خلال لقائه الأمين العام للمجمع العالمي لأهـل البيت (ع) المرجع اليعقوبي: العالم يعيش عصر ازدهار التشيع

| |عدد القراءات : 120
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

خلال لقائه الأمين العام للمجـمع العالمي لأهـل البيت (عليهم السلام)

المرجـع اليعقوبي: العالم يعيش عصر ازدهار التشيع

 استقبل سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) في مكتبه في النجف الأشرف[1] الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام) سماحة آية الله الشيخ رضا رمضاني (دامت بركاته) وعدداً من كبار مساعديه والوفد المرافق له.

وأثنى سماحة المرجع على حسن اختيار الشيخ الرمضاني لهذا الموقع الشريف لما يتمتع به من فضيلة علمية عالية وخبرة في إدارة العمل الدعوي والتبليغي وحكمة وهدوء في تجاوز الصعاب وحل المشكلات.

ثم بين سماحة الشيخ رمضاني الغرض من تأسيس المجمع منذ ثلاثين عاماً وهو إيجاد رابطة تجمع أتباع أهل البيت (عليهم السلام) في مختلف دول العالم وتوفير فرصة انفتاح بعضهم على بعض، ودعم التشيع ونشر تعاليم أهل البيت (عليهم السلام) في أنحاء المعمورة وتمكين أتباع أهل البيت (عليهم السلام) في بلدانهم ، ثم استعرض سماحته المهام والمسؤوليات التي يضطلع بها المجمع والإنجازات التي حققها في مجالات التأليف والنشر والتبليغ باللغات المختلفة للشعوب وتأسيس جامعة تشتمل على مختلف التخصصات لرفد المجتمعات الشيعية بالكفاءات العلمية والمهنية من أبنائهم.

وثمّن المرجع اليعقوبي خلال حديثه تأسيس هذا المجمع العالمي مشيراً الى ان هذا المشروع المبارك يأتي استجابة لقول الله تبارك وتعالى (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) (الضحى:11) فإن النعمة التي أمرنا بالتحدث بها ونشرها هي ولاية أهل البيت (عليهم السلام) كما دلت عليها الآيات الكريمة الأخرى كقوله تعالى (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) (التكاثر:8) وقوله تعالى (وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي) (المائدة:3) بحسب ما فسّرته الروايات الشريفة عن المعصومين (سلام الله تعالى عليهم أجمعين) ، مؤكداً في الوقت ذاته على ضرورة العمل بهمّة عالية وتسخير الإمكانيات المطلوبة لتحقيق الأهداف المرجّوة من عمل المجمع .

وأشار سماحة المرجع (دام ظله) الى أن العالم اليوم يعيش في عصر ازدهار التشيع متفائلاً بسرعة انتشار الإسلام الحقيقي الأصيل الذي نقله أئمة أهل البيت (عليهم السلام) عن جدّهم المصطفى (صلى الله عليه وآله) لانسجامه مع الفطرة الإنسانية النقية والعقل السليم وهذا ما أكده المعصومون (عليهم السلام) بقولهم: (فان الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا)[2].

وتعقيباً على إعجاب الضيف الكريم بأبحاث سماحة المرجع اليعقوبي (دام ظله) في الفقه الاجتماعي وتطبيقاته على مسائل عديدة ، والتي فتحت آفاقاً جديدة في الفقه الإسلامي وقدرته على تنظيم الحياة البشرية في كل مجالاتها ، أكدّ سماحة المرجع على ضرورة انفتاح الحوزات العلمية في النجف وقم وغيرها على هذه الأبحاث وبذل الوسع في إثارتها والتحقيق فيها ــــ كتحقيق سماحته في كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مجلدين ــــ والا فأن أغلب أحكام الشريعة ستبقى معطلة أو محدودة الفائدة وتظهر الشريعة الإسلامية عاجزة عن تقديم نظام متكامل لقيادة البشرية ، واستشهد سماحته ببعض الروايات التي يرى فيها الامام الباقر[3] (عليه السلام) ضرورة وجود قوة وتأثير لدى المشرّع الإسلامي على السلطة والحكم  ليستطيع تطبيق أحكام الشريعة كما يريدها الله تعالى.

ونبّه سماحته الى أهمية تأسيس الحركة الدعوية والتبليغية على معارف القرآن الكريم وعلومه فإنه الثقل الأكبر وفيه تبيان كل شيء وهو يدعو الى اتباع أهل البيت (عليهم السلام) والتمسك بولايتهم فإن ذلك أدعى لاستجابة الناس وثقتهم بالمشروع.

وحثّ سماحته على مضاعفة الاهتمام بالساحات البكر التي لم تحظَ بوجودٍ كافٍ للمبلغين والدعاة كالقارة الافريقية فإن أهلها طيبون وينقادون لنداء الفطرة، فلابدّ من زيادة عدد المبلغين وتأسيس الحوزات العلمية التي تؤهّل أبناء تلك الدول على هداية شعوبهم وأهلهم فأنهم أعرف بلغاتهم وطبائعهم وثقافتهم، منوّهاً الى أن أفضل السبل لكسب الناس وأقربها الى الله تبارك وتعالى هي المشاريع الخيرية لمساعدة الناس وقضاء حوائجهم والمشاريع الاستثمارية التي تشغّل الشباب وتكفل لهم أسباب الحياة الكريمة.

وكان سماحة المرجع اليعقوبي (دام ظله) قد حذَّر في حديث سابق[4] من الأمور التي تعيق انتشار التشيع وتشوه صورته وتنفّر الناس منه وتخلق حاجزاً دون قبوله.

وفي ختام اللقاء دعا سماحة المرجع (دام ظله) الى المزيد من التواصل العلمي والعملي وتبادل الخبرات بين حوزتي النجف الاشرف وقم المقدسة واصفاً إياهما بالجناحين اللذين يطير بهما التشيع بلحاظ وحدة هدفهما وقواسمهما المشتركة، وإن تنوعت أدوارهما.

 

 


 



[1] في يوم الثلاثاء 19 شوال 1442 الموافق 1/6/2021

[2] معاني الأخبار للصدوق: ج1، ص 180

[3] عن يزيد الصائغ قال: (سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إن النساء لا يرثن من رباع الأرض شيئاً، ولكن لهن قيمة الطوب والخشب، قال: فقلت له: إن الناس لا يأخذون بهذا، فقال: إذا وليناهم ضربناهم بالسوط، فإن انتهوا وإلا ضربناهم بالسيف عليه) وسائل الشيعة: كتاب الميراث، أبواب ميراث الأزواج، باب6، ح11.

[4] كتاب خطاب المرحلة: ج 9 / ص 470