خطاب المرحلة (711)العقيلة زينب (ع) تبشّر بعصر انتشار الإسلام الذي نعيشه

| |عدد القراءات : 32
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

العقيلة زينب (B) تبشّر بعصر انتشار الإسلام الذي نعيشه([1])

الحمد لله إننا نعيش عصر انتصار الإسلام المحمدي الأصيل وتقدمَّه، وإقبالَ البشرية عليه، وفي ذلك تصديق للوعد الإلهي الذي نقلته لنا العقيلة زينب (÷) بنت أمير المؤمنين (صلوات ربي عليهم اجمعين) عن جدها رسول الله (9) وحديثها عن أبنَ أخيها الإمام السجاد (A) لتسليته ولتخفيف مصيبته بأبيه الإمام الحسين (A) وأهل بيته، لما مرّ بهم جيش اللعين عمر بن سعد على مصارع الإمام الحسين (A) وأصحابه ووجدهم مجزرّين كالأضاحي مقطوعي الرؤوس فكاد الإمام السجاد (A) أن يموت ألماً وحزناً وهو يرى حجةَ الله في أرضه وسيد شباب أهل الجنة وريحانة رسول الله (J) بهذا الحال.

فقد روى الشيخ الجليل إبن قولويه في كامل الزيارات عن الإمام السجاد (A) حديثاً طويلاً عن فضل زيارة الإمام الحسين (A) جاء فيه: (إنه لما أصابنا بالطف ما أصابنا، وقُتِل أبي (A)، وقُتِل من كان معه من ولده وإخوته وساير أهله، وحملت حرمه ونساؤه على الأقتاب يراد بنا الكوفة، فجعلت أنظر إليهم صرعى، ولم يواروا، فيعظم ذلك في صدري، ويشتَّد لما أرى منهم قلقي فكادت نفسي تخرج، وتبيّنَت ذلك مني عمتي زينب بنت علي الكبرى، فقالت مالي أراك تجود بنفسك يا بقية جدي وأبي وإخوتي- ثم قالت (÷)- لا يجزعنك ما ترى فوالله إن ذلك لعهد من رسول الله (J) إلى جدك وأبيك وعمك، ولقد أخذ الله ميثاق أناس من هذه الأمة لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض، وهم معروفون في أهل السماوات أنهم يجمعون هذه الأعضاء المتفرقة فيوارونها، وهذه الجسوم المضرجة وينصبون لهذا الطف علماً لقبر أبيك سيد الشهداء (A) لا يدرس أثره، ولا يعفو رسمه، على كرور الليالي والأيام وليجتهدّن أئمة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه فلا يزداد أثره إلا ظهوراً وأمره إلا علواً)([2]).

إن هذه النعمة الإلهية العظيمة التي انقضت أجيال بعد أجيال من أسلافنا الصالحين ولم يدركوها وأدركناها نحن بفضل الله تعالى، توجب علينا أن نرتقي ونتكامل بالتقوى والإخلاص والعمل الصالح والأخلاق الفاضلة لنكون أهلاً لها فلا نسلبّها ونحرم منها، ويلزمنا أيضاً حق المحافظة عليها وإدامتها ونشرها {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} (الضحى: 11) حتى يزداد المؤمنون إيماناً، ويتعرف عليها من لا يعرفها وأن لا نقصر في ذلك، بكل وسائل النشر والتبليغ والإعلام والترويج المتاحة وهي كثيرة ومتنوعة وفاعلة.

لنكون من الممهدين حقاً لإتمام الوعد الإلهي بالتمكين والاستخلاف ووراثة الأرض على يد الإمام المهدي الموعود (أرواحنا لمقدمه الفدا) قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْـصُرُوا اللَّهَ يَنْـصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} (محمد: 7).



([1]) من حديث سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) يوم الخميس 17/رجب/1444هـ- الموافق 9/2/2023م, مع حشد من الطلبة الأكاديميين الذين نظّم لهم ملتقى العلم والدين دورات في العلوم الدينية والتنمية البشرية خلال العطلة الربيعية.

([2]) كامل الزيارات: 259، بحار الأنوار: 28/56.