القبس القراني (وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ)

| |عدد القراءات : 141
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

Pوَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُO([1])

(الأعراف:176)

قال الله تبارك وتعالى Pوَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ * سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ * مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَن يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَO (الأعراف:175-178).

Pوَاتْلُ عَلَيْهِمْO يأمر الله تعالى نبيّه (J) أن يقرأ على الناس ويقصَّ لهم PنَبَأَO أي خبراً عظيماً فيه موعظة نافعة عن Pالَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَاO عن شخص أعطاه الله تعالى علماً جماً وحقائق ومعارف في النفس والكون تهدي الى الصراط المستقيم الموصل الى الله تبارك وتعالى، فكان مقامه مميزاً بين الجماعة الصالحة ويشار إليه بالسبق والتقدم.

Pفَانْسَلَخَ مِنْهَاO لكنه تجرد عنها كما يُسلخ جلد الحيوان وينزع الحيوان عنه لأن السلخ هو نزع جلد الحيوان، وتخلى هو باختياره وإرادته ولم يسلخه الله تعالى، منها فإنه في منعطف من حياته وأمام بريق الإغراءات لم يستطيع الثبات على الحق فسقط في الامتحان، والتعبير بالانسلاخ يعني ان الحجج والبينات كانت محيطة به ولازمة له وملتصقة بذاته التصاق الجلد بالإنسان، وهكذا التصاق الإيمان بالفطرة السليمة والعقل، الا انه لسوء سريرته وغلبة شهوته على عقله وفطرته تجرد عن العلوم والمعارف التي منَّ الله تعالى عليه بها كما ينسلخ الجلد عن الحيوان، وأعرض عنها فلم ينتفع بها ولم يحوِّلها إلى واقع عملي في حياته وإنما اتبع هواه ومشتهيات نفسه، ونحن نعلم ان الجلد له أكثر من فائدة فهو جمال للإنسان ولو انكشف بحرقٍ وغيره كانت خلقته مشوهة، وهو حافظ للبدن فلو ازيل هجمت عليه المكروبات والفيروسات وأصابته الأمراض الخطيرة، فكذلك المعرفة والعلوم النافعة جمال وكمال للإنسان وحماية له من الحماقة والضلالة فاذا تعرى منها كُشفت سوأتُه.

Pفَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُO ولما رأى الشيطان إمكانية الزلل والانحراف عنده وميله إلى الدنيا طمع فيه بعد أن كان يائساً من إغوائه عندما كان في الجماعة الصالحة ويظهر بزيِّهم، وكان في رعاية الله وحصنه فلحقه الشيطان وتبعه لما رآه خرج من حصن الله تعالى ورعايته، وظل يغريه ويمنّيه فزاده ضلالاً حتى جعله تابعاً له، وربما أتبعه بجمع من الناس يصدقونه ويجعلونه زعيماً لهم ليغريه أكثر، Pفَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَO أي من الخاسرين الهّالكين الذين ضلّوا الطريق فتسلّط عليهم الشيطان Pإِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَO (الحجر:42) .

Pوَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَاO تعبير بأسف واستياء عن مصير مثل هذا الشخص باننا وفرّنا له فرصة الارتقاء نحو الكمال وكان يمكن أن نرفع منزلته ودرجته ونزيده كمالاً الى كماله بتلك الآيات التي أعطيناها لو أراد العمل بصدق وإخلاص من أجل القرب من الله تعالى فان الله تعالى لا يجبر أحداً بل يتركه ليختار بحرية Pلِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍO (الأنفال:42).

Pوَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُO لكن هذا الشخص لم يحسن الاختيار فرغب في الدنيا ومال الى بهرجتها الزائفة وآثر متعتها الزائلة فرغب في الدعة والراحة واللذة والأمور الدنيئة المرتبطة بجسده الفاني المخلوق من التراب وسكن الى الأرض ولم يجعل غرضه الكمالات الروحية السماوية اتباعاً لهواه وتغليباً لشهواته.

Pفَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْO فهو دائم اللهاث في طلب الدنيا سواء في موارد الحاجة الطبيعية لها التي يعذر فيها بل يحمد أحياناً كالتوسعة على العيال والانفاق في سبيل الله تعالى، أو لا لحاجة اليها بل مجرد هوس واتباع لنفسه الأمارة بالسوء التي لا تشبع ولا تقف عند حد وإنما تلهث بنهم وراء النزوات والشهوات وتستزيد منها بلا حدود عقلائية فلا يعذر في طلبها، ورد في الحديث الشريف (لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى الثالث ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب)([2])، فهو مثل الكلب دائم اللهاث يخرج لسانه من فمه سواء هاجمته وحملت عليه واضطر الى الهرب وادركه الاعياء والتعب والعطش كما هي الحالة الاعتيادية للهاث، أو كان في وضع الاستراحة، وطالب الدنيا كذلك يلهث وراءها عطشاً إليها سواء كان محتاجاً إليها أو لا، ولا ينتفع بشيء من آيات الله البينات التي تروي عطشه الروحي سواء وعظته بها أو لم تعظه.

((وقيل إنما شبه بالكلب في الخسّة وقصور الهمة وسقوط المنزلة، ثم وصف الكلب باللهث على عادة العرب في تشبيههم الشيء بالشيء، ثم يأخذون في وصف المشبّه به، وإن لم يكن ذلك الوصف في المشبّه، وذلك يكثر في كلامهم ـ عن ابي مسلم ـ))([3])، أقول: والأول أقرب وإنما قالوا هذا لعدم قناعتهم بوجه للتشبيه باللهاث.

Pذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَاO هذه هي صفة وعاقبة كل الذين يعرضون عن داعي الهداية والصلاح والاستقامة على طاعة الله تعالى وينساقون وراء أهوائهم وشهواتهم وتزيين شياطين الجن والانس Pفَاقْصُصِ الْقَصَصَO وانقل لهم موارد العظة والعبرة من أحوال الناس السابقين وتجاربهم Pلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَO فان القصص لا نسردها للتسلية وقضاء الوقت عبثاً بل لأخذ الدروس والعبر منها والاستفادة من أخطاء الآخرين حتى لا نقع فيها ولا نكرّرها فيصيبنا نفس ما أصابهم.

Pسَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَاO فكان أمثال هؤلاء بئس المثل لمن يأتي خلفهم وأصبحوا عبرة لمن اعتبر Pوَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَO فقد جنوا على أنفسهم وحرموها من السعادة التي هيّأ الله تعالى لهم أسبابها وظروفها، واختاروا الشقاوة بعصيان ما أمر الله تعالى به فهم بعصيانهم يضّرون أنفسهم، والله تعالى لا يضّره كيدهم ولا طغيانهم وعصيانهم كما لا ينتفع بإيمانهم Pلَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًاO (آل عمران:176) Pوَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍO (النساء:113) Pمَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِيO إذ لا صلاح ولا سعادة ولا نجاة الا باتباع شريعة الله تعالى والتوفيق بلطفه وعنايته ولن تجدها عند غيره، وهذه حقيقة يقرُّ بها المؤمنون ويردّدون Pالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُO (الأعراف:93) .

Pوَمَن يُضْلِلْO الله من الناس بسوء اختيارهم وعدم استفادتهم مما هيّأ الله تعالى لهم من سُبُل الخير فوكلهم الله تعالى الى أنفسهم وما اختاروا فان الله تعالى لا يجبرهم على الهدى والصلاح إن لم يريدوه فكان الشقاء نتيجة حتمية لهم، قال أمير المؤمنين (A) في دعاء الصباح (وَاِنْ خَذَلَني نَصْرُكَ عِنْدَ مُحارَبَةِ النَّفْسِ وَالشَّيْطانِ فَقَدْ وَكَلَني خِذْلانُكَ اِلى حَيْثُ النَّصَبُ وَالْحِرْمانُ)([4]).

Pفَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَO فقد خسروا أنفسهم ولم يوظّفوها لما تستحق من الثمن وهي الجنة، وخسروا نعيم الآخرة ومرافقة الصالحين الأبرار، وخسروا رضوان الله تعالى وأي خسارة أعظم من تضييع هذه النعم Pأَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ ، جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُO (إبراهيم: 28-29) فبئست الصفقة.

وتذكر الروايات ان الآية الكريمة نزلت في بلعام بن باعورا وكان من كبار علماء بني إسرائيل لكنه رغب في دنيا الفراعنة وروي في تفسير القمي عن الامام الرضا (A) قوله (أنه اعطي بلعم بن باعورا الأسم الأعظم وكان يدعو به فيستجاب له فمال الى فرعون)([5]) فجعلته الآية الكريمة مثلاً لكل من تخلى عن مبادئه وقيمه الدينية والإنسانية التي تعلمّها وعرفها طلباً للدنيا.

لذا طبقه الامام الباقر (A) على بعض من كان محسوباً عليه، روى العياشي في تفسيره عن سليمان اللبان قال (قال أبو جعفر (A): أتدري ما مثل المغيرة بن سعيد قال: قلت: لا، قال: مثله مثل بلعم الذي أوتي الاسم الأعظم الذي قال الله تعالى Pآَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَO)([6]).

 ونبيّن هنا بعض الدروس المستفادة من الآيات الكريمة التي تجري في جميع الناس بحسب مراتبهم:

1- ان الناس ــ عدا من عصمه الله تعالى ــ يتركون ما أعدّ الله تعالى لهم من الكرامة والمقام الرفيع ويرضون بالأدنى التافه، وبعضهم يكون له أعمال وإنجازات كبيره لكنه لما يحين وقت الحصول على الجائزة الكبرى وقطف الثمرة يتركها ويذهب بعيداً عنها الى حيث الفتات، وربما يظن ان ذلك تواضعٌ منه وزهدٌ لأنه لا يستحق هذا العطاء وهو واهم لأن الله تعالى لا يعطي على الاستحقاق، حتى يرفضه لعدم الاستحقاق وإنما يعطي كرماً وتفضلاً، وربما يهرب من نيل العطاء لا لشيء يحصل عليه سوى جلد الذات وعقاب النفس فيتركون كرامة الله تعالى ويطلبون عقوبته، وهو أحد معاني ما ورد عن أمير المؤمنين (A) (ما أعرف أحداً الا وهو أحمق في ما بينه وبين ربه)([7]) لأنه لم يحسن استثمار الفرصة بتمامها، وقد أخذه (A) مما ورد في وصية النبي (J) لأبي ذّر (6) (يا أبا ذر لا يصيب الرجل حقيقة الإيمان حتى يرى الناس كلهم حمقى في دينهم عقلاء في دنياهم)([8]) إلى أن يتأكد من كونهم عقلاء في دينهم أيضاً. لذا كان من أسماء يوم القيامة يوم التغابن لأن الجميع يشعر بالغبن حتى المؤمنون، ولما يجد الشيطان في الإنسان تلك الرغبة وذلك التوجه يتشبث به ولا يدعه حتى يضله.

فمثله كمثل الكلب يقوم بأعمال كبيرة لصاحبه ثم يجلس وقت الطعام بعيداً ويكتفي بما يلقى إليه من العظام وبقايا الطعام، ولو دعوا الى الموائد لما استجابوا لأنهم لا يحسنون الأكل الا مع الكلاب، وهذا وجه آخر للتشبيه، كقريش وأهل الكتاب فانهم كانوا Pيَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواO (البقرة: 89) ويطلبون الفتح والنصر بان يرسل لهم الله تعالى رسولاً هادياً الى طاعة الله تعالى، فلما بعثه إليهم وهم يعرفون صدقه وأمانته وإخلاصه لهم كذبوه وجحدوا بآيات الله ونكصوا على أعقابهم.

فمجيء هذه الآيات بعد آية الميثاق ليجدد الإنسان دائماً ميثاقه الذي تعهد به أمام ربه تبارك وتعالى ويثبت عليه.

2- خطورة دور العلماء والمفكرين والنخب المثقفة اذا تخلّوا عن مسؤولياتهم وانحرفوا عن أداء رسالتهم ومالوا الى الدنيا طمعاً في مال أو جاه أو زعامة أو حسداً لمن هم أجدر منهم، فيرضون لأنفسهم بإن يتحولوا الى أبواق للظالمين وأدوات لهم لخداع الناس وتجهيلهم وتدجينهم ليسهل على المتسلطين سوقهم الى ما يريدون، روى الشيخ الطبرسي في مجمع البيان عن الامام الباقر (A) قال (الأصل في ذلك بلعم ثم ضربه الله مثلاً لكل مؤثر هواه على هدى الله من أهل القبلة)([9]).

وكم سمعنا ورأينا ممن عرف اشياءاً من علوم الدين لكنه ينحرف عنها ويكتمها بل يظهر خلافها طلباً لدنيا ينالها من سلطانٍ جائر فيشرعن له ظلمه وجوره ويكون للظالم عونا وللمظلوم خصما عكس ما هو مطلوب([10]) بل قد تجدهم يتسابقون الى ظلم أنفسهم بطاعة الظالم وتنفيذ رغباته وابتكار مالم يطلبه منهم والسير في ركابه والانسلاخ من مبادئهم وعدم الكلل من تقديم كل ما يسرع بإرسالهم الى قعر جهنم والعياذ بالله تعالى.

لذا أمر المعصومون (D) باتباع العلماء العاملين المخلصين المضحين من أجل الدين وكرامة الإنسان وحذّروا من العلماء الذين يتخذون الدين وسيلة لتحقيق مكاسب شخصية، وليتأنّ الإنسان كثيراً وليمحص قبل أن يختار من يتبعه ويأخذ بأقواله وأفعاله ولا تغرّه بعض المظاهر والشكليات.

3- يجب على المؤمنين أن يملأوا الساحة بما يقتضيه المنهج الإسلامي في جميع الاتجاهات: العقائدية والفكرية والأخلاقية والاجتماعية حتى السياسية والاقتصادية، فان الساحة إذا خلت ملأها الشيطان واتباعه، فهذا الذي ضربته الآية مثلاً لما خرج من الجماعة الصالحة وترك المنهج الرباني أتبعه الشيطان فوراً وأغواه وزاده ضلالاً وملأ الفراغ الذي أخرج نفسه إليه.

4- إن التزود بالعلوم والمعارف وحده لا يكفي للنجاة والفوز ما لم تتحول الى التزام عملي واقعي متكامل لأن وجود أي ثغرة في التطبيق يمكن أن ينفذ منها الشيطان ويهدم بنيانه كله، لذا ورد في دعاء الافتتاح (اللهم ما عرفتنا من الحق فحمّلناه وما قصرنا عنه فبلّغناه)([11]) فلا بد أن تتحول المعرفة الى هم نحمله ونعيشه بكل كياننا ونسعى الى تحقيقه بمعونة الله تعالى.

إن الآية تنطبق بشكل كبير على من يسمّون بوعّاظ السلاطين، ومنهم شريح القاضي فبعد أن كان قاضياً لأمير المؤمنين (A) في مسجد الكوفة أغراه الموقع وامتيازاته حتى كان هو من خذَّل الناس عن مسلم بن عقيل عندما أشرف من قصر الامارة على الناس المحتجين بقيادة مسلم وأخبرهم ان هاني بن عروة بخير وانه في ضيافة الأمير، ثم اعطى الشرعية للخروج إلى حرب الامام الحسين (A) بأنه خارج على خليفة المسلمين فكانت فتواه سبباً لقتل الامام الحسين (A)([12]).

 

 

 

 



[1] - الكلمة التي ألقاها سماحة المرجع الديني الشيخ اليعقوبي (دام ظله) على طلبة بحث الخارج في افتتاح العام الدراسي يوم الأحد 13 محرم 1443 الموافق 22/8/2021

[2] - مسند أحمد: ج 5 ص 117، وأخرجه البخاري بحديث قريب منه 11/ 253 باب ما يتقى من فتنة المال، ومسلم برقم (1046)

[3] - مجمع البيان: 4/207

[4] - مفاتيح الجنان

[5] - بحار الأنوار: ج 13 / ص 377

[6] - البرهان: 4/143، عن تفسير العياشي: 2/42 ح 118

[7] - بحار الأنوار: ج 78/ ص 107

[8] - أمالي الطوسي: 533

[9] - مجمع البيان: 4/207

[10] - إشارة لوصية أمير المؤمنين (عليه السلام) لولديه الحسن والحسين (C) حين استشهاده (كونوا للظالم خصما وللمظلوم عونا) (نهج البلاغة: الكتب والرسائل: الرسالة 47)

[11] - مفاتيح الجنان

[12] - راجع خطاب المرحلة: ج6 / ص423 بعنوان (الفتوى التي قتلت الامام الحسين (A)