الدعوة إلى إحياء الشعائر الدينية وتهذيبها

| |عدد القراءات : 25
الدعوة إلى إحياء الشعائر الدينية وتهذيبها
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

الدعوة إلى إحياء الشعائر الدينية وتهذيبها

حرص سماحة المرجع الديني محمد اليعقوبي ( دام ظله ) على تجديد الدعوة لإحياء الشعائر الدينية متى ما كانت هناك مناسبة لذلك،  ومن هذه المناسبات الزيارات المليونية في أربعينية الإمام الحسين عليه السلام،  فقد أشار سماحته دام ظله إلى  أن من الألطاف الإلهية والتأييد الرباني هذه المسيرة المليونية الكبيرة بما تتضمنه من مشاهد إعجازية؛ حيث يشارك فيها الشيخ المسنّ والمرأة الضعيفة والأطفال الصغار حتى الرُضّع الذين تضنُّ بهم أمهاتُهم عن أبسط أشكال الأذى والإيلام وإذا بها تعرّضه للشمس الحارّة نهاراً والبرد ليلاً وتسير به في العراء مئات الكيلومترات مشياً على الأقدام دون اصطحاب العدة المناسبة لرعاية الأطفال.

ولا تحسُّ من أحد منهم وهم ملايين أي شعور بالضجر والسأم والملل بل الكل مندفعون متحمسون تكاد أرجلُهم لا تحملهم من الفرح ونشوة الانتماء لحصن ولاية أهل البيت (عليهم السلام) المنيع.

إن أي جيش في العالم يجنّد مئات طائرات النقل وآلاف العربات والشاحنات لقطعاته المنتشرة في مساحة معينة؛ ومع ذلك يحصل عنده العجز والخلل، وهو أقل عدداً من هذه الملايين الزاحفة ولا يغطي مساحة بسعة المدن والمناطق التي انطلقت منها هذه الحشود الزاحفة الى قبر ابي عبد الله (عليه السلام).

فما هذه المحركية الهائلة التي تجنّد الجميع في إقامة الشعيرة المقدسة بين من يمشي على قدميه وآخر يقدّم الطعام والشراب وثالث يقوم بالخدمات الطبية ورابع يسعف الزائرين ويتبرك بغسل أقدامهم؟

إنه الإخلاص والصدق في ولاء النبي وآله الطاهرين (صلوات الله عليهم أجمعين) الذي ألقاه الله تبارك وتعالى في قلوب المؤمنين ليكون أجر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على تبليغ الرسالة (قُل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودَّةَ في القربى).

 

ولفت سماحته دام ظله  الى أهمية إحياء الشعائر الدينية وأثرها الكبير في حفظ وإدامة الحق، فكما نقل الله تعالى لنا مظلومية المؤمنين في العصور السابقة كشهداء حادثة الأخدود لنتفاعل معها ونتبرأ من الظالمين أعداء الله تعالى ورسوله وننشر عقيدة العدالة والاستقامة والسلام وتكريم الإنسان فعلينا أن نؤدي نفس هذه الرسالة في تعظيم شعائر أهل بيت العصمة (سلام الله عليهم) والتذكير بمظلوميتهم ولا ننظر إليها على أنها مجرد حوادث تاريخية انقضى زمانها. 

 

ولم يتوقف سماحته دام ظله عند الدعوة إلى إحياء الشعائر الدينية  ، بل دعا بوضوح إلى تهذيب الشعائر الدينية مما لصق بها  مما يوجب الضرر أو الإهانة للدين،  وقد جاء ذلك في جواب على بعض الأسئلة المتعلقة بذلك فقال:

لا يجوز في الشريعة كل عمل غير ‏عقلائي أو فيه ضرر على النفس ‏أو يوجب اهانة للدين ‏ولمدرسة أهل البيت (سلام الله عليهم) وإنما ‏خرج الإمام ‏الحسين  (عليه السلام ) طلباً للإصلاح في أمة جده (صلى ‏الله ‏عليه وآله وسلم) والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ‏فمن أراد ‏مواساته بصدق فليعمل على تحقيق أهدافه ‏المباركة.