العقيلة زينب (عليها السلام) تبشّر بعصر انتشار الإسلام الذي نعيشه

| |عدد القراءات : 58
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

بسمه تعالى

العقيلة زينب (عليها السلام) تبشّر بعصر انتشار الإسلام الذي نعيشه[1]

الحمد لله إننا نعيش عصر انتصار الإسلام المحمدي الأصيل وتقدمَّه، وإقبالَ البشرية عليه، وفي ذلك تصديق للوعد الإلهي الذي نقلته لنا العقيلة زينب (عليها السلام) بنت أمير المؤمنين (صلوات ربي عليهم اجمعين) عن جدها رسول الله (صلى الله عله واله وسلم) وحديثها عن أبنَ أخيها الإمام السجاد (عليه السلام) لتسليته ولتخفيف مصيبته بأبيه الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته، لما مرّ بهم جيش اللعين عمر بن سعد على مصارع الإمام الحسين (عليه السلام) وأصحابه ووجدهم مجزرّين كالأضاحي مقطوعي الرؤوس فكاد الإمام السجاد (عليه السلام) أن يموت ألماً وحزناً وهو يرى حجةَ الله في أرضه وسيد شباب أهل الجنة وريحانة رسول الله (صلى الله عليه واله) بهذا الحال.

فقد روى الشيخ الجليل إبن قولويه في كامل الزيارات عن الإمام السجاد (عليه السلام) حديثاً طويلاً عن فضل زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) جاء فيه (إنه لما أصابنا بالطف ما أصابنا، وقُتِل أبي (عليه السلام)، وقُتِل من كان معه من ولده وإخوته وساير أهله، وحملت حرمه ونساؤه على الأقتاب يراد بنا الكوفة، فجعلت أنظر إليهم صرعى، ولم يواروا، فيعظم ذلك في صدري، ويشتَّد لما أرى منهم قلقي فكادت نفسي تخرج، وتبيّنَت ذلك مني عمتي زينب بنت علي الكبرى، فقالت مالي أراك تجود بنفسك يا بقية جدي وأبي وإخوتي) ثم قالت (عليها السلام) (لا يجزعنك ما ترى فوالله إن ذلك لعهد من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى جدك وأبيك وعمك، ولقد أخذ الله ميثاق أناس من هذه الأمة لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض، وهم معروفون في أهل السماوات أنهم يجمعون هذه الأعضاء المتفرقة فيوارونها، وهذه الجسوم المضرجة وينصبون لهذا الطف علماً لقبر أبيك سيد الشهداء (عليه السلام) لا يدرس أثره، ولا يعفو رسمه، على كرور الليالي والأيام و ليجتهدّن أئمة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه فلا يزداد أثره إلا ظهوراً و:أمره إلا علواً).[2]

إن هذه النعمة الإلهية العظيمة التي انقضت أجيال بعد أجيال من أسلافنا الصالحين ولم يدركوها وأدركناها نحن بفضل الله تعالى، توجب علينا أن نرتقي ونتكامل بالتقوى والإخلاص والعمل الصالح والأخلاق الفاضلة لنكون أهلاً لها فلا نسلبّها ونحرم منها، ويلزمنا أيضاً حق المحافظة عليها وإدامتها ونشرها {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى: 11] حتى يزداد المؤمنون إيماناً، ويتعرف عليها من لا يعرفها وأن لا نقصر في ذلك، بكل وسائل النشر والتبليغ والإعلام والترويج المتاحة وهي كثيرة ومتنوعة وفاعلة.

لنكون من الممهدين حقاً لإتمام الوعد الإلهي بالتمكين والاستخلاف ووراثة الأرض على يد الإمام المهدي الموعود (أرواحنا لمقدمه الفدا) قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7]



[1] - من حديث سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) يوم الخميس 17/رجب/1444 الموافق 9/2/2023 مع حشد من الطلبة الأكاديميين الذين نظّم لهم ملتقى العلم والدين دورات في العلوم الدينية والتنمية البشرية خلال العطلة الربيعية.

[2] - كامل الزيارات: 259، بحار الأنوار: 28/56