سؤال/ نشاط الإمام الحسين (عليه السلام) في فترة الهدنة

| |عدد القراءات : 174
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

بسمه تعالى

سؤال/ نشاط الإمام الحسين (عليه السلام) في فترة الهدنة

نلاحظ بشكل عام اختفاء سيرة الإمام الحسين (عليه السلام) في السنوات العشر التي مارس فيها ولايته منذ شهادة الإمام الحسن (عليه السلام) الى موت معاوية

والسؤال: ماهي أهم فعاليات الإمام الحسين (عليه السلام) كإمام مسؤول عن توعية وتوجيه وتعليم الأمة. ثم الإمام الحسين (عليه السلام) موعود بأنه صاحب النهضة.. وشهيد الأمة، ولابد هذه الحركة تحتاج مقدمات على جميع الأصعدة ..

فماهي المقدمات التي قام بها الإمام الحسين (عليه السلام)؟ (هذا على فرض أنه كانت هناك مقدمات)

 

بسمه تعالى

السلام عليكم و رحمة الله ..

لم يعلن الإمام الحسين (عليه السلام) معارضة سياسية لمعاوية التزاماً بالاتفاق المعروف ب "صلح الإمام الحسن (عليه السلام) " وكان معاوية يلتزم ببعض بنود الصلح ظاهراً فلم يقتل رموز شيعة أمير المؤمنين (عليه السلام) إلا بعد استشهاد الإمام الحسن (عليه السلام)؛ وحينئذ لم يتوقف الإمام الحسين (عليه السلام) عن التنديد بجرائم معاوية كقتله لصلحاء الأمة مثل حجر بن عدي و عمرو بن الحمق الخزاعي و رشيد الهجري واستلحاقه زياداً بنسبه و هو لم يولد على فراش ورسالته الى معاوية في ذلك معروفة (راجعوا كتاب دور الأئمة في الحياة الإسلامية).

ثم بدا الإمام الحسين (عليه السلام) معارضته العلنية لسياسة معاوية عندما نكل ببنود الاتفاق وأعلن عن استخلاف يزيد حوالي سنة 55 هجرية بعد أن قضى على رموز الأمة من العامة والخاصة كالإمام الحسن (عليه السلام)  وسعد بن أبي وقاص خلافاً للاتفاق الذي يقضي بأن يكون الخليفة بعده الإمام الحسن (عليه السلام)  ثم الإمام الحسين (عليه السلام)، و من إجراءاته في ذلك جمعه لمن تبقى من الصحابة و التابعين الذين سمعوا من الصحابة في منى في موسم حج سنة 57 هجرية وأشهدهم على حديث الغدير و بيعة أمير المؤمنين (عليه السلام) ليثبت هذا الحق في أذهان الأمة قبل أن ينقرض الصحابة و هم الشهود على الحدث؛ و لم يتحرك الإمام الحسين (عليه السلام) كنهضته ضد يزيد لأن الأمة لم تدعُهُ الى ذلك كما دعتهُ بعد موت معاوية باعتبار أن نصرة الأمة شرط للقيام بالحركة كما في قول أمير المؤمنين (عليه السلام) : (لولا حضور الحاضر و قيام الحجة بوجود الناصر.... ) فكان يستثمر الوقت لتوعيتها باتجاه فضح معاوية وبطلان الملك الأموي الزائف، لكن الأمة لم تصل الى مستوى الخروج عليه لأنه لخبثه ودهائه كان يراعي اللياقات الظاهرية هذا على الصعيد السياسي؛ أما على الصعيد العلمي والمعرفي فقد كان ينشر علومه في التفسير والفقه والأخلاق ووردت عنه روايات في ذلك إلا أنها قليلة لقلة من يأخذ العلم منهم (عليهم السلام) بسبب البطش الأموي ومن تلك الروايات ما ورد عنه (عليه السلام) في تفسير قوله تعالى (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ) (الذاريات:56).

وكان يبث علوم الدين من خلال الأدعية وأشهرها دعاؤه يوم عرفة في الموسم وهو جليل القدر عالي المضامين يعتبره العرفاء الشامخون من أروع المعارف الإلهية.

وكان (عليه السلام) يهتم برعاية عوائل الشهداء مع أبيه أمير المؤمنين (عليه السلام) في معركة صفين وغيرها ويغدق عليهم وعلى عموم المحتاجين ووردت روايات عديدة في كرمه ؛ وكان يسأل طالب الحاجة أحياناً قبل أن يعطيه فان عرف الجواب أجزل له العطاء وان لم يعرف علّمه واعطاه ليجمع لهم العطاء المعنوي والمادي فيشجّعُهم بذلك على السؤال عن أمور دينهم وأن لا يكتفوا بسد احتياجاتهم المادية.

كما كان (عليه السلام) له نشاط اقتصادي في الإستثمار في الزراعة وشراء الأراضي فيوفِّر بذلك المال الكافي لتغطية النفقات أعلاه وأرضه في البغيبغة مشهورة.

هذه صورة مختصرة عن فعاليات الإمام الحسين (عليه السلام) أيام إمامته وقلت في بعض كلماتي أن يوماً واحداً من أيام الإمام الحسين (عليه السلام) وهو يوم عاشوراء تكفل بإحياء الأمة مدى الدهر فماذا سيكون الحال لو استفدنا من كل أيامه التي امتدته سبعة وخمسين عاماً مباركاً.

راجعوا كتاب دور الأئمة (عليهم السلام) في الحياة الإسلامية للاطلاع على المزيد من فعالياته المباركة.. و الحمد لله أولاً و آخراً..