المسيرات الراجلة وسيلة حضارية تستنقذ الأمة بها حقوقها

| |عدد القراءات : 2016
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

المسيرات الراجلة وسيلة حضارية تستنقذ الأمة بها حقوقها

 

السبت 15 / صفر: التقى سماحة الشيخ (دامت تأييداته) بوفد ضم العشرات من أبناء موكب فاطمة بنت أسد في مدينة سوق الشيوخ بمحافظة الناصرية القادمين سيراً على الأقدام متوجهين إلى زيارة الإمام الحسين (ع) وبعد أن رحب بهم سماحة الشيخ وأثنى على نشاطات الموكب التي لا تقتصر على إحياء الشعائر الدينية بل له نتاجات فكرية واعية وأعمال اجتماعية تحدث سماحته عن كيفية استثمار حركة هذه المواكب بأفضل صورة فان العمل الواحد يمكن أن يكون أكثر ثواباً إذ حمل عدة وجوه وأهداف وهذه تحتاج إلى وعي ومعرفة لذا كانت المعرفة اساس الدين وورد الحث الاكيد على طلب العلم والعمل به وأكد سماحته على ضرورة التطوير والتحديث والتنويع في انماط العمل الإسلامي لتبقى حالة تفاعل الاُمة معها والاستجابة لها لان الأعداء ينوعون في اساليبهم ويسبغون عليه الكثير من الاثارة والجاذبية فلكي نحافظ على شبابنا لابد من تنويع اساليب العمل بما يناسب توجهاتهم وقد نجده يستهجن غدا بعض الآليات لاحياء الشعائر التي يعملها الآن فنحن بحاجة إلى إصلاح في هذا الاتجاه وعلينا أن نفرق بين الاصلاح الذي يبقي على الحسن ويزيل القبيح والضار وبين الثورة التي تستأصل كل شيء وإن كان نافعاً فالطبيب الحاذق هو الذي يتفحص جسد المريض عضواً عضواً ولا يزيل إلاّ ما كان فاسداً وإن كثيراً من الثورات أضرت اممها بسبب هذا الاندفاع غير الواعي وحينما تفتقد القيادة الإصلاحية الحكيمة كالثورة الفرنسية التي سلخت الاُمة من قيم ومبادئ صحيحة واولها الالتزام بالدين في خضم هيجان الجماهير.

 

وأردف سماحته قائلاً انه تبقى شعيرة الذهاب إلى كربلاء سيراً على الأقدام أهم الوسائل الحضارية التي تعبر الاُمة من خلالها عن مطالبها واهدافها وهو اسلوب اثبت نجاحه عبر التاريخ واستفاد منه القادة العظماء واولهم رسول الله (ص) الذي امر المسلمين بالتوجه إلى مكة في عمرة القضاء في السنة السابعة للهجرة والسيوف في اغمادها مما اضطر قريش إلى الاستسلام وسحب المبررات من اتخاذ أي اجرا مسلح وانهزمت بعدها قريش ودخل رسول الله (ص) مكة فاتحاً وقد حرر المهاتما غاندي الهند من البريطانيين بهذه المسيرات السلمية وكذاانتصرت الثورة الإسلامية في إيران فقد كانت الجماهير الثائرة تقدم الزهور إلى الجيش والحرس الذين كانوا يطلقون النار ويحصدون أرواح آلاف المؤمنين حتى استسلم الجيش وانهزم وفي تجربة تحرير الجنوب اللبناني حيث قام أبناء قرى ومدن الجنوب حينما رأى انهيار معنويات الجيش الاسرائيلي وتفكيره الجدي في الهزيمة بالتجمع نساءً ورجالاً واطفالاً والتوجه بمسيرات سلمية نحو مدنهم وقراهم فلم يستطع الاسرائيليون فعل شيء واستمروا في تراجعهم حتى لم يستطيعوا البقاء إلى الموعد المحدد للانسحاب. وفي ختام حديثه هنأهم على هذا الحماس وهذه الشجاعة والهمة حيث قطعوا مئات الكيلومترات خلال تسعة أيام وقال لهم ان في زيارة الإمام الحسين (ع) فضلاً عظيماً لا يحصيه إلاّ الله تعالى كما نطقت به الروايات الشريفة وفي زيارة الاربعين خصوصية اضافية وفي السير على الاقدام فضل اضافي وهذا كله قد كتب لكم بفضل الله تبارك وتعالى فانقلوا هذه المعاني والروايات إلى الزائرين لترفعوا من هممهم وحماسهم ، ويوجد نص الحديث في قرص مسجّل.