اليوم العالمي للتوبة

| |عدد القراءات : 4674
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

اليوم العالمي للتوبة

 

 

بسمه تعالى

 

دأب الإنسان على الاحتفال سنوياً ببعض الأحداث الهامة ، فيعبر عن مشاعره العميقة واهتمامه الشديد بهذه الأحداث التي بلغت أهميتها إن الإنسانية جميعاً تشترك بها .

 

ولكننا يبدوا إننا اقتصرنا على بعض المناسبات الدنيوية التي تمس صميم حياتنا ، فلم نشاهد الأفق الخارجي للإنسان.

 

بينما وجد مناسبات أخرى تعالج العمق الإنساني وهي لا تقل في خطورتها عن هذه الأيام التي نحتفل بها سنوياً ، ومن هذه الأيام عرفة .

 

فانه بلا شك يوم التوبة والإنابة ، ولكنه أيضا يوم عالمي فهو اليوم الوحيد الذي يجتمع المسلمون فيه على اختلاف مذاهبهم وطرائق تفكيرهم ويتفقون على إعلان التوبة والرجوع الى الله .

 

وهو اليوم الوحيد الذي نحتفل به بشكل تلقائي دون تعبئة إعلامية مسبقة ، فلسنا بحاجة الى من يذكرنا به .

 

والذي يتأمل في دعاء الإمام الحسين ( عليه السلام ) يستطيع أن يتصيد منه هذا المعنى ، فان الإمام يحاول في بعض فقراته أن يجعل منه يوماً عالمياً ، تأمل في هذه الفقرة ( فأليك عجت الأصوات بصنوف اللغات ) ولم يذكر الإمام أصوات من التي تعج بالدعاء والتضرع ، بل ترك الفقرة مفتوحة دون تقييد لكي تظم العالم جميعاً ، فإنها متضمنة للروح الإنسانية المشتركة التي أحاطت بها الذنوب ، فان صوت الحسين (عليه السلام ) الذي انطلق مدوياً فتجاوبت معه شعاب مكة إنما هو صوت الإنسانية الذي يرفع هذا اليوم ، فان الذنوب والابتعاد عن الله ليست مشكلة إسلامية ليكون يوم عرفة إسلاميا فحسب بل هي مشكلة الإنسانية جمعاء الغارقة بالمعصية والرذيلة ، واذا كانت المشكلة عالمية ، إذن كيف يكون علاجها؟!

 

ألم نجعل للأيدز يوماً عالمياً ، وما هذا المرض العجيب الا انعكاس للرذيلة وتعبير عن التواء النفس الإنسانية وحيدها عن طريق الفضيلة ، إذن فليكن لعلاجه يوماً عالمياً ، فإن سببه الحقيقي يعود الى الذنوب المتراكمة التي تمثل جذوره التي تفرع منها ، ويوم عرفة هو الحل الإلهي الذي يقضي على جذوره الممتدة في العمق الإنساني .