{وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} - السيدة الطاهرة فاطمة الزهراء (ع) تكشف سبَّب معاداة الحق

| |عدد القراءات : 33
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

بسم الله الرحمن الرحيم

{وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [البروج: 8]

 

السيدة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام) تكشف سبَّب معاداة الحق[1]

 

       الآية من سورة البروج التي روى الشيخ الصدوق في فضلها بسنده عن الإمام الصادق (عليه السلام) قوله: (من قرأ: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ} في فريضة، فإنها سورة الأنبياء، كان محشره وموقفه مع النبيين والمرسلين والصالحين)[2].

وتصف السورة موقفاً بطولياً تتجلى فيه أسمى درجات الصبر والتمسك بالعقيدة في مواجهة أساليب التعذيب الوحشي والقتل الذي يمارسه الطغاة المستكبرون ضد المؤمنين الثابتين على الحق، فتحكي السورة قصة جماعة من الموحدين قبل الإسلام أكرههم الملك المتسلط بقوة السلاح على ترك دينهم، فرفضوا وتمسكوا بالحق الذي هم عليه، فحفر لهم شقاً عظيماً طويلاً في الأرض يسمى الأخدود وملأه حطباً وأضرم فيه النار حتى أصبح الأخدود ناراً ملتهبة، قال تعالى: {الْأُخْدُودِ*النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ} [البروج: 4-5] فالنار هنا بدل عن الأخدود الذي تحوّل إلى لهيب من النار، ثم ألقى فيه جميع المؤمنين والمؤمنات وأبناءهم، وقتلهم بهذه الطريقة القاسية المؤلمة، ومن لم يمت بالنار قتل بالسيف ومثّل به، وكان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يستعظم هذه الحادثة ويستفظعها، روى في الدر المنثور عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: (فما ذكرت أصحاب الأخدود إلا تعوّذت بالله من جهد البلاء)[3].

ومن تفاصيل هذه الحادثة ما رواه البرقي في المحاسن والطبرسي في مجمع البيان وغيرهما إن المؤمنين كانوا يسارعون إلى إلقاء أنفسهم في النار الملتهبة (فجاءت امرأة معها صبي لها ابن شهر، فلما هجمت على النار هابت ورقَّت على ابنها، فناداها الصبي: لا تهابي وارميني ونفسك في النار، فإن هذا والله في الله قليل، فرمت بنفسها في النار وبصبيَّها، وكان ممن تكلَّم في المهد)[4].

       ثم يخبر الله تعالى عن مصير القائمين بهذه الجريمة البشعة بلسان الدعاء عليهم بالقتل والانتقام {قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ} [البروج: 4] الذين عرّفهم بعد ذلك بقسوة القلب والتلذذ بتعذيب الأبرياء، حيث أقاموا حفلاً واسعاً للإعدام الجماعي وساقوا الناس إلى الحضور بالقوة كالذي كان يفعله المقبور صدّام، وألقوا في النار أبرياء لم يرتكبوا ذنباً ولم يفسدوا في الأرض، وفيهم الشيخ الكبير والمرأة الضعيفة والطفل كالزهرة اليانعة، قال تعالى: {وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ} [البروج: 7]، ومثل هذا الدعاء على الكافرين ورد في آيات أُخَر كقوله تعالى: {قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ} [عبس: 17] وقوله تعالى: {قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ} [الذاريات: 10].

          وتكشف الآية الكريمة محل البحث سرِّ نقمة أولئك الطغاة المستكبرين من المؤمنين ومعاداتهم لهم، وهو ثبات إيمانهم بالله تعالى وتمسكهم بشريعته والتزامهم بالمنهج الرباني القويم في حياتهم، فلم يقتلوهم لجريمة ارتكبوها أو بدعة أحدثوها أو فساد نشروه وهم أبرأ الناس من كل ذلك، قال تعالى: {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [البروج: 8-9] وجاء بفعل المضارع (يؤمنوا) للدلالة على استمرار صمودهم مما أغاظ الكفار ولم يقل (آمنوا).

        وذكر هذه الأسماء الحسنى إلى جنب لفظ الجلالة لتأييد هؤلاء المؤمنين والشهادة لهم بأنهم على الحق لأنهم آمنوا بإله له هذه الأوصاف الدالة على العزة والغلبة وجميل الأفعال ومالكية السماء والأرض فلا يستحقون الإيذاء فضلاً عن القتل، لأن حجتهم قوية وإنما على غيرهم أن يتبعوا الحق الذي هم عليه.      

       وحينما تحكي السورة هذه المشاهد المؤلمة فإنها تدعو المؤمنين والمؤمنات في كل زمان ومكان إلى الصبر والثبات على ما يعانونه في سبيل الله، وتقول لهم إن البلاء الذي ينزل بهم نتيجةُ طبيعية للصراع الدائم داخل النفس الإنسانية بين جند العقل وجند الشيطان والنفس الأمّارة بالسوء الميّالة إلى الشهوات، والصراع المستمر بين الحق والباطل، ولا تختص بأصحاب الأخدود، وإن ما ترونه من بلاء هو أخفّ مما نزل بالمؤمنين في الأمم السابقة رحمة بكم وشفقة عليكم، روى الشيخ الكليني في الكافي عن الإمام الصادق (عليه السلام) قوله: (وقد كان قبلكم قوم يقتلون ويحرقون وينشرون بالمناشير وتضيق عليهم الأرض برحبها، فما يردّهم عمّا هم عليه شيء مما هم فيه، من غير تِرَةٍ وَتَروا من فعل ذلك بهم ولا أذى، بل ما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد، فاسألوا ربكم درجاتهم واصبروا على نوائب دهركم تدركوا سعيهم)[5].

وفي السورة إنذار شديد للطغاة والمستكبرين الذين يحاربون المؤمنين ويعذبونهم ويقتلونهم ويسعون إلى إبعادهم عن دينهم، سواء في ذلك مشركو قريش أو غيرهُم على مدى العصور، بأن العاقبة السيئة ستلحق بكل من قام بمثل هذا الفعل الظالم {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ} [البروج: 10].

والآية تشمل كل مثيري الفتن ومسببيها باتجاهاتها المتنوعة كالشبهات العقائدية والمفاسد الأخلاقية والانحرافات الفكرية والاجتماعية والاغراءات المالية والخدع السياسية وغيرها.

وكم هي سعة رحمة الله تعالى وعفوه إذ أبقى باب التوبة مفتوحاً حتى لمثل هؤلاء المجرمين، واستعمال (ثم) قبل { لَمْ يَتُوبُوا} يشير إلى استمرار هذه الفرصة وليس أنها ممنوحة على الفور فقط.

 ولم تغفل الآية عن الإشادة بصمود النساء المؤمنات ودورهن في تعزيز قدرة الرجال على الثبات، فخصَّهن بالذكر وإن كان لفظ المؤمنين يشملهن بعمومه.

 كما أن في السورة بشرى للمؤمنين ووعد صادق لهم بأحسن الجزاء على تمسّكهم بالحق وتضحيتهم من أجله {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ} [البروج: 11].

       تُرى ما الذي صبّر الإنسان الضعيف ذا الجلد الرقيق الذي تؤلمه البقّة كما وصفه أمير المؤمنين (عليه السلام) ودفعه إلى الإقدام على الاحتراق بالنار؟ إنه إيمانه الراسخ بالحق الذي هو عليه، قال الإمام الصادق (عليه السلام): (ما ضعف بدن عما قويت عليه النية)[6] وأعانه الله تعالى على ذلك بأن كشف له الجنة ونعيمها فهو منشغل بالتلذذ بها، فوقته الوقوع في أسر الشهوات وعصم نفسه من المعاصي، وأراه جهنم فهانت عليه نار الدنيا ومصائبها ومشاكلها، كالمروي أن أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) لم يذوقوا حرّ السيوف لأجل هذه الرؤية لما وراء الغيب، وقد وصفهم أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبته (فهم والجنة كمن قد رآها فهم فيها منعّمون، وهم والنار كمن قد رآها فهم فيها معذبون)[7].

          وكانت حقيقة هذا الصراع واضحة للمؤمنين عبر الأجيال {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ} [المائدة: 59] لذا فإنهم لم يتنازلوا عن عقيدتهم ومبادئهم السامية وإنما توجهوا إلى الله طالبين الصبر والثبات {وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ} [الأعراف: 126].

      وأولئك الطغاة مهما قدّموا من مبررات لحرب المؤمنين وعدائهم وتسويقها إعلامياً فإن غرضهم هو هذا {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} [البقرة: 217]، كما يغلّفون اليوم حربهم على الإسلام بمكافحة الإرهاب، ونشر الديمقراطية وحقوق الإنسان، ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل، وإسقاط الأنظمة المستبدّة الفاسدة وغيرها، وهذه الجرائم التي يتحدثون عنها هم من زرعها وقطف ثمرتها.

           فعلينا أن نتمسك بإسلامنا مهما كان الثمن، وأن نبرأ من أعداء الله ورسوله ونرفض أفعالهم الظالمة ونحذّر منها، وأن نكون يقظين فطنين لخُدع الأعداء ومكرهم وخططهم الخبيثة، للقضاء على الإسلام المحمدي النقي خصوصاً نحن أتباع أهل البيت (عليهم السلام) الذين حملنا رسالة الثقلين كتاب الله وأهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله)، وقد روى بعض المفسرين عن الإمام الصادق (عليه السلام) في الآية السابقة {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ} أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (هو علي عليه السلام وشيعته)[8].

 

   أيها الأحبة:

       لقد كشفت السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) ربيبة القرآن والعارفة بأسراره وتأويل آياته عن هذه الحقيقة، وأحرجت المتآمرين المخالفين لوصية رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أمير المؤمنين (عليه السلام)، واستعارت نفس اللفظ القرآني في خطبتها على نساء المهاجرين والأنصار فقالت: (وما الذي نقموا من أبي الحسن (عليه السلام) نقموا والله منه نكير سيفه، وقلة مبالاته لحتفه، وشدّة وطأته ونكال وقعته، وتنمّره – أي تشدّده – في ذات الله، وتالله لو مالوا عن المحجة اللائحة، وزالوا عن قبول الحجة الواضحة، لردّهم إليها وحملهم عليها)[9].

        فهم يعلمون علم اليقين بمؤهلات أمير المؤمنين (عليه السلام) لقيادة الأمة وولاية أمورها، ونصّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) على خلافته، وقد بايعوه يوم الغدير على ذلك، إلا أنهم كرهوا فيه أنه يحملهم على الحق المبين والصراط المستقيم ويقوّم الانحراف ويدفع الظلم، ويساوي بين الناس ويحكم بالعدل وليس عنده أحدٌ فوق القانون، فلا يُجامل ولا يُداهن ولا يدخل في مساومات على حساب الحق، ولا يعقد الصفقات المشبوهة مع أصحاب الامتيازات أو الزعامات، قال الإمام امير المؤمنين (عليه السلام): (لا يقيم أمر الله سبحانه إلا من لا يصانع ولا يضارع ولا يتبع المطامع)[10] وهم يريدون شخصاً يحفظ لهم مصالحهم وكبرياءهم وأنانيتهم، ولا يحاسبهم على انحرافهم وظلمهم وتجاوزهم، ويسيِّر الناس على هواهم وهذا ما يرفضه أمير المؤمنين (عليه السلام) رفضاً قاطعاً قال: (لا أصلحكم بفساد نفسي)[11].

         إن الآيات الكريمة التي حكت حادثة الأخدود توصل للأجيال عدة رسائل واضحة:

       أولها: عظمة دين التوحيد والإسلام وما أنعم الله تعالى به من المنّة بحيث يستحق أن يقدِّم الأنبياء والأئمة (صلوات الله عليهم أجمعين) والصالحون من عباد الله الغالي والنفيس وكل هذه التضحيات الجسيمة بالأرواح والأعزّاء والأموال والمكانة الاجتماعية من أجله.

       ثانيها: حثّ غير المسلمين على التأمل في هذا الدين بإنصاف وموضوعية ليعرفوا كيف يربّي أبناءه على رفض الظلم والاستعباد ونصرة الحق، ويمنحهم الطمأنينة وسكون القلب وسمو النفس التي تبحث أكثر شعوب الغرب رفاهية عنها فلا تحصلها، بل تجد القلق والاضطراب والنكد، بينما يجعل الإسلام أتباعه في أرقى حالات الرضا والتسليم وهم يتعرضون لأشد ألوان المحن والمصائب.

       علينا أن نصور لهم السيدة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام) البنت الوحيدة لنبي الإسلام وهي في عمر الزهور ثمانية عشر عاماً كيف تخفي آلامها وجراحها وهي مسقطة الجنين، مكسورة الضلع، محاصرة من قبل جيش لا يتورع عن حرق دارها، تعض على كل هذه الجراح وتنطلق لنصرة إمامها وتقويم انحراف الأمة.

 وعلينا أن نصور لهم الإمام الحسين (عليه السلام) وهو يحمل رضيعه الذي ذبحه السهم ويرمي بدمه إلى السماء ويقول: خُذْ يا ربّ حتى ترضى، أو يقف على ولده علي الأكبر ذي العشرين عاماً وهو مقطع بالسيوف والرماح، وهو يقول: هوَّنَ ما نزل بي أنه بعين الله تعالى.

       وعلينا أن نصوّر لهم العقيلة زينب (عليها السلام) وهي تضع يديها تحت جسد أخيها سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين (عليه السلام) الشهيد المثخن بمئات الجراحات وهي تقول: (اللهم تقبل منا هذا القربان).

       هذه المواقف السامية كلها لا يعرفها العالم، لكنه شاهد ما حصل للشعب الفلسطيني المسلم في أحداث غزة الأخيرة وتأثّر بها أي تأثير، فإن المشاهد العاطفية للمفجوع الذي يودِّع طفلته بهدوء وتسليم وهو يقبّلها ويصفها بأنها روح الروح، والأم التي تنعى وحيدها الذي انتظرته سنين وأنفقت الأموال الطائلة لمعالجة العقم حتى رُزقت به، والأطفال الذين يُطمئِنون آبائهم وأمهاتهم وهم تحت الأنقاض الثقيلة بين الحياة والموت.

       هذه المشاهد العاطفية الإنسانية المؤثرة وما صاحبها من حالات الصبر والثبات والإصرار على نيل الحق هزّت ضمير العالم، ودفعت غير المسلمين إلى البحث للتعرّف على دين الإسلام الذي ألهم أتباعه هذه الطمأنينة والرضا والسلام، وهذا الإصرار على نيل الحقوق المشروعة والسلوك السامي، واعتنق الإسلام عدد منهم.

          إذن علينا أن نبيّن للعالم تضحيات أهل البيت (عليهم السلام) الجسيمة وصبرهم واحتسابهم في سبيل الله تعالى ونصرة الحق، خصوصاً ما جرى على السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) وولدها الإمام الحسين (عليه السلام) في يوم عاشوراء، فإن ما لاقوه أفظع وأشدّ إيلاماً لكل ضمير حي مما شاهدوه في غزة، وحينئذٍ ستكون هذه أبلغ دعوة للإسلام المحمدي الأصيل الذي حفظه أهل البيت (عليهم السلام) وأوصلوه إلى الأجيال.

         من هنا تبرز أهمية إحياء الشعائر الدينية وأثرها الكبير في حفظ وإدامة الحق، فكما نقل الله تعالى لنا مظلومية المؤمنين في العصور السابقة كشهداء حادثة الأخدود لنتفاعل معها ونتبرأ من الظالمين أعداء الله تعالى ورسوله، وننشر عقيدة العدالة والاستقامة والسلام وتكريم الإنسان، فعلينا أن نؤدي نفس هذه الرسالة في تعظيم شعائر أهل بيت العصمة (سلام الله عليهم) والتذكير بمظلوميتهم، ولا ننظر إليها على أنها مجرد حوادث تاريخية انقضى زمانها، فجزاكم الله خير الجزاء أيها المتفجعّون لمصاب السيدة الزهراء (عليها السلام) على حضوركم لنصرتها في إقامة الحق الذي استشهدت من أجله.



[1] - الخطاب الفاطمي السنوي في نسخته التاسعة عشرة ألقاه سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) على حشود الزوار المعزّين في ساحة ثورة العشرين في النجف الأشرف يوم السبت 2/جمادي الثانية/1445 الموافق 16/12/2023.

[2] - ثواب الأعمال:122.

[3] - الدر المنثور: ج8، ص467.

[4] - المحاسن: 249، ح 262، مجمع البيان: 10/ 706، قصص الأنبياء للراوندي: 246، ح 29، الدر المنثور: 8/ 456، البرهان: 10/ 137، ح 2، 3.

[5] - الكافي: ج ٨، ص 248، تفسير نور الثقلين: ج4، ص ١٥٣.

[6]- ميزان الحكمة: ج ٤، ص ٣٤١٠.

[7]- نهج البلاغة: ج2، ص161، خطبة 193 في وصف المتقين.

[8] - البرهان: 10/137.

[9] - الاحتجاج: 1/ 138.

[10] - نهج البلاغة: 4/ 26، قصار الكلمات رقم 110، أي لا يجامل في الحق، ولا يشابه أهل الباطل في أفعاله، ولا يتبع أهواءه وأطماعه على خلاف الحق.

[11] - نهج البلاغة: ج ١، ص٣٠٣.