المرحوم الحاج ابو ذر مثال الخير والمعروف

| |عدد القراءات : 150
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

بسمه تعالى

المرحوم الحاج ابو ذر مثال الخير والمعروف

رحل عنا الليلة الماضية الرجل العامل الصبور المثابر المضحي الخدوم صاحب القلب الطيب الحاج نبيل عباس المعروف بـ (ابي ذر) رحمه الله تعالى وأكرم مثواه، وكان رحيله بصمت كما كان عمله طيلة حياته فلم يكن يتحدث عن إنجازاته الكثيرة والمتواصلة طيلة عشرات السنين بل كان عمله هو الذي يتحدث عنه حتى ترك بصمة مباركة في بقاع كثيرة من خلال إنشاء العشرات من الجوامع والحسينيات والمدارس الدينية ودور السكن لطلبة العلوم الدينية والعوائل المتعففة وتزويج ما لا يحصى كثرة من الشباب ومساعدة المحتاجين وإطعامهم وكسوتهم ومعالجة مرضاهم حتى صار ذكره الطيب على كل لسان، ويشهد بذلك كل من عرفه وخالطه ولو لفترة قصيرة.

كان قلبه مفعماً بحب أهل البيت (عليهم السلام) وولائهم متفانياً في إقامة شعائرهم والخدمة في مواكبهم مواظباً على زيارة الامام الحسين (عليه السلام) ليالي الجمع وزيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) منذ أيام البطش الصدامي، ولم يتوقف حتى في ظرف وباء كورونا والحظر.

كان منذ عرفته في ثمانينيات القرن الماضي رافضاً للظلم ثائراً قريباً من المجاميع الجهادية ضد نظام صدام في ذروة طغيانه وجبروته كمجموعة الشهيد حسين علوان اليعقوبي (استشهد هو ورفاقه سنة ١٩٨٨) حيث كان يقوم لهم ببعض الأمور اللوجستية التي تسهِّل حركة المجاهدين وتخفي أسمائهم الحقيقية.

وفي التسعينيات حيث الحصار الجائر الذي أنهك الشعب المظلوم، كان دائب الحركة في نقل المساعدات العينية والنقدية على دراجته النارية وتوزيعها على المحتاجين، يعمل بكل حب واخلاص وهو فرح بتوفيق الله تعالى لهذه الأعمال الخيرية، كما كان بارّاً بوالدته ويخدمها في سائر شؤونها بكل سرور.

إنه خير قدوة وأسوة لمن يريد حرث الآخرة ويسارع إلى الخيرات ونيل المكرمات، وكان زاهداً في الدنيا لم تمتدّ عينه إلى زخارفها، مؤثراً غيره على نفسه بما في يده.

وعاجله الموت وهو يقوم بإنشاء حوالي ٣٠٠ دار لطلبة العلوم الدينية ضمن مدينة العلم الكبرى في النجف الأشرف.

ولو كان الموت يقنع بالبديل لافتديناه منه بما شاء ليستمر في هذه الأعمال المباركة ولكن الله تعالى اختاره لجواره فقبضه اليه راضياً مرضياً.

جاورت أعدائي وجاور ربه      شتان بين جواره وجواري

لقد زاد حزني وألمي أنه مضى من غير أن يودع بعضنا بعضاً ونستذكر هذه السنين التي تجاوزت الثلاثين وحفلت بالمآثر، فما كنت أحسب أن فايروس كورونا سينشب مخالبه فيه بهذه الكيفية وهذه السرعة ولا سلوة لي الا الدموع التي أجريها من عينين قريحتين وقلب مكمد محزون.

أسأل الله تعالى أن يحسن وفادته وينزله منزلاً مباركاً مع أوليائه الطاهرين ويخلف على أهله وذويه ومحبيه وأن يهيئ من يواصل أعماله في البر والاحسان.

محمد اليعقوبي

11 صفر 1442

29-9-2020