خطاب المرحلة (618)المرجع اليعقوبي يشدد على عدم الركون الى حالة الياس والإحباط التي يراهن عليها البعض للنيل من صمود وصبر الشباب المنتفض فيدفعهم للتخلي عن المطـالب المشروعة

| |عدد القراءات : 35
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

المرجع اليعقوبي يشدد على عدم الركون الى حالة الياس والإحباط التي يراهن عليها البعض للنيل من صمود وصبر الشباب المنتفض فيدفعهم للتخلي عن المطـالب المشروعة

شدد سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) على عدم الركون الى حالة الياس والإحباط التي يراهن عليها البعض للنيل من صمود وصبر الشباب المنتفض فيدفعهم الى التخلي عن المطالب المشروعة وتنطفئ جذوة الحراك الجماهيري داعيا النخب الواعية الى أخذ دورها في مساندة إخوانهم في تشكيل قيادة واضحة ومنظمة لتوحيد الرؤى وتقديم الأولويات ورفض الممارسات الخاطئة.

وأشاد سماحته بكلمة القاها بوفد شبابي من محافظة البصرة بمكتبه في النجف الاشرف([1]) بالمواقف الشجاعة والواعية التي أظهرها المتظاهرون السلميون في ساحات التظاهر ومطالبهم المشروعة ببناء وطن كريم قوي آمن يبنى على أساس المواطنة وفي إطار منظومة الحقوق والواجبات تحفظ فيه كرامة الناس ويعزز الشعور بحقيقة الوطن.

كما أكد سماحته على أهمية بث الامل والتفاؤل والايمان به وترسيخه في نفوس الناس والمحافظة عليه لما يمنحه من محرِّكية نحو بلوغ الهدف والوصول الى الغاية المطلوبة، لافتاً الى ان الحراك الجماهيري أعاد الامل الى النفوس المجدبة بعد ان ضاق الأفق السياسي ووصل مستوى الإحباط الى اعلى درجاته عند تشكيل هذه الحكومة بالطريقة البائسة، فالانتفاضة وحدت العراقيين واعادت لهم الروح الوطنية وعززت الانتماء الى الوطن فكان (العراق) هو العنوان الجامع الذي وحد المطالب وكان بحق سر نجاح الانتفاضة وديمومتها حتى الآن.

ونوه سماحته الى ان ما يعيشه المجتمع اليوم من انعدام للأمن والاطمئنان والعيش الكريم يجب أن لا يكون مدعاة لليأس والإحباط، لأنه يشكل على الرغم من مرارته فرصة ثمينة لاستشعار الفراغ الكبير الذي تتركه غيبة الأمام المنتظر (عجل الله فرجه الشريف)، فبالرغم من حجبه عن انظار الناس وغيابه عنهم الا ان وجوده (A) يشعرنا بوجود من يرعانا بدعائه ويشفق علينا ويوجه مسيرتنا بالمقدار المتيسر وينمي الامل ويضفي الطمأنينة والسكينة في نفوسنا.. وهكذا ينبغي ان يكون الانسان المؤمن متفائلا بكرم الله تعالى ورحمته ورعاية صاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه) ، فقد ورد عن أبي عبد الله (A) قال: "عجبت للمؤمن إن الله لا يقضي له بقضاء إلا كان خيرا له، إن أغناه كان خيرا له وإن ابتلاه كان خيرا له، وإن ملكه ما بين المشرق والمغرب كان خيرا له، وإن قرّض بالمقارض كان خيرا له، وفي قضاء الله للمؤمن كل خير([2])" .

ودعا سماحته الشباب الى قراءة التاريخ واستنطاقه ليستفيدوا منه في فهم حاضرهم واستشراف مستقبلهم ليتعلموا كيفية التعاطي مع الاحداث بوعي وبصيرة، فقد مر العراق عبر التاريخ بمحن واهوال شديدة وصراعات كثيرة وفقد الناس الأمل بحياة جديدة وبواقع جديد فلم تلبث ان انقشعت الغيوم وفرج الله تعالى عن الناس بلطفه وكرمه.

 

 

 



([1]) بتأريخ يوم الأحد 29/12/2019 الموافق 2/جمادي الأولى/ 1441 هـ

([2]) البحار: ج ٦٩ / ص ٣٣١ / ح ١٥.