{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} - الفتح السلمي

| |عدد القراءات : 38
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} [الفتح: 1]

الفتح السلمي[1]

 

        وردت في فضل قراءة سورة الفتح أحاديث عديدة، كالذي رواه أبي بن كعب عن النبي (J) قال: (من قرأها فكأنما شهد مع محمد (J) فتح مكة)، وفي رواية أخرى (فكأنما كان مع من بايع محمداً (J) تحت الشجرة)[2]، وروى الشيخ الصدوق بسنده عن عبد الله بن بكير عن أبيه قال: قال أبو عبد الله: (حصنوا أموالكم ونساءكم وما ملكت إيمانكم من التلف بقراءة (إنا فتحنا) فإنه إذا كان ممن يدمن قراءتها ناداه منادٍ يوم القيامة حتى يسمع الخلائق: أنت من عبادي المخلصين ألحقوه بالصالحين من عبادي، فأسكنوه جنات النعيم، وأسقوه الرحيق المختوم بمزاج الكافور)[3] وفي صحيح البخاري عن النبي (J) قال: (لقد أنزلت علي الليلة سورة لهي أحب إلي مما طلعت عليه الشمس)[4]، وفي كتاب طب الأئمة (عليهم السلام) بإسناده عن جابر الجعفي عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: (كنت عند علي بن الحسين عليهما السلام إذ أتاه رجل من بني أمية من شيعتنا فقال له: يا ابن رسول الله ما قدرت أن أمشي إليك من وجع رجلي، قال عليه السلام: أين أنت من عوذة الحسين بن علي عليهما السلام؟ قال: يا ابن رسول الله وما ذاك؟ قال: ثم ذكر الآيات السبع الأولى من السورة، قال: ففعلت ما أمرني به، فما حسست بعد ذلك بشيء منها بعون الله تعالى)[5].

        وقد نزلت السورة في صلح الحديبية والاتفاق الذي جرى بين النبي (J) ومشركي قريش وبيعة الرضوان تحت الشجرة  {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [الفتح: 18] في السنة السادسة للهجرة على ما تشهد به آيات السورة، والروايات الواردة في سبب نزولها، فما ورد في بعض الروايات من أنها نزلت في فتح مكة كقول الإمام الرضا (A): (فلما فتح الله على نبيه مكة قال يا محمد (إنا فتحنا لك فتحا مبينا)[6] ورواية عائشة في الدر المنثور عن النبي (J) قال: (إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً): قال فتح مكة)[7] يحمل على ما ورد فيها من الوعد بفتح مكة {وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} [الفتح: 18]، أو لأن صلح الحديبية مهّد لفتح مكة بعد سنتين، وقبله فتح خيبر وإنهاء الوجود اليهودي الخبيث في جزيرة العرب، أو لأن فتح مكة قد بدأ تحقيقه فعلاً من يوم الحديبية باقتحام عقيدة الإسلام مكة وإذعان قريش بعجزهم عن مواجهة الإسلام، أو قل إن فتح مكة سياسياً وعقائدياً واجتماعياً قد تحقق في صلح الحديبية وإن تأخّر عسكرياً إلى السنة الثامنة للهجرة.

        والآية قابلة للانطباق على الفتوحات المادية والمعنوية إلى يوم القيامة ومنها ما يحصل اليوم من تفوق الإسلام على سائر الأديان والأيديولوجيات والأنظمة والقوانين بالبراهين والحجج والقوانين المحكمة والمبادئ السامية، وانتشاره السريع في الدول الغربية المادية وإقبال الناس أفواجاً وجماعات على اعتناقه، فهذه كلها فتوحات مستمرة بفضل الله تعالى، إلى أن يحصل الفتح الأعظم بظهور قائم آل محمد (صلوات الله عليهم أجمعين) (وأعِنا على ذلك بفتح منك تعجلّه)[8].

        وخلاصة الواقعة[9]: إن النبي (J) خرج من المدينة في ذي القعدة من السنة السادسة معتمراً لا يريد حرباً وساق معه الهدي سبعين بدنة وأحرم بالعمرة ليعلم الناس أنه إنما خرج زائراً لهذا البيت ومعظماً له وليس غازياً، وخرج معه ألف وأربعمائة على أكثر الأقوال وتخلّف عنه كثيرٌ من الأعراب {سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا} [الفتح: 11] وهم كاذبون في دعواهم، وإنما تخلّفوا خوفاً من بطش قريش، لأنهم اعتقدوا جازمين أن هذه السفرة عملية انتحارية إذ كيف يجازف النبي (صلى الله عليه وآله) ويخرج بهذا العدد من المعتمرين المسالمين ويقدِّم نفسه وأصحابه لقمه سائغه لقريش المتجبرة ذات العدة والعدد التي حشدت لقتاله قبل عام واحد عشرة آلاف مقاتل حاصروا المدينة في واقعة الأحزاب {بَلْ ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَداً} [الفتح: 12].

ولما علمت قريش بتوجهه (صلى الله عليه وآله وسلم) دفعت بجيش مدجج بالسلاح لمواجهته وتقدمتهم كتيبة من الفرسان على رأسها خالد بن الوليد، ولكن النبي (صلى الله عليه وآله) سلك طريقاً غير المتعارف فوصل حدود مكة من أسفلها وليس من شمالها كما هو المفروض للقادم من المدينة وتجنّب ملاقاتهم، ففوجئت قريش بالنبي (صلى الله عليه وآله) والمسلمين ينزلون في الحديبية على مشارف مكة على حد الحرم الآمن ولا يستطيعون قتاله، وأسقط ما في أيديهم وعلاهم الذل والهوان، وحينما وصل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الحديبية أسفل مكة بركت ناقته (J) فقال الناس: خلأت الناقة -أي حرنت عن المشي- فقال (J): (ما خلأت وما هو لها بخلق ولكن حبسها حابس الفيل عن مكة، لا تدعوني قريش اليوم إلى خطة يسألونني فيها صلة الرحم إلا أعطيتهم إياها) ثم أمر الناس بالنزول، وأرسل (J) من يطمئن قريشاً بأنه جاء زائراً ولم يأتِ لقتال، لكنهم أصرّوا على عدم دخوله وقالوا: ((وإن كان جاء ولا يريد قتالاً، فوالله لا يدخلنّها علينا عنوةً أبداً، ولا تحدث بذلك عنّا العرب)) وتبادلوا الرسائل، حتى تدخّل عروة بن مسعود الثقفي[10] و التقى بالنبي (J) ورأى الأخلاق العظيمة لرسول الله (J) وتفاني أصحابه بين يديه، فعاد إلى قريش وقال لهم: ((يا معشر قريش: إني قد جئت كسرى في ملكه، وقيصر في ملكه والنجاشي في ملكه، وإني والله ما رأيت ملكاً في قوم قط مثل محمد في أصحابه، ولقد رأيت قوماً لا يسلّمونه لشيء أبداً، فروا رأيكم)).

        فأرسلت قريش سهيل بن عمرو إلى رسول الله (J) وقالوا له: ((ائت محمداً فصالحه، ولا يكن في صلحه إلا أن يرجع عنا عامه هذا، فوالله لا تحدّث العرب عنّا أنه دخلها علينا عنوة أبداً)) فوافق النبي (J) على الصلح، وكتبا بذلك كتاباً رفض سهيل افتتاحه بالبسملة والاكتفاء بما تعارفوا عليه في الجاهلية وهو قول (باسمك اللهم)، كما رفض أن يذكر إلى جنب أسم محمد وصفه بأنه رسول الله  ووافق النبي (J) وجاء فيه: ((هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله سهيل بن عمرو، اصطلحا على وضع الحرب عن الناس عشر سنين يأمن فيهن الناس ويكفّ بعضهم عن بعض، على أنه من أتى محمداً من قريش بغير إذن وليه ردّه عليهم، ومن جاء قريشاً ممن مع محمد لم يردّوه عليه، وأن بيننا عيبة مكفوفة -أي صدور منطوية على ما فيها- وأنه لا إسلال ولا إغلال- أي لا سرقة خفية ولا خيانة- وأنه من أحبَّ أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه، وإنك ترجع عنّا عامك هذا، فلا تدخل علينا مكة، وأنه إذا كان عام قابل، خرجنا عنك فدخلتها بأصحابك فأقمت بها ثلاثاً معك سلاح الراكب، السيوف في القرب لا تدخلها بغيرها)) وكان كاتب الصحيفة علي بن أبي طالب[11]  (A).

        وقد اعترض عمر بن الخطاب على قبول النبي (J) بشروط الصلح وقال له: ((علامَ تعطي الدنية في ديننا)) وكأنه يريد أن يدفع الصحابة نحو قتال قريش بإثارة العصبية فيهم [12]، و وافقه على ذلك جماعة رغبة في القضاء على المسلمين لأنهم قلّة ومسالمون وفي قبضة قريش وقال تعالى فيهم {بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا} [الفتح: 12] ولعلهم المقصودون بقوله تعالى {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ} [الفتح: 26] والمراد بالكفر هنا كفران النعمة وحق الطاعة وليس المشركين الذين ما فارقوا الجاهلية حتى يُعيَّروا بها أو تحتاج الحمية الجاهلية إلى جعل جديد فقال له النبي(J): (أنا عبد الله ورسوله، لن أخالف أمره، ولن يضيعني).

وأخرج البيهقي عن عروة قال : أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية راجعا فقال رجلٌ -لم يسمِّه- من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : والله ما هذا بفتح لقد صُدِدنا عن البيت وصُدَّ هَديُنا وعكف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية ورد رجلين[13] من المسلمين خرجا فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قول رجال من أصحابه -ممن هم على شاكلة ذلك الرجل-: إن هذا ليس بفتح فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله سلم): بئس الكلام، هذا أعظم الفتح، لقد رضي المشركون أن يدفعوكم بالراح عن بلادهم ويسألونكم القضية ويرغبون إليكم في الإياب، وقد كرهوا منكم ما كرهوا، وقد أظفركم الله عليهم وردّكم سالمين غانمين مأجورين، فهذا أعظم الفتح، أنسيتم يوم أحد إذ تصعدون ولا تلوون على أحد وأنا أدعوكم في أخراكم؟ أنسيتم يوم الأحزاب إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا؟ قال المسلمون: صدق الله ورسوله هو أعظم الفتوح والله يا نبي الله ما فكرنا فيما فكرت فيه ولأنت أعلم بالله وبالأمور منا، فأنزل الله سورة الفتح»[14].

        أقول: الرجل الذي لم يسمِّه هو عمر بن الخطاب بقرينة ما أخرجه السيوطي في الدر المنثور عن أحمد والبخاري والترمذي والنسائي وآخرين عن عمر أنه سأل رسول الله (J) عن شيء ثلاث مرات فلم يجبه حتى ذهب ثم دعاه النبي (J) وقال له: (لقد انزلت عليَّ الليلة سورة أحبّ إليَّ من الدنيا وما فيها) وقرأ سورة الفتح.

        لقد تحقق بصلح الحديبية فتح ظاهر بيِّن للنبي (صلى الله عليه وآله) والمسلمين لمسوا بركاته عاجلاً، ولعظمة هذا الفتح فقد نسبه الله تعالى إليه مباشرة {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِيناً} [الفتح: 1]، وفي هذه النسبة (إنّا) موعظة للمؤمنين بأن الله تعالى حاضر في كل شيء {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ} [الحديد: 4]، فعلى المؤمنين أن يلتفتوا إلى رعاية الله تعالى المباشرة لهم، وأن يتيقنوا أنه ما مِن نصر بل كل توفيق يحصل إلا بلطفه وتأييده تبارك وتعالى.

        وكان من مظاهر هذا الفتح:

1-            توقف الحرب مع قريش وحصول المسلمين على الأمن من ويلات الحروب المتكررة التي أشار النبي (صلى الله عليه وآله) إلى بعضها في كلمته الآنفة، قال تعالى: {أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ} [التوبة: 126]، وعاد النبي (صلى الله عليه وآله) والمسلمون سالمين منتصرين إلى المدينة ومعهم عهد بدخول مكة آمنين العام المقبل بعد أن كانوا يظنون أن قريشاً ستبيدهم في الصحراء، كما في الآية (12) المتقدمة.

2-            توفر الأجواء المناسبة لانتشار الدعاة والمبلغين والانفتاح على قبائل العرب وإقناعهم بالإسلام، بعد أن رفعت الغشاوة عن أعينهم، وكُسِر الحصار الإعلامي على رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالتشويه والافتراء والتسقيط، وعرفوا سموا أخلاق رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإنه جاء بالعدالة والكرامة والسلام والأخلاق الحميدة وقد نجحت الخطة، حتى خرج مع النبي (صلى الله عليه وآله) إلى مكة بعد سنتين لفتحها عشرة آلاف مقاتل بينما لم يزيدوا في الحديبية عن ألف وأربعمائة، وهذا يعني أن عدد المسلمين تضاعف خلال سنتين عدة أضعاف عددهم خلال تسعة عشر عاماً من عمر الرسالة، قال الإمام الصادق (عليه السلام): (فما انقضت تلك المدة حتى كاد الإسلام يستولي على أهل مكة)[15].

3-             انتزاع اعتراف قريش بالوجود الإسلامي كأمر واقع فأذعنوا له وجاؤوا طالبين الصلح وهم أكثر عدة وعدداً ومعهم حلفاؤهم من قبائل العرب، وبذلك انقلبت موازين الحرب لصالح رسول الله (صلى الله عليه وآله).

4-            التمهيد للفتح الأعظم وهو فتح مكة بعد سنتين، بسبب خرق قريش لبنود الصلح بعد أن أدركت أنه ليس لمصلحتها وأنه أدى إلى عزل قريش وتفككها حيث اقتنع عدد كبير من رموزهم بالإسلام والتحقوا بالنبي (صلى الله عليه وآله) في المدينة كخالد بن الوليد قائد الفرسان.

5-            تفرّغ النبي (صلى الله عليه وآله) لتقوية جبهته الداخلية عقائدياً وأمنياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً، ومعالجة الأخطار الكامنة فيها الآتية من المنافقين في المدينة ومن اليهود في خيبر خارج المدينة، حيث استأصل وجودهم في السنة التالية ودعم اقتصاده الفتي الضعيف بما غنم من أموالهم في الحروب المتعددة معهم وتوجّه إلى خارج الجزيرة لقتال الروم في مؤتة، ووجه رسائل إلى ملوك الفرس والروم والحبشة يدعوهم إلى الإسلام.

        ومن الدروس المستفادة من هذا الفتح أن من الممكن تحقيق النصر والفتح سلماً وبدون قتال من خلال معاهدات الصلح، وأنَّ الشعوب يمكنها أن تحقق النصر على العدو الظالم المستبد وتقنع الدنيا بقضيتها العادلة بمسيرات سلمية تحرج العدو وتسلب منه كل الذرائع لاستعمال العنف ضدهم فيذعن لمطالبهم، والشواهد التاريخية على ذلك كثيرة ذكرتُها في بيان عن جدوى المسيرة المليونية في زيارة الأربعين والنتائج المباركة المترتبة عليها[16].

         وبذلك لا نستبعد ما ورد في الدعاء للإمام المهدي الموعود (عج) (حتى تسكنه أرضك طوعا) وهو ما تناولته مفصلاً في حديث سابق[17].

 

 



[1] - قبس قرآني ضمن محاضرات تفسير (من نور القرآن) التي تلقى كل يوم اربعاء على طلبة البحث الخارج وتاريخ القبس 16/ربيع الثاني/1445 الموافق 1/11/2023.

[2] - مجمع البيان: 9/98. البرهان في تفسير القرآن: 9/ 61.

[3] - ثواب الأعمال: 115.

[4] - صحيح البخاري: كتاب تفسير القرآن، سورة الفتح، باب إنا فتحنا لك فتحا مبينا، ص445.

[5] - تفسير نور الثقلين: 3/ 33، ح 11.

[6] - تفسير نور الثقلين: المجلد الثالث: 32، ح 8.

[7] -الدر المنثور: ج7، ص510 ط.دار الفكر.

[8] - من دعاء الافتتاح الذي يتلى في ليالي شهر رمضان المبارك.

[9] - عن تفسير علي بن إبراهيم: 2/ 309، الكافي: 8/ 322، مجمع البيان: 9/ 105، البرهان في تفسير القرآن: 9/ 61-64، سيرة ابن هشام: 3/196-204.

[10] - الذي روي أنه المقصود في الآية الكريمة {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} [الزخرف: 31].

[11] - في تفسير القمي: (قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي إنك أبيت أن تمحو اسمي من النبوة، فوالذي بعثني بالحق نبياً، لتجيبنّ أبناءهم إلى مثلها وأنت مضيض مضطهد. فلما كان يوم صفين ورضوا بالحكمين، كتب: هذا ما اصطلح عليه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان، فقال عمرو بن العاص: لو علمنا أنك أمير المؤمنين ما حاربناك، ولكن اكتب: هذا ما اصطلح عليه علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: صدق الله وصدق رسوله، أخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله بذلك، ثم كتب الكتاب) (البرهان: 9/ 64).

[12] - ولا أدري من أين أتته الشجاعة في مواجهة قريش وهو القائل بكل جبن ووقاحة قبل معركة بدر حينما استشار النبي (صلى الله عليه وآله) أصحابه في قتال قريش بعد ان أفلتت القافلة ((إنها قريش وخيلاؤها ما آمنت منذ كفرت، ولا ذلت منذ عزت، ولم نخرج على أهبة الحرب))، بحار الأنوار، ج ١٩، ص٢١٧.

[13] - وهما أبو جندل ابن سهيل بن عمرو وكان معتقلاً في مكة ومكبلاً بالحديد فأفلت وقدم على رسول الله صلى الله عليه وآله مستجيراً وأبوه سهيل لا زال عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) يكتب الوثيقة ويوقعها نيابة عن قريش، والآخر هو أبو بصير عتبة بن أسيد الثقفي لجأ إلى النبي (صلى الله عليه وآله) بعد وصوله المدينة، فردّهما رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى قريش التزاماً ببنود الاتفاقية، ولما كبر هذا الشرط على المسلمين قال (صلى الله عليه وآله): من جاءهم منا فأبعده الله ومن جاءنا منهم رددناه إليهم، فلو علم الله الإسلام في قلبه جعل له مخرجاً،(مجمع البيان: 9/ 106). وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يطمئنهم بأن الله سيجعل لهم مخرجاً وهذا ما حصل فقد قام هؤلاء بحرب عصابات ضد قريش من كمين اتخذوه مما اضطر قريش إلى إلغاء هذا الشرط وأن يقبلهم رسول الله (صلى الله عليه وآله).

[14] - الدر المنثور: 13/ 459.

[15] بحار الأنوار: 20/ 363.

[16] - موسوعة خطاب المرحلة: ج4/ص280، ج4/ص353.

[17]  موسوعة خطاب المرحلة: ج13/187.