قابلية الدين الإسلامي العظيم على صناعة التغيير والإصلاح شرط ان يذوب أبناؤه في مبادئه السامية وفي مضامين القرآن الكريم

| |عدد القراءات : 53
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

 

قابلية الدين الإسلامي العظيم على صناعة التغيير والإصلاح شرط ان يذوب أبناؤه في مبادئه السامية وفي مضامين القرآن الكريم

 

أكد سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (K) على استمرارية وديمومة مؤثرية الدين الإسلامي العظيم وقدرته الكاملة على صناعة التغيير والإصلاح إلى الأبد.

وأشار سماحتُهُ خلال كلمة ألقاها ([1]) في وفد من مؤسسة ملتقى العلم والدين من محافظة ذي قار بمكتبه في النجف الأشرف الذين توَّجهوا لإحياء يوم عرفة في النجف وكربلاء والذي أصطلح عليه سماحة المرجع (K) بـ(يوم التوبة العالمي) ودعا لإحيائه في خطاب مفصَّل صدر عام 18 ذي القعدة 1428 المصادف 29/11/2007 ([2]).

إلى إن الله تبارك وتعالى أودع الدين الإسلامي من عناصر القوة والاستمرارية ما يجعله حياً وغضاً ومتجدداً في كل العصور – وضمنّه من المقومات والمبادئ ما يمنحه القابلية لأن يكون برنامجاً عظيماً ودستوراً رصيناً – يستنبط الحلول الناجعة لكل المشاكل والتحديات في تعاليمه ومبادئه، وأشترط سماحتُهُ (K) لتحقيق ذلك وتطبيقه ميدانياً على الأرض – بذوبان أبناء الإسلام في الإسلام نفسه وفي القرآن الكريم ومضامينه العالية وخلوص إيمانهم به كمنظومة متكاملة، وكنظام دقيق ومشروع شامل لكل مناحي الحياة.

وعزى سماحتُهُ (متأسفاً) تراجع مؤثرية الإسلام في بعض المحاور إلى ابتعاد أبناء الإسلام والمتسمّين باسم الإسلام عن ذلك.

وأستشهد سماحتُهُ (K) بقصة قوم النبي موسى (A) إذ لم تمر إلاّ برهة قصيرة من الوقت من نجاتهم من فرعون وجنوده عن طريق المعجزة الإلهية التي شاهدوها بأعينهم حتى طلبوا من نبيّهم أن يجعل لهم إلهاً {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} (الأعراف: 138)، والادهى من ذلك انهم لم يقفوا عند هذا الحد من الانحراف والجحود، بل وصل بهم الأمر إلى عبادة العجل الذي صنعه لهم السامري، بل تعدّى كفرهم إلى ذوبانهم في حب ذلك العجل {وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ} (البقرة: 93).

وفي هذا السياق يتساءل سماحتُهُ مستنكراً: لماذا لا يذوب المتدينون أو لماذا لا نذوب نحن المتدينون في الله تعالى وفي الإسلام العظيم والقرآن الكريم؟! أو لماذا لا يشرب في قلوبنا حب الله تعالى جلّ وعلا وحب رسوله وأهل بيته (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين)؟! وهل عَبَدَة العجل أولى بالذوبان في مشروعهم المنحرف منّا نحن في مشروعنا وهو الدين الإسلامي والقرآن الكريم؟!!

وفي ختام حديثه حثَّ سماحتُهُ الشباب المؤمنين على السعي لتوفير مقومات وعناصر الذوبان في المشروع الإلهي ليكونوا مؤهلين لتلقي هذه الألطاف العظيمة، وأن يبذلوا سَعيهِم المبارك هذا في بواكير شبابهم ومن أول الطريق، ويبدأ ذلك بمصاحبة الصالحين وحضور مجالسهم والاستفادة منهم وإدامة زخم هذه التجمعات المباركة التي تُعقد في مواسم الزيارة.. والإكثار من قراءة القرآن وتدبّر القرآن الكريم والاطلاع على التفاسير الميسرة فيه (كتفسير شبّر والتفسير المعين وتفسير المفيد) فقد ورد في الحديث الشريف (من قرأ القرآن وهو شاب مؤمن اختلط القرآن بلحمه ودمه) ([3]) وغير ذلك من أسباب التوفيق الإلهي.



[1] - يوم الثلاثاء 8/ذو الحجة/1444 الموافق 27/6/2023.

[2]  خطاب المرحلة: ج5/ص467

 

[3]  بحار الأنوار: ج ٧ - ص ٣٠٥