة لدى الأمة وإدراك أن التنوع في الجنس واللون والعرق واللغة، وحالة الاختلاف والتعدد في الآراء والأفكار والتوجهات حالة طبيعية اقتضتها طبيعة الناس وإنها من السنن الجارية في الناس ولا يدل شيء منها على أفضلية أحد على أحد وإنما التفاضل بالتقوى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) (الحجرات:13) وقال تعالى (وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً) (هود:118) ، حتى الاختلاف في الهداية والضلال فأنها طبيعية اقتضتها حرية الاختيار للإنسان (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) (البقرة:256) ولو أراد الله تعالى أن يكون كل البشر مهتدين إلى دينه لما أعجزه ذلك (وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى) (الأنعام:35) (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم) (المائدة:48) .

والخطوة الثانية في العلاج هو الحوار والاستماع إلى الآخر والانفتاح عليه وافتراض ان كل الاحتمالات مفتوحة وان كل النتائج ممكنة والاتفاق على مبادئ يبنى عليها الحوار (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا) (آل عمران:64) (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) (سبأ:24) وتمثل ارقى مراتب التواضع العلمي والحوار المنفتح فيجعل نفسه ــ مع انه الحق المطلق ــ مع الآخر في خط شروع واحد في بداية الحوار فلا توجد بيننا أفضلية أو شروط مسبقة.

والخطوة الثالثة تربية النفس والمجتمع على مبادئ الإنسانية العليا كالتسامح والعفو والرحمة والتعاون والعدالة والانصاف (وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ) (هود:85) (وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) (المائدة:8) وتعزيز القيم التي توحِّد الناس وتجمعهم كالمواطنة التي تؤسس لمساواة أبناء الوطن الواحد في الحقوق والواجبات من دون تميز قومية أو ديانة أو عشيرة أو مدينة ونحو ذلك.

ونبذ الثقافة الهدامة التي تدعو إلى التعصب والتكفير والحقد والكراهية والاستعلاء والاستبداد والاستئثار والتحذير من مثيري الفتن الذين يجترون بعض خلافات الماضي ويريدون جرّ الأمة إلى الوراء ولا يريدون لها ان تعيش حاضرها ومستقبلها.

 

التعصب المحمود:

 إن الحميّة تكون محمودة اذا كانت لنصرة الدين والأخلاق الفاضلة والدفاع عن الحرمات والنصرة المستندة إلى الحجة والبرهان والدليل وليس إلى الاهواء والمطامع والانتماء إلى الحزب أو العشيرة أو البلد ونحو ذلك، روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) (إن كنتم لا محالة متعصبين فتعصبوا لنصرة الحق وإغاثة الملهوف)[21]  ، وقال موبخاً المتخاذلين ومحرضاً لهم (مُنِيتُ بِمَنْ لَا يُطِيعُ إِذَا أَمَرْتُ وَلَا يُجِيبُ إِذَا دَعَوْتُ لَا أَبَا لَكُمْ مَا تَنْتَظِرُونَ بِنَصْرِكُمْ رَبَّكُمْ أَ مَا دِينٌ يَجْمَعُكُمْ وَلَا حَمِيَّةَ تُحْمِشُكُمْ)[22]  ــ أي تثير غضبكم ــ .

وقال (عليه السلام) (فإن كان لابد من العصبية فليكن تعصبكم لمكارم الخصال، ومحامد الأفعال، ومحاسن الأمور، التي تفاضلت فيها المجداء النجداء من بيوتات العرب، ويعاسيب القبائل، بالأخلاق الرغيبة، والأحلام العظيمة، والأخطار الجليلة، والآثار المحمودة. فتعصبوا لخلال الحمد من الحفظ للجوار. والوفاء بالذمام، والطاعة للبر، والمعصية للكبر، والأخذ بالفضل، والكف عن البغي، والإعظام للقتل، والإنصاف للخلق، والكظم للغيظ، واجتناب الفساد في الأرض)[23] .

وهذه الحمية والغضب للحق تكون سبباً للتوفيق ودافعاً لفعل الطاعات، روي عن الامام زين العابدين (عليه السلام) أنه قال (لم يدخل الجنة حمية غير حمية حمزة بن عبدالمطلب ــ وذلك حين أسلم ــ غضباً للنبي (صلى الله عليه وآله) في حديث السِّلا الذي القي على النبي (صلى الله عليه وآله ))[24] .

إن من الخطوات المهمة على طريق التمهيد لدولة الحق والعدل تنقية المجتمع من رواسب الجاهلية ومنها التعصب وتربيته على مبادئ الإسلام الأصيل المستقاة من أهل البيت (صلوات الله عليهم أجمعين).

وتظهر هذه القيم السامية بشكل جلي وواضح في سلوك اتباع أهل البيت (عليهم السلام) أيام الزيارة الأربعينية ويعكسون صوراً من التفاني والايثار والمحبة والتضحية ليس لها نظير والمطلوب ادامة هذا السلوك على مدار السنة ما دمنا نعتقد انه حق وفيه رضا لله سبحانه ولأهل البيت (صلوات الله عليهم أجمعين) وعدم العودة الى ما يشين وما يسخط الله تعالى وأولياءه.



[1] - كلمة القاها سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) في افتتاح الموسم الدراسي يوم الأحد 15/ نمحرم / 1441 الموافق 15/9/2019

[2] - الكافي: 7/407 ح 1

[3] - رِبَق جمع رِبقة وهي كل ما يشدُّه إلى الايمان ويمسكه بها من عقائد واحكام وأخلاق، والرِبقة في الأصل عروة في حبل تجعل في عنق البهيمة أو يدة تمسكها.

[4]و4 - الكافي: 2/308 ح 2-3

 

[6] - سنن أبي داود: 4/332 ح5121

[7] - نهج البلاغة : الخطبة 192

[8] - سنن أب داود: 4/331 ح 5119

[9] - الكافي: 2/308 ح 7

[10] - بحار الأنوار: 73 /292 ح 24 ، عن كتاب الزهد: 56 ح 150

[11] - نهج البلاغة: الحكمة 255

[12] - بحار الأنوار: 73/267 ح 21

[13] - نهج البلاغة الخطبة 192 وهي خطبة جليلة مطوّلة في ذم العصبية والتحذير منها وبيان علاجها.

[14] - حكى العلامة المجلسي في بحار الأنوار: 9/72 عن العلامة الشيخ الطبرسي (رحمه الله تعالى) في مجمع البيان في قوله تعالى (لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ) (آل عمران:99) قيل أنهم ــ أي اليهود ــ كانوا يغرون بين الأوس والخزرج يذكرونهم الحروب التي كانت بينهم في الجاهلية حتى تدخلهم الحمية والعصبية فينسلخوا عن الدين، وروى بعض مفسري العامة في سبب نزول قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ) (آل عمران:100) انها نزلت في شاس بن قيس وهو يهودي أراد تجديد الفتنة بين الأوس والخزرج بعد انقطاعها بالنبي صلى الله عليه وآله، فجلس بينهم وأنشدهم شعراً قاله أحد الحيين في حربهم. فقال الحي الآخر: قد قال شاعرنا في يوم كذا وكذا، فكأنهم دخلهم من ذلك شئ، فقالوا: تعالوا نرد الحرب جذعاء كما كانت. فنادى هؤلاء: يا آل أوس. ونادى هؤلاء. يا آل خزرج، فاجتمعوا وأخذوا السلاح واصطفوا للقتال فنزلت هذه الآية، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم حتى وقف بين الصفين فقرأها ورفع صوته، فلما سمعوا صوته انصتوا له وجعلوا يستمعون، فلما فرغ ألقوا السلاح وعانق بعضهم بعضا وجعلوا يبكون، عن عكرمة وابن زيد وابن عباس. والذي فعل ذلك شاس بن قيس اليهودي، دس على الأوس والخزرج من يذكرهم ما كان بينهم من الحروب، وأن النبي صلى الله عليه وسلم أتاهم وذكرهم، فعرف القوم أنها نزعة من الشيطان، وكيد من عدوهم، فألقوا السلاح من أيديهم وبكوا وعانق بعضهم بعضا، ثم انصرفوا مع النبي صلى الله عليه وسلم سامعين مطيعين، فأنزل الله عز وجل (يا أيها الذين آمنوا) يعنى الأوس والخزرج. (إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب) يعنى شاسا وأصحابه. (يردوكم بعد إيمانكم كافرين) قال جابر بن عبد الله: ما كان طالع أكره إلينا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأومأ إلينا بيده فكففنا وأصلح الله تعالى ما بيننا، فما كان شخص أحب إلينا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما رأيت يوما أقبح ولا أوحش أولا وأحسن آخرا من ذلك اليوم. (تفسير القرطبي: 4/155)

[15] - صحيح البخاري ، ح4907 كتاب تفسير القرآن.

[16] - تفسير القمي : 2/368 البرهان : 9/302 ح 3

[17] - بحار الأنوار : 9/238 ح 136 عن تفسير القمي : 2/297 - 298

[18] - بحار الأنوار : 22 /481 ح28 عن كتاب الزهد للحسين بن سعيد : 78 ب 5 ح 109

[19] - راجع بعض قصص الايثار في ظل السياسة النبوية المباركة في أسباب نزول هذه الآية في تفسير البرهان: 9/268 وفي تفاسير العامة.

[20] - نهج البلاغة: الخطبة ١٩٢

[21] - غرر الحكم:3738

[22] - نهج البلاغة ، الخطبة 39

[23] - نهج البلاغة: الخطبة ١٩٢

[24] - الكافي: 2/308 ح5 وقد ذكرت جملة من المصادر قصة اسلام حمزة منها بحار الأنوار: 18/211 و73/285  والسلا هو ما يرافق جنين الحيوان عند ولادته كالجلد الرقيق الذي يحيط به وأن أبا جهل وضع سلا جزور على رأس رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يصلي.