القبس/201 {فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} طه:72 - مبدأ استراتيجي في الحياة

| |عدد القراءات : 4
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

القبس/201 {فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} طه:72 - مبدأ استراتيجي في الحياة

إنها ليست مجرد كلمات قالها السحرة في وجه فرعون الطاغية بل هو موقف لهم في قمة الشموخ والاباء والثبات وصلابة الإيمان غير مبالين بتهديداته المرعبة {فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى}(طه:71) ولا بوعوده المغرية التي منّاهم بها إن هم انتصروا على موسى وأبطلوا حجته (A) {وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ * قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} (الأعراف:113 - 114) {فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ * قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} (الشعراء:41 - 42) فأجابوا وعده ووعيده بموقف ملؤه الإيمان {قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا} (طه:72)  وأنَّ من المحال أن نقدّم طاعتك وعبوديتك على طاعة الله تعالى وعبوديته، فقد رسخت المعرفة في قلوبهم عندما رأوا عصا موسى (A) تتحول إلى ثعبان يلقف سحرهم ويبطل إفكهم وخداعهم الذي جعله فرعون وسيلة لتطويع الشعب واستعباده، فقالوا لفرعون بكل ثبات: لا يمكن ان نتخلى عن هذه الآيات الافاقية من خلال الحجج البيّنة القوية التي أقامها موسى (A)، والأنفسية بانبلاج نور الفطرة الذي اضاء قلوبنا ونفوسنا وأوقده موسى (A) بكلماته النورانية {قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى} (طه:61) وايقظنا من غفلتنا بهيبته وعزة الله التي بها أولياؤه يعتزون والتأييد الذي تعهد به الله تعالى لموسى وأخيه (C) {قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} (طه:46) فأي تأييد ونصرة أعظم من ان يكون خالق السموات والأرض القوي العزيز حاضراً معهما يسمع كل ما يقال لهما ويرى كل ما يجري عليهما؟ فما قيمة مخلوق بائس ضعيف كفرعون بإزاء هذا؟ مما جعل فرعون الطاغية وشياطينه يتنازلون عن جبروتهم ويقبلون تحدي موسى (A) {فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى} (طه:58) ويجمعون كل امكانياتهم لمواجهته {فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى} (طه:64) وهو الذي وصف موسى (A) في لقائه السابق {أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ} (الزخرف:52).

واستمر السحرة في خطابهم لفرعون بعد أن ذاقوا حلاوة الإيمان ولذة الانتصار على النفس والشيطان واتصلت أرواحهم بالملأ الأعلى فطهرت من أغلال الجُبُن والطمع والعبودية والذل وتزينت بالتوحيد وبمكارم الشجاعة والمعرفة والتضحية وحب الله تعالى، وحينئذٍ قالوا: فكيف تريد منّا أن نترك كل ذلك ونستمر على طاعتك وعبادتك ومن أجل ماذا؟ متع زائفة زائلة.

وأقسموا على ذلك بالذي فطرهم {وَالَّذِي فَطَرَنَا} ويمكن أن تكون الواو عاطفة وليست للقسم، والعطف يمكن أن يكون على مدخول على فيصير المعنى (لن نؤثرك على الذي فطرنا) وهو الله تعالى، أو يكون العطف على البيّنات، أي بعد ان جاءتنا البينات من موسى (A) مضافاً إلى نداء الفطرة الذي استيقظ فينا وهو يدعونا إلى التوحيد والإيمان بالخالق القادر العظيم، ولعلهم أرادوا بضمير الجمع في {فَطَرَنَا} ما يشمل فرعون نفسه بأنك أنت أيضاً لو رجعت إلى فطرتك لوجدتها تدعو بوضوح إلى التوحيد، وعليك الاستجابة لهذا النداء، واستخفوا بتهديداته {قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ} (الشعراء:50).

ثم اطلقوا هذه الكلمة البليغة الحكيمة العميقة والحجة البالغة المملوءة بالمعرفة الشامخة {فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ} أي فاحكم بما شئت من وعيد وتهديد فان غاية جبروتك وطغيانك هي هذه الحياة الدنيا الفانية الزائلة {إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} ثم ننتقل جميعاً إلى الله تبارك وتعالى وهو الذي يفصل بين الخصوم ويكافئ المحسن على إحسانه ويعاقب المسيء على إسائته وهي حياة خالدة {وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} (العنكبوت:64) وستكتشف حينئذٍ يا فرعون بؤس الصفقة حيث ضيّعتَ الآخرة الباقية من أجل لذة فانية {فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ} (التوبة:38) وأردفوا كلمتهم بقولهم {وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} (طه:73) مما تدعونا إليه من زخارف الدنيا التي كان فرعون قد أستعبدهم بها.

هذه هي الحقيقة التي ثبّتت قلوبهم في ذلك الموقف العصيب المزلزل حيث يقف فرعون بجبروته وقدراته الهائلة وجيوشه الضخمة وهو يزمجر ويلقي التهديدات ثأراً لكرامته الجريحة، وامام الحشد العظيم من الناس المغلوبين على أمرهم حيث سبق الحدث تحشيد اعلامي ضخم وجمعوا السحرة والناس من كل أنحاء البلاد، وحُدِّد للتحدي يوم اجتماع عام للناس وفي ساعة الذروة عند الضحى {قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى} (طه:59).

وفي ذلك الموقف العصيب المهول يخرون لله تعالى ساجدين تلقائياً {فَأُلْقِيَ} وقد ملأهم الإيمان والتسليم للنداء الإلهي وأصبح هو الذي يحرّكهم وكأنه من دون إرادتهم   {فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى} (طه:70) وكأنهم أرادوا بالسجود أن يظهروا انقيادهم التام لله تعالى وسط ذلك الجمع الهائل ويتوجهون إلى الله تعالى بكل خشوع {إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} (طه:73) {إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ}(الشعراء:51)،{رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ} (الأعراف:126).

 

الانسان يمكن أن يرتقي الى الكمال بلحظة:

إن هذه الانعطافة الكبيرة في حال السحرة تشبه المعجزة بل هي معجزة حقاً، فكيف ارتقوا في لحظة من سحرة مشعوذين ماكرين يخدعون الناس عبيد لفرعون الطاغية ويتخذونه إلهاً {فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ} (الشعراء:44) طمعاً في فتات موائده، إلى هذه القمة السامقة في الإيمان الراسخ المتجذر في قلوبهم بحيث يستقبلون بهدوء وسرور الحكم القاسي بالقتل والصلب والتقطيع ويتخلون عن الامتيازات العظيمة التي وعدهم بها.

وهذه الحادثة العجيبة التي كرّر القرآن الكريم ذكرها في عدة مواضع تزرع أملآً واسعاً في قلوب طالبي الكمال والعاصين على حدِ سواء بإمكان الارتقاء وتحصيل المقامات الرفيعة في لحظة، وعدم اليأس من فضل الله تبارك وتعالى، كما أرتقى الحر الرياحي في لحظة من انحطاط التبعية المهينة لابن زياد إلى الخلود في الشهادة مع الإمام الحسين (A).

ونستلهم من هذه الآية الكريمة أيضاً مبدءاً أساسياً أو استراتيجياً كما يقال بأن نجعل كلمتهم النورانية هذه التي حكاها القرآن بنظمه البديع نبراساً في حياتنا لتثبيت قلوبنا على الحق وتهذيب نفوسنا امام وسائل الاغراء والتهديد التي يتعرض له المؤمنون للتنازل عن مبادئهم وثوابتهم الدينية والأخلاقية، بأن غاية تأثير هذه الأمور في نفعها وضرها هي هذه الدنيا الفانية فالصبر عليها هين بتأييد الله تعالى، من وصية الإمام موسى بن جعفر (C) لهشام بن الحكم (يا هشام اصبر على طاعة الله، واصبر عن معاصي الله، فإنما الدنيا ساعة)([1])، ومن كلمات أمير المؤمنين (A) (الشجاعة صبر ساعة)([2]) وشجاعة الموقف قد تكون تجاه النفس الأمّارة بالسوء أو الشيطان أو سائر الأعداء من شياطين الانس والجن.

وهذا المبدأ القرآني كان واضحاً في سيرة رسول الله (J) تجاه حلال الدنيا الزائد عن الحاجة فضلاً عن حرامها ونحو ذلك، روى أمير المؤمنين (A) قال: (أخبرني حبيبي رسول الله (J) أن جبرئيل (A) نزل إليه ومعه مفاتيح كنوز الأرض وقال: يا جبرئيل وما يكون بعد ذلك؟ قال: الموت، فقال: اذاً لا حاجة لي في الدنيا، دعني أجوع يوماً وأشبع يوماً، فاليوم الذي أجوع فيه أتضرع الى ربي وأسأله، واليوم الذي أشبع فيه أشكر ربي وأحمده، فقال له جبرئيل: وفقت لكل خير يا محمد) ([3]).

هذا الموقف منه (J) لمعرفته بحقارة الدنيا وهوانها وعدم استحقاقها للالتفات اليها مهما عظم المعروض منها ولو كان من حلال ولو كان من دون ان ينقص من قدره عند الله تعالى شيء.

وكذلك كان هذا المبدأ القرآني حاضراً في حياة أمير المؤمنين (A) وحفلت به كلماته (A) فمن خطبة له (A) قال بعد أن ذكر حادثة أخيه عقيل عندما طلب منه زيادة على عطائه (وَأَعْجَبُ مِنْ ذَلِكَ طَارِقٌ([4]) طَرَقَنَا بِمَلْفُوفَةٍ([5]) فِي وِعَائِهَا وَمَعْجُونَةٍ شَنِئْتُهَا([6]) كَأَنَّمَا عُجِنَتْ بِرِيقِ حَيَّةٍ أَوْ قَيْئِهَا([7]) فَقُلْتُ أَصِلَةٌ([8]) أَمْ زَكَاةٌ أَمْ صَدَقَةٌ فَذَلِكَ مُحَرَّمٌ عَلَيْنَا أَهْلَ الْبَيْتِ فَقَالَ لَا ذَا وَلَا ذَاكَ وَلَكِنَّهَا هَدِيَّةٌ فَقُلْتُ هَبِلَتْكَ([9]) الْهَبُولُ أَعَنْ دِينِ اللَّهِ أَتَيْتَنِي لِتَخْدَعَنِي أَمُخْتَبِطٌ([10]) أَنْتَ أَمْ ذُو جِنَّةٍ([11]) أَمْ تَهْجُرُ وَاللَّهِ لَوْ أُعْطِيتُ الْأَقَالِيمَ السَّبْعَةَ بِمَا تَحْتَ أَفْلَاكِهَا عَلَى أَنْ أَعْصِيَ اللَّهَ فِي نَمْلَةٍ أَسْلُبُهَا جُلْبَ شَعِيرَةٍ مَا فَعَلْتُهُ وَإِنَّ دُنْيَاكُمْ عِنْدِي لَأَهْوَنُ مِنْ وَرَقَةٍ فِي فَمِ جَرَادَةٍ تَقْضَمُهَا مَا لِعَلِيٍّ وَلِنَعِيمٍ يَفْنَى وَلَذَّةٍ لَا تَبْقَى نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ سُبَاتِ الْعَقْلِ وَقُبْحِ الزَّلَلِ وَبِهِ نَسْتَعِينُ )([12]).

        ومن كتاب لهُ (A) إلى واليه على البصرة عثمان بن حنيف يشير فيه إلى فدك وهي الأرض الزراعية الشاسعة التي وهبها رسول الله (J) إلى ابنته الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (B) بأمر الله تعالى ثم غصبها أصحاب السقيفة قال فيه (بَلَى! ‏كَانَتْ في أَيْدِينَا فَدَكٌ مِنْ كلِّ مَا أَظَلَّتْهُ السَّماءُ، فَشَحَّتْ عَلَيْهَا نُفُوسُ قَوْم، وَسَخَتْ عَنْهَا نُفُوسُ آخَرِينَ، وَنِعْمَ الْحَكَمُ اللهُ. وَمَا أَصْنَعُ بِفَدَك وَغَيْرِ فَدَك، وَالنَّفْسُ مَظَانُّهَا فِي غَد جَدَثٌ، تَنْقَطِعُ فِي ظُلْمَتِهِ آثَارُهَا، وَتَغِيبُ أَخْبَارُهَا) ([13]).

فليكن قوله تعالى {إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} مبدأً ثابتاً واستراتيجياً في حياتنا عندما نتعرض لمغريات الدنيا أو تمارس علينا أنواع من الضغوط، فإن هذا المبدأ من القواعد الاساسية التي تستندون اليها في بناء مستقبلكم المعنوي وحياة الاستقامة التي يريدها الله تبارك وتعالى.

ولنتأسَّ برسول الله (J) وليكن شعارنا (ثم ماذا؟ اليس هو الموت وفناء الدنيا وثرواتها) اذن لا قيمة لها، وكذا لنتخذ من قول أمير المؤمنين (A) (ما لعلي ولنعيم يفنى) وقوله (A) (وما أصنع بفدك وغير فدك) بوصلة لحياتنا ومنظاراً نرى من خلاله الدنيا ولا أقل من العمل بهذا الشعار عندما تعرض لنا معصية والعياذ بالله لان نتيجتها النار.

فلا تغرّنا نحن الحوزة العلمية عناوين برّاقة أو ألقاب علمية أو مواقع مرموقة أو جاه وامتيازات فنخالف أوامر الله تعالى ونرتكب نواهيه في تنافس غير شريف، وهكذا كل إنسان في موقعه، فعندما تميل النفس الى شهوة ونزوة بغير ما أحلَّ الله تعالى كالذي يحصل في أروقة الجامعات او الدوائر الرسمية فليخاطب الشخص نفسه وليقل لها: ثم ماذا؟ وكيف ستكون النتيجة لو انساق وراء الشهوة والنزوة وإذا دعاه غضبه أو أنانيته أو حسده أو حقده لظلم أحد فليكبح جماحه بسؤال ثم ماذا؟ وإذا خدعه موقعه ومنصبه ووظيفته ليمّد يده على المال الحرام أو التجاوز على الحق العام أو الخاص فليتذكر ماذا بعد ذلك: انه الموت.

وبتعبير آخر: أنه عليك ان تحسب النتائج قبل الاقدام على الفعل، فان كانت العاقبة سيئة أو أن الحاصل لا يستحق تبعة هذا الفعل فلا تقدم عليه، لان النتيجة المؤلمة إذا حصلت فان الندامة والتأسف لا ينفعان في إزالتها فتذهب لذة الفعل وما كان يرجو منه وتبقى تبعته وشقاؤه والله المستعان ونسأله تعالى العفة والسداد والورع والاجتهاد في طاعته إنه نعم المولى ونعم النصير.

 



([1]) بحار الأنوار: ج ٧٥ /ص ٣١١

([2]) ميزان الحكمة: الحديث 9157

([3]) بحار الانوار:42/276.

([4]) قيل الطارق من يأتي ليلاً

([5]) نوع من الحلواء

([6]) أي أبغضتها

([7]) الريق: اللعاب، والقيء: الرجيع

([8]) الصلة: العطية كالرشوة

([9]) أي ثكلتك

([10]) وهو المصروع وفاقد التوازن

([11]) أي المجنون

([12]) نهج البلاغة: الخطبة / 224

([13]) نهج البلاغة، باب المختار من كتبه (A)، رقم 45