حوارية عن الشباب

| |عدد القراءات : 140
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

حوارية عن الشباب

أجرتها احدى المجلات النجفية مع سماحة المرجع الشيخ اليعقوبي (دام ظله)

 

س: لقد كان لكم سماحة الشيخ في القيادة والتأليف تجارب مهمة، انعكست في رؤيتكم الإصلاحية المباركة، ما هي النتائج التي يمكن ان تخرجها منها..

 

بسمه تعالى

النتائج يكتشفها المراقبون والمتابعون في ضوء اهداف الحركة فيكون التقييم وفق نسبة ما تحقق من تلك الأهداف وقد سعيت بالتوكل على الله تعالى الى هدف عام وهو توسيع قاعدة الملتزمين بأحكام الشريعة الواعين للظروف المحيطة بهم وما تتطلبه من مواقف وسلوك، وهدف خاص وهو تربية نخبة رسالية تحمل هم الإسلام وتسعى لإقناع الناس بمشروعه في نواحي الحياة المختلفة وتقوية الحوزة العلمية في النجف الاشرف علمياً وفكرياً وأخلاقياً ودعمها مادياً ومعنوياً ونشر المدارس الدينية للرجال والنساء في مختلف المحافظات ليتسنى لأكبر عدد التفقه في الدين وينشرون هذه الرسالة الى الناس.

 

س: قد تكون مشاكل، أوجدها الأخر في واقعنا العراقي، مثل: الإرهاب والإلحاد، والتبشير الجديد والفساد، كيف عاينتم هذه المشاكل في ضوء خطابكم الإصلاحي والتربوي الإسلامي؟

 

بسمه تعالى

بعضها أوجدها الآخر وأكثرها نوجدها نحن بأنفسنا ولولا ذلك لم يجد الآخر الأرضية المناسبة لاختراقنا والنفود من خلال الثغرات التي لم نحكم غلقها لذا صحّت مقولة (حصوننا مهددة من داخلها) وطالما حذرت من تفسير كل مشاكلنا بنظرية المؤامرة بل علينا أن نبحث عن جذورها وأسبابها فينا، وهذا مما استفدته من طريقة القرآن الكريم في الإصلاح كقوله تعالى (إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا) (آل عمران: 155) فالهزيمة وقعت بأسباب داخلية وقوله تعالى (فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ) (الزخرف:54) فطاعة الطواغيت وفرعنتهم حصلت بسبب فسق الناس المعتادة على الفسق وعبادة الاصنام.

 

س: كيف ترون في هذه الأيام مشاكل الشباب وما يعانونه من بطالة وانسداد الأفق في إيجاد حلول لمشاكلهم، ما هي رسالتكم لهم وللحكومة معاً؟

 

يعاني الشباب اليوم من مشاكل حقيقية ومنها البطالة التي تجعله محبطاً وقلقاً على حاضره ومستقبله وتقتل الطموح عنده ولا شك ان مؤسسات الدولة هي المسؤول الأول عن إيجاد الحلول التي لا تقتصر على إيجاد الوظائف الرسمية فانها لا تستوعب كل الشباب ــ والعراق بلد شبابي ــ بل لابد أن تنشط القطاع الخاص كالزراعة والصناعة والمهن المختلفة وتدعمه، وعلى الشباب أيضاً ان يتحركوا أو يخلقوا الفرص بالتعاون مع الجهات الداعمة لأفعال الخير والمعروف فيظهروا لهم قابلياتهم واستعدادهم للعمل بكفاءة  وأمانة وإخلاص وبذلك يستفيد الجميع ويزدهر البلد بعقول أبنائه وسواعدهم.

 

 

س: لقد كان لمرجعيتكم أثرها الفاعل في معالجة الأوضاع الاجتماعية والسياسية؛ كيف تجدون ملامح المستقبل المنشود لهذه الجماهير المؤمنة؟

 

 

 

بسمه تعالى

نحن متفائلون بفضل الله تعالى ووعوده الصادقة وبما نرى على ارض الواقع من نتائج طيبة ولسنا قلقين من بعض الفقاعات المعادية التي وصفها الله تبارك وتعالى بقوله (كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ) (النور:39) لكن الحذر واجب وعلينا ان نتصف بالوعي والفطنة فان المشاريع الشيطانية متربصة بنا.

 

س: كيف يتصور سماحتكم العلاقة مع الغرب في ضوء الأحداث الأخيرة في المنطقة؟

 

بسمه تعالى

اعتقد أن فايروس كورونا وتداعياته وآثاره على حياة الناس وإيقاف الأنشطة والفعاليات والمهرجانات المختلفة في بلدان العالم قربَّت لنا المسافات لمخاطبة عقولهم والنفوذ الى قلوبهم لإقناعهم بما نريد ان نقوله، كما ان فضائح قادتهم وزعاماتهم وفشل أنظمتهم الوضعية تساهم في انشاء حوار ناجح وعلينا أن نكون نحن بمستوى هذا الحوار الحضاري كما أراد أئمتنا (كونوا لنا زيناً ولا تكونوا علينا شيناً).

 

س: يرى عدد من الدارسين لظاهرة الإلحاد في المنطقة أسباب ومسوغات كثيرة، كيف يكون بنظر سماحتكم، آليات المعالجة، وحماية الهوية الإسلامية؟

 

بسمه تعالى

الأسباب عديدة فعلاً فيجب تشخيصها أولاً ثم معالجة كل منها بما يناسبه ولا شك ان ادواتنا في ذلك هي الحوار الرصين المبني على أسس علمية وحجج دامغة وتقديم الأسوة الحسنة التي تجسّد الرسالة الإسلامية وخير من يمثلها رسول الله (صلى الله عليه وآله) والمعصومون من أهل بيته (عليهم السلام) ومن سار على نهجهم من السلف الصالح فإن تأثير الاسوة الحسنة يفوق ألف محاضرة أو منشور.

 

س: كيف يرى سماحتكم مستقبل المشروع الإسلامي المبارك في ضوء التجربة العراقية وما فيها من إحداث؟

 

بسمه تعالى

قال الله تبارك وتعالى (لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) (المائدة:105) فعلى النخب الرسالية الواعية المؤمنة بمشروع الإسلام ان لا تشعر باليأس والإحباط لسوء سلوك بعض المحسوبين على الحركة الإسلامية ولا نكون في ضيق مما يتقوله الخصوم فان أي شريحة اجتماعية لا تخلو من عناصر غير صالحة قال تعالى (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) (الحجر: 97-99).